محتوى غير لائق وتهديدات خفية للصغار.. القصة الكاملة وراء حظر لعبة «روبلوكس» في 5 دول مختلفة
كتبت/ مي السايح

رغم الشعبية الجارفة التي حققتها لعبة «روبلوكس» بين الأطفال والمراهقين حول العالم، إلا أن هذه اللعبة لم تعد مجرد وسيلة للترفيه، بل تحولت إلى محور جدل واسع بعد أن قررت خمس دول حظرها بشكل رسمي، هي: تركيا، عُمان، قطر، الصين، وولاية أريزونا الأمريكية.
القرار لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة مخاوف متزايدة تتعلق بسلامة الصغار نفسيًا وسلوكيًا، في ظل ما تحويه المنصة من محتوى غير مناسب، وضعف أنظمة الأمان، إلى جانب مخاطر الإدمان والانفصال عن الواقع.
محتوى غير لائق يهدد براءة الأطفال
واحدة من أبرز الانتقادات الموجهة إلى «روبلوكس» تتعلق بإمكانية وصول الأطفال إلى بيئات افتراضية ذات إيحاءات جنسية، مثل غرف فندقية أو مشاهد استحمام، فضلًا عن شخصيات ترتدي ملابس وإكسسوارات ذات دلالات جنسية، بحسب تقرير نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية.
هذا النوع من المحتوى قد يترك تأثيرًا سلبيًا بالغًا على الأطفال، الذين لا تتجاوز أعمار بعضهم عشر سنوات، مما يثير قلق أولياء الأمور وخبراء التربية.
التواصل مع غرباء.. خطر أكبر من اللعب
الخطر لا يقتصر على المحتوى البصري فقط، بل يمتد إلى قدرة اللاعبين على التواصل مع غرباء وبالغين دون رقابة كافية. ورغم وجود أنظمة فلترة، فإن بعض الأطفال تمكنوا من تبادل بيانات حساسة مثل حسابات «سناب شات»، وهو ما يفتح الباب أمام تهديدات تتعلق بالخصوصية والسلامة الرقمية.
كما أن خاصية الدردشة الصوتية أتاحت في بعض الحالات تبادل عبارات وأصوات غير لائقة، ما يزيد من خطورة التجربة.
أدوات رقابية ضعيفة وإدمان متزايد
وعلى الرغم من تحديثات الشركة المطورة للعبة بهدف الحد من المراسلات المباشرة للأطفال أقل من 13 عامًا، إلا أن الأدوات الأمنية أثبتت عدم فعاليتها الكاملة، حيث تمكن كثير من المستخدمين من التحايل عليها.
في الوقت نفسه، أبدى عدد كبير من الآباء قلقًا من إدمان أطفالهم اللعبة لساعات طويلة، بما يؤدي إلى انفصالهم عن الواقع، وتأثرهم بمحتوى قد يصدمهم نفسيًا أو سلوكيًا.