هل فكرت يومًا أن ابنك قد يصاب بالتوحد.. د. سالي غلوش تكشف تأثير الإفراط في مشاهدة قنوات الكارتون على نمو الأطفال
كتبت/ مي السايح

تؤكد د. سالي غلوش، استشارية علم نفس النمو بجامعة ليدز، أن متابعة الأطفال لقنوات الكرتون تحمل تأثيرات متعددة، إيجابية وسلبية، تعتمد بشكل أساسي على نوعية المحتوى، مدة المشاهدة، وعمر الطفل. علم نفس النمو يدرس التغيرات النفسية والسلوكية منذ الطفولة وحتى الشيخوخة، ومن هذا المنطلق، يعد الكرتون أداة قوية يمكن استثمارها أو أن تتحول إلى مصدر مشكلات إذا أُسيء استخدامها.

شاهد أيضًا: الاختلافات بين الرجل والمرأة.. تكامل أم صراع؟.. استشارية الصحة النفسية د.سالي غلوش توضح الفروقات
استشارية الصحة النفسية د. سالي غلوش تكشف أسرار التوازن النفسي في حوار خاص مع طب توداي
التأثيرات الإيجابية لمشاهدة الكرتون
تشير د. سالي غلوش إلى أن البرامج الكرتونية المصممة بشكل مناسب لعمر الطفل يمكن أن تكون مفيدة جدًا، حيث تساهم في:
1. تنمية المهارات اللغوية: تساعد بعض الرسوم المتحركة التعليمية على تعزيز مفردات الطفل وتحسين قدراته التعبيرية.
2. تنمية الخيال والإبداع: القصص الكرتونية تشجع الأطفال على التفكير في حلول مبتكرة وتطوير خيالهم.
3. تعليم القيم والسلوكيات: توفر بعض البرامج محتوى تربويًا يعزز التعاون، الصدق، الصبر، واحترام الآخرين.
4. تنمية المهارات الاجتماعية: من خلال تقمص الشخصيات والتفاعل معها، يتعلم الطفل فهم المشاعر والتعامل مع الآخرين بطريقة صحيحة.
حوار خاص مع الدكتورة سالي غلوش: كيف يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) على حياتنا وكيفية التعافي منه؟
التأثيرات السلبية للإفراط أو المحتوى غير المناسب
ومع ذلك، تحذر د. سالي غلوش من المشكلات التي قد تنتج عن الإفراط في المشاهدة أو اختيار محتوى غير ملائم، وتشمل:
1. العدوانية: تحتوي بعض الرسوم المتحركة على مشاهد عنف، وقد يؤدي ذلك إلى تقليد الطفل لهذه التصرفات.
2. تشويه الواقع: يصور بعض الكرتون العالم بطريقة غير منطقية، مما قد يؤثر على إدراك الطفل للواقع.
3. تشتت الانتباه: كثرة التنقل بين المشاهد والألوان الزاهية تقلل مدة التركيز والانتباه عند الطفل.
4. السمنة والخمول: الجلوس الطويل أمام الشاشة يقلل النشاط البدني ويزيد مخاطر السمنة.
5. القيم غير الملائمة: بعض البرامج تعرض محتوى قد يتعارض مع قيم الأسرة أو الثقافة المحلية.
خاص | د. سالي غلوش تكشف كيف يتجاوز الطفل ياسين محنته النفسية؟
دور الأسرة وفق علم نفس النمو
تؤكد د. سالي غلوش أن الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة (2–7 سنوات) يكونون شديدي التقليد والتأثر، ولا يميزون بين الخيال والواقع. لذا، تلعب الأسرة دورًا محوريًا في توجيه الطفل ومناقشته فيما يشاهده، لتفسير الرسائل الضمنية وتصحيح السلوكيات غير المرغوبة.

توصيات لمشاهدة الكرتون بشكل صحي
لتجنب التأثيرات السلبية، توصي د. سالي غلوش بما يلي:
1. الرقابة الأبوية: متابعة المحتوى وتحديد مدة المشاهدة بساعتين يوميًا كحد أقصى.
2. المشاركة الأسرية: مشاهدة الكرتون مع الطفل ومناقشته حول أحداث القصة والقيم المطروحة.
3. اختيار برامج تعليمية: تركز على تطوير اللغة، الحساب، أو الذكاء العاطفي.
4. تعويض وقت الشاشة بأنشطة بدنية واجتماعية: مثل اللعب في الخارج، الرسم، التمثيل، أو الألعاب الجماعية.

توجيه الأطفال لاختيار البرامج بأنفسهم
تشير د. سالي غلوش إلى أهمية تعليم الأطفال مهارات الاختيار الذكي للبرامج، وهو ما يعرف بـ التربية على الوعي الإعلامي. يمكن تحقيق ذلك من خلال:
• غرس فكرة أن كل ما نشاهده يؤثر فينا، تمامًا مثل الطعام.
• وضع قائمة معايير لاختيار البرامج، تشمل خلوها من العنف، وتعزيزها للقيم الإيجابية والمهارات التعليمية.
• إشراك الطفل في اختيار البرنامج أولًا، ثم السماح له بالتفويض التدريجي مع مراقبة النتائج.
• النقاش المستمر بعد كل مشاهدة لتعزيز مهارات التفكير النقدي.
• عرض بدائل جذابة وتعليمية لتشجيعه على اختيار الأفضل.
• تقديم القدوة المناسبة داخل الأسرة وتقليل الاعتماد على الأجهزة بشكل مفرط.
دكتورة سالى غلوش تكشف الفرق بين الإكتئاب عند المراهقين وكبار السن




