من التخبط إلى التعافي .. التحليل النفسي لشخصية وائل غنيم بعد 14 عامًا من الإدمان

كتبت/ مي السايح

لا يختلف اثنان على أن وائل غنيم واحد من أكثر الشخصيات التي أثارت الجدل في المشهد العام العربي خلال العقد الأخير، إلى سنوات من الغياب والانغماس في اضطرابات شخصية وإدمان المخدرات، وصولًا إلى ظهوره الأخير متحدّثًا عن التوبة وحفظ القرآن والعودة إلى الصلاة.

هذا التحول الحاد يفتح الباب واسعًا للتحليل النفسي: كيف يعيش الإنسان صراع الهوية والذات؟ ولماذا قد تتأرجح شخصيته بين لحظات الانكسار والسمو الروحي؟

شاهد: وائل غنيم: الصلاة والقرآن كانا شفاءً لروحي وطريقي للتوبة بعد 14 عامًا من الإدمان

“كل لقمة بتفرق: كيف يحسّن غذاؤك حالتك النفسية ويواجه الاكتئاب والقلق؟”

دكتور رامي فاروق يوضح 7 تحديات نفسية في رحلة علاج العقم 

التحليل النفسي لحالة وائل غنيم:

1. الصراع الداخلي والبحث عن المعنى

علم النفس الإكلينيكي يرى أن الأشخاص الذين يعيشون تجارب عنيفة ومفصلية مثل الشهرة المفاجئة أو الصدمات الاجتماعية والسياسية قد يدخلون في دوامات من “أزمة الهوية”، وائل غنيم عاش هذا الصراع بين كونه رمزًا جماهيريًا وبين شخصيته الفردية التي عانت من الوحدة والإحباط.

2. الإدمان كآلية هروب

رحلته الطويلة مع المخدرات (14 عامًا) يمكن تفسيرها كوسيلة للهروب من ضغط الواقع والخذلان النفسي. الدراسات تشير إلى أن الإدمان يرتبط غالبًا بمحاولة “إسكات الألم النفسي” أو ملء فراغ داخلي، أكثر من مجرد رغبة في المتعة.

3. التوبة والدين كآلية تعويضية

التحول الأخير إلى حفظ القرآن والمواظبة على الصلاة قد يُقرأ كخط دفاعي نفسي يُعرف في التحليل النفسي بـ”الإحلال”. أي أن الفرد يعوّض سلوكًا هدامًا (الإدمان) بسلوك آخر أكثر أمانًا وروحانية (الدين)، في محاولة لاستعادة السيطرة على الذات والشعور بالطمأنينة.

4. بين النرجسية والشفافية

ظهور وائل على منصاته الرقمية متحدثًا بصراحة عن إدمانه وسقوطه السابق قد يبدو شجاعة، لكنه قد يُفهم أيضًا على أنه مزيج من “الرغبة في الاعتراف” و”الحاجة للاهتمام”. هنا يظهر التناقض: بين نرجسية تبحث عن الضوء، وبين نفس تائبة تبحث عن الغفران.

5. التخبط كمرحلة طبيعية

من منظور علم النفس الإيجابي، فالتخبط ليس نهاية، بل مرحلة انتقالية قد تسبق بناء شخصية أكثر نضجًا. الانتقال من الفوضى إلى التوازن قد يستغرق سنوات، والأهم هو القدرة على الاستمرار في التغيير لا مجرد الإعلان عنه.

مغارة علي بابا تحتوي على 15 كيلو ذهب و50 مليون جنيه و350 ألف استرليني .. تفاصيل سرقة فيلا دكتورة شهيرة بأكتوبر

تعليق الخبير

وفي هذا السياق، تقول الدكتورة سالي غلوش، استشارية الصحة النفسية بجامعة ليدز:

“ما يمر به وائل غنيم يُجسد ما نسميه في الطب النفسي بـ(أزمة الهوية الممتدة). فالتقلب بين الإدمان والتدين ليس تناقضًا بقدر ما هو محاولة من العقل الباطن للبحث عن الأمان الداخلي، التوبة والعودة إلى القرآن خطوة علاجية مهمة لأنها تمنح المريض معنى جديدًا لحياته، لكن الأهم هو وجود دعم نفسي مستمر، سواء من الأسرة أو من متخصصين، لضمان ألا تكون هذه العودة مجرد اندفاع لحظي بل مسارًا ثابتًا للتعافي”.

الفنانة رحمة حسن تكشف كارثة تجميلية: حقن بمينوكسيديل دون علمي تسبب في تساقط شعري وتدهور نفسيتي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى