من الإرهاق إلى ضيق التنفس: إشارات تحذيرية من جسمك

الكثير من الناس يفضلون الانتظار ومراقبة الأعراض قبل زيارة الطبيب، ظنًا أن الأمر بسيط أو “مجرد تعب مؤقت”، لكن د. هاني كمال، أستاذ الباطنة العامة بكلية الطب، يؤكد لمنصة طب توداي أن هذا التأخير قد يكون مكلفًا جدًا، بل ويعرض حياة الإنسان للخطر، خاصة في حال إهمال أعراض داخلية مبكرة قد تشير إلى أمراض مزمنة أو حادة.

طبيب الباطنة.. حائط الصد الأول

طبيب الباطنة ليس مجرد طبيب للبرد والإنفلونزا، بل هو المختص الأول الذي يفك طلاسم الأعراض المتداخلة، ويشخص العديد من الحالات المعقدة التي قد تخص الجهاز الهضمي، التنفسي، الغدد الصماء، القلب، الكُلى وحتى الأعصاب أحيانًا.
يؤكد د. هاني كمال أن مراجعة طبيب الباطنة بشكل دوري تساهم في الكشف المبكر عن الأمراض الصامتة مثل ارتفاع ضغط الدم، السكر، الكوليسترول، وتليف الكبد.

الإرهاق غير المبرر.. ناقوس خطر

قد يكون الشعور بالتعب العابر أمرًا طبيعيًا، لكنه إذا استمر لأيام دون سبب واضح، فهنا يجب دق ناقوس الخطر.
يقول د. هاني إن الإرهاق غير المبرر قد يشير إلى نقص الفيتامينات، أو اضطراب في نشاط الغدة الدرقية، أو حتى فقر دم مزمن. وفي بعض الحالات النادرة، قد يكون علامة أولى على مرض قلبي أو كلوي.

فقدان الشهية أو تغيرات في الوزن

إذا لاحظت انخفاضًا مفاجئًا في وزنك دون اتباع حمية، أو فقدانًا واضحًا في الشهية، فلا تؤجل زيارة الطبيب.
يشير د. هاني إلى أن هذه التغيرات قد ترتبط بأمراض الجهاز الهضمي، أو مشكلات امتصاص، أو أمراض مناعية، أو حتى بعض الأورام في مراحلها الأولى.

ألم مستمر في البطن أو الصدر

آلام البطن والصدر من أكثر الأعراض الشائعة، لكنها قد تكون خطيرة إذا تكررت أو زادت حدتها مع الوقت.
ويُضيف د. هاني لمنصة “طب توداي”: “قد يكون الألم البطني ناتجًا عن قرحة، التهاب في المرارة أو الكبد، أما ألم الصدر فقد يرتبط بالقلب أو الرئة أو حتى ارتجاع المريء، وكلها تحتاج إلى تقييم باطني عاجل”.

ضيق التنفس والسعال المزمن

ضيق التنفس لا يجب أبدًا اعتباره عرضًا عابرًا، خصوصًا إذا صاحبه سعال مستمر أو صفير في التنفس.
يوضح د. كمال أن هذه الأعراض قد تشير إلى الربو الشعبي، أو الالتهاب الرئوي، أو حتى فشل قلبي، ويؤكد أن الطبيب الباطني هو الأقدر على تحديد مصدر المشكلة وتحويل المريض للمختص المناسب إن لزم الأمر.

اضطرابات الهضم المستمرة

الشعور بالحموضة المتكررة، الإمساك المزمن، الانتفاخ، أو الإسهال المتكرر هي أعراض لا يجب تجاهلها.
يرى د. هاني كمال أن استمرار هذه الأعراض لأكثر من أسبوعين دون تحسن، يستدعي مراجعة عاجلة لتجنب مضاعفات مثل قرحة المعدة أو القولون العصبي أو مشاكل في الكبد.

ارتفاع درجات الحرارة بشكل متكرر

الحمى المتكررة أو غير المبررة قد تكون علامة على وجود التهابات مزمنة أو أمراض مناعية.
ويضيف الطبيب أن بعض الحالات مثل الدرن، أو أمراض الدم، أو حتى التهابات المسالك البولية المزمنة، قد تبدأ فقط بارتفاع متكرر في درجة الحرارة دون أعراض واضحة.

تغيّرات في لون الجلد أو العينين

اصفرار العينين أو الجلد قد يدل على مشاكل في الكبد أو القنوات الصفراوية، في حين أن الشحوب قد يكون مؤشرًا على فقر دم حاد أو نزيف داخلي.
ويؤكد د. كمال أن طبيب الباطنة يستطيع تحديد ما إذا كانت الحالة طارئة أو تحتاج فقط إلى تحاليل دقيقة ومراقبة مستمرة.

خفقان القلب أو الدوخة المتكررة

خفقان القلب دون مجهود، أو الدوخة المستمرة، قد تكون ناتجة عن مشاكل في ضغط الدم أو خلل في كهرباء القلب أو اضطراب في الأملاح والمعادن.
وهنا، بحسب د. هاني، يلعب الطبيب الباطني دورًا مهمًا في إجراء الفحوصات الأولية مثل تخطيط القلب وتحاليل الدم قبل تحويل الحالة لأخصائي القلب إذا لزم الأمر.

متى نذهب للطوارئ فورًا؟

يُنصح بالتوجه للطبيب الباطني فورًا إذا ظهرت الأعراض التالية:

• ألم حاد ومفاجئ في الصدر
• ضيق تنفس لا يتحسن
• دوخة مصحوبة بإغماء
• قيء دموي أو براز أسود
• حرارة تتجاوز 39 وتستمر أكثر من 3 أيام
• فقدان وزن مفاجئ أكثر من 5 كجم خلال شهر

الوقاية خير من العلاج

ختامًا، يشدد د. هاني كمال على أهمية المتابعة الدورية مع طبيب الباطنة، حتى دون وجود أعراض، خاصة بعد سن الأربعين أو في حال وجود تاريخ عائلي لأمراض مزمنة.
الفحص الدوري وتحاليل الدم الأساسية مثل صورة الدم الكاملة، وظائف الكبد والكلى، وتحليل السكر، يمكنها أن تكتشف المرض قبل أن يتفاقم.

نصيحة أخيرة من منصة طب توداي

الصحة الباطنية لا تحتمل التأجيل أو الإهمال، والأعراض التي تبدو بسيطة في البداية قد تكون بداية لمرض خطير. مراجعة طبيب الباطنة في الوقت المناسب يمكن أن تُنقذ حياتك، فاجعل من الوقاية أولوية، ومن الكشف المبكر عادة صحية.

حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط.