هل يجب إزالة شمع الأذن بانتظام؟ إليك الحقيقة
د. رامي عبد الفتاح

شمع الأذن أو “الصملاخ” هو مادة طبيعية ينتجها الجسم لحماية الأذن وتنظيفها ذاتيًا، لكن التعامل الخاطئ معه قد يسبب مشاكل تتراوح من الانسداد المؤقت إلى ضعف السمع.
وفي هذا السياق، يؤكد د. رامي عبد الفتاح، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، في تصريح خاص لمنصة “طب توداي”، أن شمع الأذن لا يحتاج إلى تنظيف يومي كما يعتقد البعض، بل إن محاولات إزالته الخاطئة قد تتسبب في دفعه إلى الداخل أو خدش قناة الأذن.
ما هو شمع الأذن؟
شمع الأذن هو إفراز طبيعي تنتجه غدد خاصة في الجلد المبطن لقناة الأذن الخارجية. يحتوي على مواد دهنية، وبروتينات، وخلايا جلد ميت، ويعمل كدرع دفاعي ضد الغبار، الحشرات، والبكتيريا.
الفوائد الصحية لشمع الأذن
حماية الأذن من العدوى
يمتلك شمع الأذن خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، مما يمنع نمو الكائنات الضارة.
تنظيف ذاتي طبيعي
يعمل الشمع على جمع الأوساخ وخلايا الجلد الميت، ويتم دفعه تدريجيًا إلى الخارج بفضل حركة الفك أثناء المضغ والكلام.
ترطيب قناة الأذن
يحافظ الشمع على ليونة الجلد داخل القناة ويمنع الجفاف والتشقق.
متى يصبح شمع الأذن مشكلة؟
بحسب د. رامي عبد الفتاح، فإن تراكم الشمع قد يؤدي إلى انسداد قناة الأذن، وقد ينتج عن ذلك أعراض مثل:
- ضعف مفاجئ في السمع
- طنين أو صوت صفير في الأذن
- إحساس بالامتلاء أو الضغط داخل الأذن
- حكة أو ألم
- دوخة في بعض الحالات النادرة
هل استخدام الأعواد القطنية آمن؟
الإجابة الصادمة: لا
تدفع الأعواد القطنية الشمع إلى الداخل، مما يزيد فرصة انسداد الأذن أو خدش القناة السمعية. ويشدد الأطباء على ضرورة تجنب إدخال أي أداة داخل الأذن من دون إشراف طبي.
كيف يتم تشخيص انسداد شمع الأذن؟
يقوم الطبيب باستخدام منظار الأذن لفحص القناة، ويمكنه التمييز بين الانسداد الكامل أو الجزئي، والتأكد من عدم وجود التهاب أو جسم غريب.
طرق إزالة شمع الأذن بشكل آمن
1. التليين في المنزل
باستخدام قطرات زيت معدني، جلسرين، أو محلول ملحي لتفكيك الشمع ببطء (بعد استشارة الطبيب).
2. الغسيل أو الشفط في العيادة
يُستخدم الماء الفاتر أو جهاز شفط خاص لإزالة الشمع، وتُجرى العملية خلال دقائق بأمان.
3. في الحالات الخاصة
الأطفال، أو من لديهم ثقوب في الطبلة، يجب التعامل معهم بعناية فائقة وتحت إشراف متخصص فقط.
من هم الأكثر عرضة لتراكم الشمع؟
- كبار السن
- مستخدمو السماعات الطبية
- أصحاب قنوات الأذن الضيقة
- من لديهم إفراز مفرط للشمع
- من لديهم تاريخ سابق بانسداد الأذن المتكرر
شمع الأذن عند الأطفال
عادة ما لا يحتاج الطفل لتدخل، إذ يخرج الشمع بشكل طبيعي.
ولكن يجب مراجعة الطبيب إذا لوحظ:
- بكاء عند تنظيف الأذن
- ضعف في السمع أو الاستجابة
- وجود إفرازات غير طبيعية
متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟
- فقدان مفاجئ للسمع
- ألم شديد أو مستمر
- خروج صديد أو دم من الأذن
- طنين متواصل لا يهدأ
- شكوى متكررة رغم التنظيف الذاتي
نصائح مهمة للعناية اليومية بالأذن
- لا تدخل أعوادًا أو أدوات تنظيف في الأذن
- امسح فقط الجزء الخارجي بمنشفة ناعمة
- تجنب استخدام قطرات الأذن دون وصفة طبية
- استشر الطبيب في حال وجود إفرازات أو حكة متكررة
- نظّف السماعات الطبية باستمرار إذا كنت تستخدمها
خرافات شائعة عن شمع الأذن
“الشمع يعني قذارة”
الحقيقة: هو علامة على صحة الأذن.
“التنظيف اليومي ضروري”
الحقيقة: قد يضر أكثر مما ينفع.
“قطرات الأذن آمنة للجميع”
الحقيقة: لا تصلح لكل الحالات، خصوصًا لمن يعانون من ثقب في الطبلة.
التوازن بين الإفراز والتنظيف
يؤكد د. رامي عبد الفتاح أن التوازن الطبيعي بين إنتاج الشمع وخروجه تلقائيًا هو أفضل ما يمكن أن يحدث، وأن التدخل يجب أن يكون عند ظهور أعراض فقط، وليس بناءً على مظهر الشمع وحده.
المستقبل والتقنيات الجديدة
ظهرت مؤخرًا أجهزة صغيرة لفحص الأذن منزليًا، لكن التشخيص والتدخل الطبي يظلان الأفضل.
كما يُجرى تطوير أدوات تنظيف آمنة للأطفال وكبار السن باستخدام تقنيات الشفط اللطيف.
الخلاصة
شمع الأذن ليس عدوك، بل حارس طبيعي لصحة أذنك.
تجنّب التدخلات العشوائية، وراقب الأعراض، واطلب مساعدة طبية عند الحاجة.
فالتعامل السليم مع هذه المادة الطبيعية يجنّبك مضاعفات قد تؤثر على السمع والتوازن.
🔹 حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي.
🔹 منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط.