أسباب الانسداد المتكرر في الأنف؟

كتبت – منى الجوهري

يعتبر التدخين السلبي من أخطر المشكلات الصحية التي لا ينتبه لها كثيرون، خاصةً فيما يتعلق بتأثيره على الجهاز التنفسي العلوي، وعلى وجه الخصوص الأنف. استنشاق الدخان الصادر عن سجائر الآخرين قد يبدو أمرًا غير ضار عند البعض، لكنه في الحقيقة يسبب مشكلات خطيرة تتراوح بين التهابات مزمنة وفقدان حاسة الشم.
وفي هذا السياق، تحدث د. كريم عبد المحسن، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، لمنصة “طب توداي”، موضحًا كيف يؤثر التدخين السلبي بشكل مباشر على صحة الأنف وما هي طرق الوقاية الممكنة.


ما هو التدخين السلبي؟

التدخين السلبي هو استنشاق غير المدخنين للدخان المنبعث من احتراق التبغ في السجائر أو من الزفير الصادر عن المدخنين. هذا النوع من التعرض غير المباشر للدخان يحتوي على مئات المواد الكيميائية الضارة، منها ما هو مسرطن، ومنها ما يسبب التهابات حادة في الأغشية المخاطية.


الأنف.. خط الدفاع الأول

يقول د. كريم عبد المحسن إن الأنف يعمل كمرشح طبيعي للهواء، إذ يحتوي على شعيرات دقيقة وغشاء مخاطي يحبس الملوثات. لكن التعرض المستمر للدخان يؤدي إلى تهيج هذا الغشاء وتدمير الشعيرات، ما يسبب التهابات مزمنة، وزيادة في الإفرازات المخاطية، واحتقانًا مزمنًا يصعب التخلص منه.


إقرأ أيضا: ايه هيحصل لجسمك لما تبطل الخبز لمدة أسبوع

إقرأ أيضا: نمو الطفل يبدأ من الطعام: أهمية التغذية السليمة في المراحل الأولى

الالتهابات الأنفية المستمرة

أوضح الدكتور أن المدخنين السلبيين معرضون بشكل أكبر للإصابة بـ:

  • التهاب الأنف التحسسي
  • التهاب الجيوب الأنفية
  • انسداد الأنف المزمن
  • نزيف الأنف المتكرر

وهذه الحالات قد تتطور، خاصة عند الأطفال وكبار السن، لتؤثر على وظائف التنفس وجودة النوم.


الأطفال هم الضحايا الأكبر

يشير د. كريم إلى أن أكثر الفئات تضررًا من التدخين السلبي هم الأطفال، خاصة عند تواجدهم في بيئة بها مدخنين. حيث يؤدي استنشاق الدخان إلى زيادة معدلات التهابات الأنف والجيوب الأنفية، وقد يتسبب في تأخر نمو عظام الوجه وتكرار التهابات الأذن الوسطى.

كيف تتأثر عضلة القلب خلال 9 أشهر من الحمل؟


تدهور حاسة الشم

من أكثر التأثيرات شيوعًا وخطورة التي يتسبب بها التدخين السلبي هو فقدان أو ضعف حاسة الشم، حيث يسبب الدخان المستمر تلفًا في الخلايا العصبية الشمية الموجودة في الجزء العلوي من التجويف الأنفي، ما يؤدي إلى ضعف تدريجي في القدرة على التمييز بين الروائح.


إقرأ أيضا: الوقاية خير من العلاج .. أفضل المشروبات والأطعمة لحماية أطفالك من فيروسات الشتاء

إقرأ أيضا: متستناش لما تاخد المتحور الجديد .. تعليمات كاملة للحماية منه وتعزيز المناعة

علاقة التدخين السلبي بحساسية الأنف

يوضح د. كريم أن هناك ارتباطًا مباشرًا بين التدخين السلبي والإصابة بحساسية الأنف، حتى لدى من لم يكن لديهم تاريخ مرضي سابق. ويظهر ذلك من خلال أعراض مثل:

  • العطس المتكرر
  • الحكة في الأنف والعينين
  • انسداد الأنف دون سبب واضح
  • الصداع المستمر

هل تؤثر كمامة الأنف على الحماية؟

يرى الدكتور أن ارتداء الكمامة في الأماكن المليئة بالدخان قد يقلل بعض التأثيرات، لكنه لا يوفر حماية كاملة، خصوصًا أن المواد الضارة في الدخان يمكن أن تتسلل عبر أنسجة الكمامة وتصل إلى الجيوب الأنفية بسهولة.


البيئة المنزلية.. التحدي الأكبر

يؤكد د. كريم عبد المحسن أن أخطر ما في التدخين السلبي هو التعرض داخل المنزل، إذ يصعب تجنبه، خاصة إذا كان أحد أفراد الأسرة مدخنًا. ويشير إلى أهمية نشر التوعية بأضرار التدخين السلبي داخل المنزل واتخاذ قرار جماعي بالابتعاد عن التدخين في الأماكن المغلقة.

د. وجيه فوزي حسن: النوم السيئ يعيق فقدان الدهون؟


نصائح د. كريم عبد المحسن للوقاية

قدم الدكتور مجموعة من النصائح العملية للوقاية من آثار التدخين السلبي على الأنف:

  1. الابتعاد التام عن أماكن التدخين
  2. عدم السماح بالتدخين داخل المنزل أو السيارة
  3. استخدام أجهزة تنقية الهواء في البيوت المغلقة
  4. زيارة طبيب الأنف والأذن بانتظام في حال وجود أعراض مزمنة
  5. تعليم الأطفال قول “لا” للتواجد في بيئة مدخنة

إقرأ أيضا: أمراض كتير ممكن تكتشفيها بدري.. ازاي وليه تطمن على مولودك في أول 6 شهور

إقرأ أيضا: منها الغيرة الشديدة .. 5 علامات تدل على أنك في علاقة سامة

أضرار التدخين السلبي ليست لحظية

يحذر الدكتور من أن تأثير الدخان السلبي ليس لحظيًا أو مؤقتًا، بل يمتد أثره لأيام داخل الجهاز التنفسي. حتى بعد مغادرة المكان المليء بالدخان، يظل الغشاء المخاطي ملتهبًا ومتضررًا لفترة، ما قد يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية بمرور الوقت.


حملات التوعية لا تكفي وحدها

رغم تزايد حملات التوعية ضد التدخين، يؤكد د. كريم أن هناك حاجة لخطوات أكثر جدية، من بينها:

  • تشريعات تمنع التدخين في الأماكن المغلقة
  • دعم العيادات المجانية للإقلاع عن التدخين
  • برامج توعوية في المدارس عن التدخين السلبي وأضراره

في الختام

التدخين السلبي ليس مجرد إزعاج عابر أو رائحة كريهة، بل هو خطر صامت يهدد صحة الأنف وكل الجهاز التنفسي. ومع ارتفاع أعداد المدخنين في المجتمعات، تبقى الوقاية الشخصية والتوعية المجتمعية هما خط الدفاع الأول.


📌 حقوق النشر والطبع محفوظة لمنصة طب توداي
📌 منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى