من ملعب الكرة إلى القسطرة: د.محمود السماني يسرد كيف أنقذ قرار رسم القلب حياة رجل رياضي بلا أمراض مزمنة؟
كتبت/ مي السايح

في مشهد قد يبدو مألوفًا لأي طبيب طوارئ، دخل رجل يبلغ من العمر 57 عامًا قسم الاستقبال مساء أمس، يشكو من آلام في الصدر والرقبة بعد مباراة كرة مع أصدقائه، للوهلة الأولى، لم يكن هناك ما يدعو للقلق: المريض غير مدخن، لا يعاني من ضغط دم مرتفع، ولا سكر، ولا أي أمراض مزمنة، وحتى علاماته الحيوية كانت طبيعية تمامًا.
الشكوى كانت أقرب إلى “شد عضلي” أو “تمزق بسيط” نتج عن الرياضة، وهو ما اتفق عليه الفريق الطبي في البداية، حتى كان الرجل على وشك مغادرة المستشفى بسلامة تامة.
لكن قرارًا واحدًا غيّر مجرى القصة: رسم قلب “اطمئناني”، النتيجة جاءت صادمة: جلطة قلبية حادة (Extensive MI) تستدعي تدخلاً عاجلًا، وعلى الفور، تم إدخال المريض إلى العناية وإجراء قسطرة قلبية أنقذت حياته.
إقرأ ايضًا: مراتي عندها زهايمر ومفيش حد يرعاها غيري.. مريض قلب يرفض العلاج ليستمر طوق النجاة لزوجته
يعلق د. محمود السماني على الواقعة قائلًا: “ستر ربنا مع الراجل ده كبير، كان ممكن يرجع بيته على أنه مجرد شد عضلي ويفاجئ أهله في الصباح بوفاته، لكن رسم القلب كان الفاصل”.
الحالة لم تكن الأولى، فهناك سوابق مماثلة يؤكدها استشاريون، حيث تُخدع الأعراض لتبدو بعيدة تمامًا عن أمراض القلب، بينما تخفي وراءها أزمة قاتلة.
هذه التجربة تطرح تساؤلًا مهمًا: هل يجب أن يصبح رسم القلب إجراءً أساسيًا في أقسام الطوارئ، حتى للحالات التي تبدو “بسيطة” أو “غير مقلقة”؟
الطب الحديث يؤكد أن الجلطات القلبية لا ترتبط دائمًا بمرض مزمن أو تاريخ مرضي واضح، فقد تضرب فجأة حتى أكثر الأشخاص صحة ونشاطًا، تمامًا كما حدث مع هذا الرجل الرياضي.
في النهاية، يظل الدرس الأهم: لا استهانة بأي ألم في الصدر أو الرقبة، ولا بديل عن الفحص الدقيق. قرار بسيط مثل رسم قلب قد يساوي حياة إنسان.
متى يجب أن تذهب للطوارئ فورًا عند الشعور بآلام الصدر؟
الأطباء ينصحون بعدم التهاون مع أي آلام صدرية غير معتادة، حتى وإن بدت “مجرد شد عضلي”. اذهب إلى الطوارئ فورًا إذا صاحب الألم أي من هذه الأعراض:
- انتشار الألم إلى الذراع الأيسر أو الرقبة أو الفك.
- ضيق في التنفس أو صعوبة في التنفس بعمق.
- تعرق شديد غير مبرر.
- دوخة أو إغماء.
- قيء أو غثيان.
- استمرار الألم أو زيادته مع بذل المجهود
بعد إنقاذ الطفل علي معتز.. كل ما يجب أن تعرفه عن ضمور العضلات الشوكي لدى الأطفال