هل يمكننا الإستغناء عن النظارات نهائيًا.. د. ياسر البدوي يجيب
كتب/ سامح السعيد
العدسات الذكية هي جيل متطور من العدسات اللاصقة أو المزروعة، تحتوي على تقنيات إلكترونية دقيقة قادرة على تعديل الرؤية تلقائيًا أو عرض بيانات رقمية أو حتى مراقبة الحالة الصحية للعين. هذه العدسات تمثل نقلة نوعية في مجال طب العيون، وقد تتيح في المستقبل الاستغناء عن النظارات الطبية أو حتى جراحات تصحيح الإبصار.
منصة طب توداي.. مرجعية العرب الطبية الأولى
في لقاء خاص مع منصة طب توداي، أوضح د. ياسر البدوي – استشاري طب وجراحة العيون أن العدسات الذكية ليست مجرد أداة لتحسين الإبصار، بل هي جهاز طبي متطور يجمع بين البصريات الدقيقة والإلكترونيات النانوية، مشيرًا إلى أنها قد تشكل مستقبل الرؤية لدى البشر.
مبدأ عمل العدسات الذكية
تعمل العدسات الذكية من خلال دمج مكونات إلكترونية دقيقة جدًا مثل الحساسات والرقائق الصغيرة داخل مادة العدسة، مما يسمح لها بتغيير درجة التكبير أو التركيز تلقائيًا وفقًا لاحتياجات العين، أو حتى عرض معلومات مباشرة أمام مجال الرؤية، مثل مستوى السكر في الدم أو البيانات البصرية الأخرى.
أنواع العدسات الذكية
1. عدسات طبية لتصحيح الإبصار
مصممة لتحسين النظر لمرضى قصر أو طول النظر أو الاستجماتيزم، مع إمكانية ضبط قوتها تلقائيًا.
2. عدسات لعرض البيانات
تشبه تقنيات الواقع المعزز، حيث تعرض معلومات رقمية أو صورًا مباشرة أمام العين.
3. عدسات لمراقبة الصحة
تحتوي على حساسات تقيس مؤشرات بيولوجية مثل مستوى الجلوكوز في الدموع، وهو ما يفيد مرضى السكري.
اقرأ ايضًا: كيف تعرف أنك مصاب بالقرنية المخروطية؟ د. محمود حسان يجيب
اقرأ ايضًا: العدسات اللاصقة بلاش منها لو بتعاني من حساسية العين
مميزات العدسات الذكية
وفقًا لما ذكره د. ياسر البدوي، فإن هذه العدسات تتميز بـ:
- إمكانية تعديل الرؤية في الوقت الفعلي
- تقليل الحاجة للنظارات أو الجراحات
- تحسين جودة الحياة لمرضى مشاكل الإبصار المزمنة
- وظائف إضافية مثل عرض البيانات أو مراقبة الحالة الصحية
التحديات أمام انتشار العدسات الذكية
رغم إمكانياتها الكبيرة، إلا أن هناك تحديات تواجه انتشارها، منها:
- ارتفاع تكلفتها مقارنة بالعدسات التقليدية
- الحاجة إلى تطوير بطاريات صغيرة وآمنة
- ضمان عدم تهيج العين أو التسبب في التهابات
- القضايا المتعلقة بالخصوصية إذا استخدمت للعرض أو التصوير
من يمكنه الاستفادة من العدسات الذكية؟
هذه العدسات قد تكون مثالية لفئات معينة، مثل:
- الأشخاص الذين يعانون من تغيرات متكررة في درجة النظر
- مرضى السكري الذين يحتاجون مراقبة مستمرة للجلوكوز
- الرياضيين أو المهنيين الذين يحتاجون عرض بيانات سريعة
- المرضى الذين لا يمكنهم إجراء عمليات الليزك أو الفيمتو
الأمان والموافقات الطبية
أكد د. ياسر البدوي أن أي عدسة ذكية يجب أن تحصل على موافقات الجهات الصحية مثل FDA لضمان أمانها وفعاليتها، مشيرًا إلى أن الدراسات السريرية ضرورية قبل طرحها للاستخدام التجاري الواسع.
هل ستغني العدسات الذكية عن النظارات نهائيًا؟
يرى د. ياسر البدوي أن العدسات الذكية قد تقلل الحاجة للنظارات بشكل كبير، لكنها لن تلغيها تمامًا في المستقبل القريب، نظرًا لوجود حالات خاصة أو تفضيلات شخصية تجعل بعض الناس يفضلون النظارات التقليدية.
حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط




