مشاكل النطق واضطرابات اللغة.. متى نفرق بينهما؟ نصائح د. هاني عبد الرازق
كتب/ كريم صبري

يعاني الكثير من الأشخاص من صعوبات في التواصل، قد تكون في النطق أو في اللغة نفسها، ولكن الفرق بين الاثنين قد يختلط على الأهل وحتى بعض المربين.
يؤكد د. هاني عبد الرازق، استشاري التخاطب وعلاج اضطرابات التواصل، في حديثه لمنصة “طب توداي”، أن التفريق بين مشاكل النطق مثل التأتأة، واضطرابات اللغة مثل الحبسة، أمر بالغ الأهمية من أجل التشخيص السليم ووضع خطة علاجية فعالة.
إقرأ ايضا: 5 علامات تقولك ابنك بيختنق.. تعرف على أعراض الفشل التنفسي عند الأطفال؟
اقرأ أيضًا: استشارية الصحة النفسية د. سالي غلوش تكشف أسرار التوازن النفسي في حوار خاص مع طب توداي
تعريف مشاكل النطق
مشاكل النطق هي صعوبات تتعلق بكيفية إنتاج الأصوات والكلمات، وتشمل التأتأة، اللدغة، أو صعوبة نطق بعض الحروف. هذه المشكلات قد تكون ناتجة عن ضعف في عضلات النطق، أو عادات مكتسبة في الطفولة، أو عوامل نفسية مثل القلق.
تعريف اضطرابات اللغة
اضطرابات اللغة، على الجانب الآخر، تتعلق بقدرة الشخص على فهم أو استخدام اللغة نفسها. الحبسة اللغوية (Aphasia) مثال شائع على ذلك، وهي غالبًا نتيجة إصابة دماغية تؤثر على مراكز اللغة، ما يجعل الشخص يجد صعوبة في تكوين الجمل أو فهمها.
الفروق الأساسية بين النطق واللغة
يوضح د. هاني عبد الرازق أن الفارق الجوهري يكمن في أن مشاكل النطق تخص “شكل الكلام” أو الأصوات، بينما اضطرابات اللغة تخص “المحتوى والمعنى”.
- في مشاكل النطق: الشخص يعرف ما يريد قوله، لكن يجد صعوبة في إخراج الصوت أو اللفظ بشكل صحيح.
- في اضطرابات اللغة: الشخص قد لا يتمكن من إيجاد الكلمات المناسبة أو فهم ما يُقال له، حتى لو كان جهاز النطق سليمًا.
أسباب مشاكل النطق
من أبرز أسباب مشاكل النطق:
- العوامل الوراثية
- إصابات الفم أو اللسان أو الحبال الصوتية
- فقدان السمع أو ضعفه
- مشاكل في النمو العصبي أو العضلي
- العوامل النفسية مثل الصدمات أو القلق الشديد
أسباب اضطرابات اللغة
أما اضطرابات اللغة فقد تنشأ نتيجة:
- إصابات الدماغ (مثل الجلطات أو الحوادث)
- أمراض عصبية (مثل الزهايمر أو التصلب المتعدد)
- تأخر النمو اللغوي لدى الأطفال
- أورام أو إصابات في مناطق الدماغ المسؤولة عن اللغة
التأتأة كمثال لمشاكل النطق
التأتأة هي اضطراب في طلاقة الكلام، حيث يتكرر جزء من الكلمة أو يتوقف الشخص فجأة أثناء الحديث. يمكن أن تتفاقم عند القلق أو التوتر، وقد تبدأ في الطفولة وتتحسن أو تستمر حسب الحالة والتدخل العلاجي.
الحبسة اللغوية كمثال لاضطرابات اللغة
الحبسة اللغوية هي فقدان جزئي أو كلي للقدرة على استخدام اللغة نتيجة إصابة دماغية. قد يجد المصاب صعوبة في اختيار الكلمات، أو تكوين جمل صحيحة، أو فهم ما يسمعه من الآخرين، وتحتاج لعلاج تخاطبي مكثف.
الديتوكس مُدمِر للصحة ام مُفيد لفقدان الوزن؟.. حالات حقيقية تكشف ما لا تعرفه عن الديتوكس
التشخيص
يعتمد التشخيص على تقييم تخاطبي شامل، وفحوص عصبية إذا لزم الأمر. في مشاكل النطق، يركز الفحص على سلامة الجهاز الصوتي وطريقة إخراج الأصوات. أما في اضطرابات اللغة، فيكون التركيز على القدرات اللغوية والفهم.
العلاج
- مشاكل النطق: يتم علاجها عبر جلسات تدريبية لتحسين إخراج الأصوات وتقوية عضلات النطق، مع دعم نفسي إذا كانت مرتبطة بالقلق.
- اضطرابات اللغة: يتطلب العلاج تدريبًا لغويًا مكثفًا، ويشمل تمارين لفهم الكلمات وتكوين الجمل، بالإضافة لعلاج السبب الأساسي مثل إصابات الدماغ.
أهمية التفرقة في العلاج
يشدد د. هاني عبد الرازق على أن الخلط بين مشاكل النطق واضطرابات اللغة يؤدي إلى تأخر العلاج أو عدم فعاليته. فالتشخيص الخاطئ قد يوجه المريض إلى برنامج تدريبي غير مناسب لحالته.
الوقاية والدعم
رغم أن بعض الحالات لا يمكن الوقاية منها، إلا أن الدعم المبكر للأطفال، والتدخل الفوري بعد إصابات الدماغ، والمتابعة المستمرة مع مختص التخاطب، يمكن أن يحسن النتائج بشكل كبير.
التأثير النفسي والاجتماعي
هذه المشكلات تؤثر على الحياة اليومية، فقد تحد من القدرة على التعلم أو العمل أو التواصل الاجتماعي، ما يجعل الدعم النفسي والاجتماعي عنصرًا أساسيًا في العلاج.
حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى