متى تحتاج مشاكل التبول لتدخل عاجل؟ د. نادر حجازي يوضح

كتبت رباب وهبة

في حياة كثير من الرجال والنساء، قد تمر أعراض مثل صعوبة التبول أو الألم في الجنب أو حرقان البول مرور الكرام، على أنها مشاكل مؤقتة ستزول مع شرب الماء أو تغيير النظام الغذائي. ولكن الحقيقة أن هذه الأعراض قد تكون إنذارًا مبكرًا لمشكلة في الجهاز البولي، بدءًا من التهابات بسيطة وحتى تضخم البروستاتا أو وجود حصى بالكلى.

في هذا التقرير من “طب توداي”، نسلط الضوء على أكثر أمراض المسالك البولية شيوعًا، ونتحدث مع د. نادر حجازي، استشاري المسالك البولية وجراحة الكلى، لنتعرف على طرق الوقاية والعلاج، وكيفية التفريق بين الأعراض العادية والمقلقة.


أمراض شائعة.. لكنها مهملة

يعاني الملايين حول العالم من أمراض المسالك البولية، مثل:

  • التهابات المثانة
  • تضخم البروستاتا الحميد
  • حصى الكلى والمثانة
  • القصور الكلوي
  • سلس البول لدى النساء والرجال
  • ضعف التحكم البولي الناتج عن مشاكل عصبية أو عضلية

ورغم شيوع هذه الحالات، فإن عددًا كبيرًا من المرضى يتأخر في اللجوء للطبيب، ما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة كان يمكن تجنبها.


ما الفرق بين التهاب البول وحصى الكلى؟

يقول د. نادر حجازي إن كثيرًا من المرضى لا يميزون بين التهابات مجرى البول وحالات الحصى الكلوية، رغم وجود فروقات واضحة، منها:

الحالة الأعراض الأساسية
التهاب بولي حرقان، كثرة التبول، رائحة قوية للبول
حصى كلى ألم مفاجئ في الجنب أو أسفل الظهر، دم في البول، غثيان

ويضيف أن تجاهل الأعراض المبكرة قد يؤدي إلى انسداد في الحالب أو عدوى في الكلى.


متى نقلق من تضخم البروستاتا؟

تضخم البروستاتا الحميد يصيب الرجال عادة بعد سن الأربعين، وتتزايد فرص الإصابة مع التقدم في السن. وتشمل أعراضه:

  • صعوبة في بدء التبول
  • تقطع في البول
  • الشعور بعدم تفريغ المثانة بالكامل
  • الحاجة المتكررة للتبول ليلًا

ويشير د. حجازي إلى أن كثيرًا من الرجال يعتبرون هذه الأعراض طبيعية بسبب التقدم في السن، ولكنها قد تحتاج لتقييم طبي دقيق للتأكد من أنها ليست ناتجة عن ورم أو التهابات مزمنة.


متى يكون العلاج جراحيًا؟

لا يحتاج كل مريض مصاب بمشاكل بولية إلى جراحة، ولكن في بعض الحالات تصبح الجراحة أو المناظير ضرورية، مثل:

  • وجود حصى لا تخرج بالطرق الطبيعية
  • تضخم بروستاتا يضغط على المثانة
  • وجود أورام بولية أو انسدادات
  • الناسور أو التشوهات الخلقية

وتطورت أساليب العلاج كثيرًا باستخدام المناظير الحديثة والليزر، مما قلل فترة التعافي ورفع نسب النجاح.


الوقاية.. خير من القسطرة

ينصح د. نادر حجازي بعدة نصائح مهمة للحفاظ على صحة الجهاز البولي:

  1. شرب كمية كافية من المياه يوميًا (2-3 لترات).
  2. عدم حبس البول لفترات طويلة.
  3. تجنب تناول الأملاح بكثرة.
  4. تجنب الإفراط في البروتينات الحيوانية (لمنع تكوّن الحصى).
  5. مراجعة الطبيب عند أي تغيير في نمط التبول.
  6. الاهتمام بالصحة الجنسية، فهي مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بصحة البروستاتا.

النساء أيضًا معرّضات

ورغم أن مشاكل البروستاتا تخص الرجال فقط، إلا أن النساء أيضًا يعانين من التهابات متكررة في المثانة، وسلس بولي بعد الولادة أو بسبب التقدم في العمر. وتحتاج هذه الحالات إلى متابعة دقيقة، خاصة في حالات الإصابة بالسكري أو بعد العمليات الجراحية.


ماذا تقول الإحصاءات؟

تشير دراسات إلى أن:

  • واحد من كل 10 أشخاص سيُصاب بحصى الكلى في مرحلة ما من حياته.
  • 50% من الرجال فوق 60 عامًا يعانون من درجات متفاوتة من تضخم البروستاتا.
  • النساء أكثر عرضة بنسبة 4 مرات للإصابة بالتهاب المثانة مقارنة بالرجال.

متى تذهب للطبيب فورًا؟

اذهب للطبيب فورًا إذا لاحظت:

  • دم في البول
  • حُمى وقشعريرة مع ألم في الظهر
  • ألم شديد في أحد الجانبين لا يزول
  • انقطاع البول المفاجئ
  • تورم في الجسم أو الكاحلين

في الختام..

أمراض المسالك البولية ليست بالضرورة خطيرة، لكنها تحتاج وعيًا ومتابعة، لا سيما لدى من يعانون من أمراض مزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم. ومع تطور العلم، أصبحت العلاجات أكثر دقة وأقل تدخلًا، لكن يبقى الاكتشاف المبكر هو المفتاح الأول للشفاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى