تدخل الأهل بين الزوجين..متى يكون حماية ومتى يكون خرابًا؟
كتبت – سارة الشناوي

حين يبدأ الزوجان حياتهما، يكون الأمل في بناء علاقة قائمة على الحب والتفاهم. لكن الواقع يفرض تحديات، من أبرزها: تدخل الأهل. فهل يدعم الأهل زواج أبنائهم حقًا؟ أم أن حبهم غير المشروط يقود أحيانًا إلى توتر دائم وتصدّع في العلاقة؟
منصة “طب توداي” تحدثت إلى د. سامي عبد الجواد، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية، الذي يرى أن “التدخل المفرط من الأهل – حتى لو كان بنية طيبة – قد يكون له أثر مدمر على استقرار الأسرة”، مشيرًا إلى أن “الخصوصية الزوجية أحد أهم ركائز نجاح العلاقة”.
رأي الخبراء: نوايا طيبة.. ونتائج مدمرة
يؤكد د. سامي أن معظم تدخلات الأهل تأتي بدافع القلق والحب، خصوصًا من الأم، لكن “المشكلة تبدأ عندما يتحول القلق إلى سيطرة، والحب إلى رقابة، والمشورة إلى توجيه مباشر”. وهنا يشعر أحد الطرفين – أو كلاهما – بفقدان الاستقلالية والحرية.

اقرأ أيضا: بيهيبر ويمنع امتصاص الحديد..أضرار الشاي باللبن على الأطفال
اقرأ أيضا: ممنوع التنفس من الفم دون الأنف..احذر 8 أمراض تصيبك بسببها
الأم الحامية.. هل تفيد ابنتها أم تؤذيها؟
في مجتمعاتنا، يبرز دور الأم في حياة ابنتها المتزوجة، وقد تصر بعض الأمهات على متابعة كل تفاصيل الحياة الزوجية لابنتها: من أسلوب المعاملة، إلى الإنفاق، إلى طرق التربية. وهنا، يُحذر د. سامي: “هذا النمط يخلق امرأة غير قادرة على اتخاذ قراراتها، ويضع الزوج في مواجهة دائمة مع أسرة الزوجة”.
تدخل الأهل من جانب الزوج.. تعقيد آخر
كما تتدخل أمهات البنات، قد يتدخل آباء أو أمهات الشباب في حياتهم الزوجية. فقد تصر الأم على أن تكون مرجعية ابنها في كل شيء، بما في ذلك شؤونه الخاصة مع زوجته. وهنا تصبح الزوجة في موقع المقارنة والاتهام، ما يخلق فجوة عاطفية عميقة.
اقرأ أيضا: ترطيب وتعزيز نمو الشعر.. تعرف على فوائد زبدة الشيا لشعرك
اقرأ أيضا: هل من الأفضل أن تمارس الرياضة بحذاء أم حافي القدمين ؟
روشتة أدوية كتبها طبيب بخط مقروء تصبح حديث السوشيال ميديا في مصر .. دكتور معاذ عطيتو
متى يكون تدخل الأهل مطلوبًا؟
رغم التحذيرات، لا يعني ذلك أن كل تدخل من الأهل سلبي. بل يشير د. سامي إلى أن هناك مواقف محددة تستدعي التدخل، منها:
- حالات العنف أو الإيذاء النفسي أو الجسدي.
- الحاجة إلى وساطة عاقلة في الخلافات الكبرى.
- الدعم المالي أو النفسي في الأزمات.
لكن بشرط: أن يكون التدخل حياديًا، ولفترة محدودة، دون تحكم أو إملاءات.
اقرأ أيضا: الرضاعة الطبيعية في الأماكن العامة: تعرفي على حقوقك القانونية وأهم النصائح للنجاح
اقرأ أيضا: الكآبة الشتوية: 3 نصائح للتغلب على الاكتئاب الموسمي في فصل الشتاء
تدخل الأهل والأبناء: التأثير طويل الأمد
في حال استمرار تدخل الأهل في الحياة الزوجية، لا يتأثر الزوجان فقط، بل الأطفال أيضًا. حيث يُصبح المنزل بيئة مشحونة، وتسود مشاعر الانقسام والتوتر. يقول د. سامي: “الأطفال الذين يشهدون خلافات سببها تدخلات خارجية، قد يكبرون وهم يحملون نماذج سلبية عن الزواج”.
من المسؤول عن وضع الحدود؟
في النهاية، تقع المسؤولية على الزوجين في رسم حدود واضحة للأهل. يقول د. سامي:
“ليس من المقبول أن نلوم الأهل فقط. على الزوجين أن يتفقا منذ البداية على استقلالية حياتهما، وأن يتحدثا بصراحة مع الأهل عند أي تجاوز.”
ويضيف أن “الحزم لا يعني الجفاء، بل هو ضرورة لحماية العلاقة من الانهيار”.
نصائح استشارية من د. سامي عبد الجواد:
- اتفقا مسبقًا على حدود التدخلات العائلية.
- لا تنقلا خلافاتكما للأهل مهما بلغت شدتها.
- استقبلا النصائح بحكمة لكن لا تجعلاها توجيهًا ملزمًا.
- حافظا على وحدة القرار داخل المنزل.
- اجعلوا أطفالكم يرونكم فريقًا واحدًا لا أطرافًا متصارعة.
- استعينوا بخبير نفسي أو استشاري زواج في حال تفاقمت المشكلات.
الختام: علاقة الزوجين مسؤولية مشتركة
الزواج علاقة شراكة دقيقة، لا تحتمل تدخلات مستمرة. قد يبدو الدعم العائلي شيئًا جيدًا، لكنه يتحول بسهولة إلى سيفٍ ذو حدين. والناجحون في علاقاتهم هم من يفهمون أن الاستقلال لا يعني القطيعة، بل هو توازن دقيق بين القرب والخصوصية.
🛡 حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
📌 منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط
اقرأ أيضا: لازم تكون عارفها..الإسعافات الأولية لمرضى الذبحة الصدرية
اقرأ أيضا: ترطيب وتعزيز نمو الشعر.. تعرف على فوائد زبدة الشيا لشعرك
اقرأ أيضا: هل من الأفضل أن تمارس الرياضة بحذاء أم حافي القدمين ؟