ماذا يحدث في دماغ الإنسان قبل الموت؟.. العلماء يسجلون نشاط الدماغ خلال الاحتضار
كتبت: ريم عبد العزيز

لطالما كان الموت أحد أكبر الألغاز التي تحيّر العلماء والفلاسفة على مر العصور، ومع تقدم الأبحاث الطبية والتقنيات الحديثة، أصبح بالإمكان دراسة ما يحدث في دماغ الإنسان خلال اللحظات الأخيرة قبل الوفاة.
في اكتشاف علمي غير مسبوق، تمكن فريق من العلماء من تسجيل نشاط دماغي لإنسان يحتضر، مما أتاح فرصة لفهم ما إذا كان الإنسان يسترجع ذكرياته قبل الموت أم لا.
أول تسجيل لنشاط الدماغ أثناء الاحتضار
نُشرت دراسة حديثة في مجلة Frontiers in Aging Neuroscience كشفت عن أول تسجيل مباشر لنشاط الدماغ لشخص يحتضر.
تمت هذه المراقبة أثناء تسجيل مخطط كهربية الدماغ (EEG) لرجل يبلغ من العمر 87 عامًا كان يعاني من نوبة قلبية مميتة. وخلال اللحظات الأخيرة من حياته، لاحظ العلماء زيادة في موجات معينة بالدماغ تشبه تلك المرتبطة بالذاكرة والأحلام.
اقرأ أيضا: بتحسن صحة القلب وبتطرد الأمراض.. 8 فوائد للنوم جنب اللي بتحبه
اقرأ أيضا: الكآبة الشتوية: 3 نصائح للتغلب على الاكتئاب الموسمي في فصل الشتاء
هل يرى الإنسان شريط حياته قبل الموت؟

أظهرت الدراسة أن نشاط الدماغ خلال اللحظات الأخيرة يتركز في نطاق الموجات الدماغية المعروفة باسم gamma waves، وهي الموجات التي يُعتقد أنها مرتبطة باسترجاع الذكريات وتجارب الوعي العميقة، هذا النشاط يشبه إلى حد كبير ما يحدث عندما يسترجع الشخص الذكريات أو يعيش تجارب حلمية.
يعزز هذا الاكتشاف الفرضية التي تقول إن الإنسان قد يرى “شريط حياته” قبل وفاته، حيث يتم استرجاع أهم الذكريات والأحداث التي مر بها في ومضات سريعة، وهو أمر سبق وأن تحدث عنه بعض الأشخاص الذين مروا بتجارب اقتراب من الموت (Near-Death Experiences).
إقرأ أيضا: الكمامات الطبية .. هل تؤدي إلى نقص الأكسجين في الجسم
إقرأ أيضا: إسعافات أولية..ماذا تفعل حينما يصاب طفلك برأسه
تأثيرات الدراسة على فهم الموت والوعي
يفتح هذا البحث الباب أمام تساؤلات فلسفية وعلمية عديدة حول طبيعة الوعي البشري وما يحدث في اللحظات الأخيرة قبل الموت. إذا كان الدماغ لا يزال نشطًا بهذه الطريقة حتى بعد توقف القلب، فهل يعني ذلك أن الإدراك يستمر لبضع ثوانٍ بعد الوفاة؟ وهل يمكن أن يكون هناك تفسير علمي لتجارب الاقتراب من الموت التي يرويها البعض؟
آفاق البحث المستقبلية
يأمل العلماء في إجراء المزيد من الدراسات على حالات مماثلة لفهم ما إذا كان هذا النمط من النشاط الدماغي شائعًا أم استثناءً. كما يمكن أن تساعد هذه الأبحاث في تطوير نظريات جديدة حول الوعي البشري والموت، وربما تفتح مجالات لفهم أعمق للعقل البشري خلال لحظاته الأخيرة.