متلازمة اليد والقدم والفم.. فيروس شائع يثير قلق الأهالي وخبراء المناعة يحذرون من استخدام المضاد الحيوي والأسبرين

كتبت/ مي السايح

شهدت الأيام الماضية تزايدًا ملحوظًا في حالات إصابة الأطفال بفيروس متلازمة اليد والقدم والفم (HFMD) في عدد من المدارس والحضانات بمصر، ما أثار حالة من القلق بين أولياء الأمور، خاصة مع ظهور أعراض غير مألوفة على أبنائهم، مثل الطفح الجلدي المائي، ارتفاع الحرارة، فقدان الشهية، والإرهاق المستمر.

ورغم أن المرض ليس جديدًا ويُعتبر من الأمراض الفيروسية الشائعة عالميًا بين الأطفال دون سن العاشرة، إلا أن انتشاره السريع مؤخرًا، وما يصاحبه من مخاوف وشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دفع المتخصصين إلى التدخل لتوضيح الحقائق الطبية وطرق التعامل السليم معه.

استشاري طب الأطفال: “لا تستخدموا المضاد الحيوي أو الأسبرين”

في هذا السياق، وجّه الدكتور الشربيني محمد الشربيني، استشاري طب الأطفال وأمراض الحساسية والمناعة، تحذيرات واضحة للأهالي، مؤكدًا أن المرض فيروسي بالأساس، وبالتالي فإن استخدام المضادات الحيوية لا يفيد مطلقًا، بل قد يؤدي إلى نتائج عكسية بإضعاف جهاز المناعة وزيادة فرص العدوى الثانوية.

وأوضح الشربيني أن أعراض المرض قد تلتبس على بعض الأهالي مع الجديري المائي، إلا أن هناك فارقًا واضحًا، حيث يبدأ الجديري بظهور الحبوب في منطقتي البطن والصدر، بينما في حالة متلازمة اليد والقدم والفم، تكون البثور موزعة بشكل رئيسي على اليدين والقدمين والفم.

كما حذّر من خطأ شائع آخر وهو استخدام الأسبرين لخفض الحرارة، مبينًا أنه قد يسبب متلازمة خطيرة تُعرف بـ متلازمة راي (Reye’s syndrome)، قد تؤدي إلى فشل كبدي وغيبوبة وربما وفاة الطفل، مشددًا على ضرورة الاكتفاء بخافضات الحرارة المصرح بها للأطفال مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين بجرعات مناسبة.

شاهد أيضًا: إغلاق فصل بمدرسة في سقارة بعد تسجيل إصابات بفيروس متلازمة اليد والفم والقدم

هل المرض خطير أم عابر؟

وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، فإن مرض HFMD عادةً ما يكون خفيفًا ويزول تلقائيًا خلال أسبوع، ولا يحتاج إلى علاج محدد سوى الراحة والترطيب وتناول الأطعمة اللينة، مع متابعة الأعراض.

إلا أن خطورته تكمن في مضاعفاته النادرة، حيث قد يؤدي في بعض الحالات الشديدة إلى جفاف حاد أو التهابات دماغية. لذلك، يشدد الأطباء على ضرورة مراجعة الطبيب فورًا إذا ظهرت علامات مثل:

  • استمرار الحمى لأكثر من 3 أيام.
  • تدهور الحالة فجأة بعد تحسن نسبي.
  • صعوبة في التنفس أو البلع.
  • علامات جفاف مثل قلة التبول أو العطش الشديد.

شاهد أيضًا: مرض نادر يهدد أطفال غزة بالشلل.. ماهي متلازمة غيلان باريه؟

انتقال العدوى وطرق الوقاية

يؤكد الأطباء أن فيروس HFMD شديد العدوى، حيث ينتقل عبر:

  • الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس.
  • ملامسة الأسطح الملوثة أو أدوات الطفل.
  • الإفرازات الخارجة من البثور الجلدية.

ولتقليل فرص الإصابة، ينصح الخبراء بـ:

  • غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون باستمرار.
  • تنظيف وتعقيم الأسطح والألعاب المشتركة.
  • عزل الطفل المصاب عن أقرانه حتى تمام الشفاء.
  • تشجيع الأطفال على استخدام أدوات شخصية وعدم تبادل الطعام أو الشراب.

أطباء: التوعية أهم من الذعر

من جانبه، يرى أستاذ الصحة العامة بجامعة القاهرة، أن انتشار الفيروس أمر متوقع خلال فصول الخريف والشتاء، خاصة في التجمعات الكبيرة مثل المدارس. لكنه يؤكد أن التوعية الطبية هي السلاح الأهم لمواجهة هذه الموجات، وليس نشر الذعر بين الأهالي.

ويضيف: “المطلوب ببساطة هو أن يعرف كل أب وأم أعراض المرض وطرق الوقاية، وأن يتجنبوا الأخطاء الشائعة في العلاج. هكذا يمكننا السيطرة على العدوى دون إثقال كاهل المنظومة الصحية أو إدخال الأطفال في مضاعفات يمكن تفاديها بسهولة”.

شاهد أيضًا: شاهد.. روشتة علاجية للدكتور الشربيني محمد الشربيني لأدوار البرد والمناعة عند الأطفال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى