p { text-align: justify; }

كيف نواجه السمنة عند كبار السن؟..نصائح د. وجيه فوزي حسن للسيطرة على الوزن بعد الستين

كتبت - ياسمين آسر

في عالم تتزايد فيه معدلات السمنة عامًا بعد عام، تبقى فئة كبار السن من الفئات الأكثر تأثرًا بالمضاعفات الصحية الناتجة عنها. فبين تراجع مستوى النشاط البدني، وتغيرات التمثيل الغذائي، وتراكم العادات الغذائية غير الصحية، يجد كثير من كبار السن أنفسهم في مواجهة مع زيادة الوزن والسمنة، ما قد يؤدي إلى أمراض مزمنة متعددة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

في هذا التقرير، يلقي موقع طب توداي الضوء على هذه القضية الحساسة، ويعرض آراء وتوصيات الدكتور وجيه فوزي حسن، أستاذ التخسيس والتغذية العلاجية، الذي يُعد من أبرز الأسماء في هذا المجال.


لماذا تُعد السمنة أكثر خطورة على كبار السن؟

مع التقدم في العمر، تحدث مجموعة من التغيرات البيولوجية والنفسية التي تساهم في زيادة الوزن وصعوبة التخلص منه. تشمل هذه التغيرات:

  • انخفاض الكتلة العضلية وزيادة الدهون الداخلية.

  • تباطؤ معدل الأيض الأساسي.

  • انخفاض مستويات النشاط البدني.

  • تغيرات في الهرمونات المرتبطة بالشبع والجوع.

  • تغير نمط الحياة بعد التقاعد.

يقول د. وجيه فوزي حسن:

“السمنة في الكبر ليست مجرد مسألة مظهر، بل هي مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بخطر الإصابة بأمراض تهدد الحياة، مثل تصلب الشرايين، ضعف عضلة القلب، ومشاكل المفاصل والعمود الفقري.”


كيف تبدأ رحلة السيطرة على السمنة بعد الستين؟

1. التقييم الطبي أولًا

يشدد د. وجيه فوزي حسن على ضرورة أن يبدأ أي برنامج لإنقاص الوزن لدى كبار السن بـ تقييم طبي شامل يشمل القلب، الكلى، مستوى السكر، الدهون، والغدة الدرقية، لتحديد ما إذا كانت هناك مشكلات صحية مرتبطة بالسمنة أو تمنع فقدان الوزن.


2. خطة غذائية خاصة بالعمر

الأنظمة الغذائية التي قد تصلح للشباب لا تناسب كبار السن. لذلك، لا بد من نظام غذائي متوازن ومُعدّل وفق احتياجات الجسم، بحيث يوفر ما يلي:

  • سعرات حرارية كافية لتغذية الجسم دون تخزين دهون.

  • نسبة عالية من البروتينات للمحافظة على الكتلة العضلية.

  • خضروات وفواكه غنية بالألياف والفيتامينات.

  • تقليل السكريات البسيطة والدهون المشبعة.

يؤكد د. وجيه أن:

“الحرمان القاسي في هذه المرحلة العمرية مرفوض. الهدف هو التوازن وليس التجويع.”


3. أهمية الحركة والنشاط اليومي

لا يشترط أن يذهب كبار السن إلى صالات الرياضة، لكن يجب تشجيعهم على النشاط اليومي المنتظم، مثل:

  • المشي 20–30 دقيقة يوميًا.

  • ممارسة تمارين بسيطة مثل تمديد العضلات.

  • صعود الدرج بدلاً من استخدام المصعد (بحسب الحالة الصحية).

  • جلسات العلاج الطبيعي في حال وجود مشكلات في المفاصل.

ويضيف د. وجيه:

“الحركة وحدها لا تحرق دهونًا كبيرة، لكنها تُحدث فرقًا جذريًا في التمثيل الغذائي والمزاج والصحة العامة.”


4. التعامل مع العوامل النفسية

لا يمكن تجاهل الجانب النفسي، خاصةً وأن الاكتئاب والعزلة من أكثر المشاكل التي تصيب كبار السن، وقد تؤدي إلى الإفراط في الأكل أو العكس.

يُشير الدكتور وجيه إلى أن الدعم النفسي من العائلة، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، والمتابعة المنتظمة مع مختصين في التغذية أو الصحة النفسية، تُحدث فرقًا حقيقيًا في السيطرة على الشهية وتحسين أسلوب الحياة.


5. تقنيات حديثة للتخسيس بدون جراحة

يوضح د. وجيه فوزي حسن أن بعض الحالات قد تستفيد من التقنيات غير الجراحية الحديثة لإنقاص الوزن، خاصة عند وجود مشاكل صحية تمنع النشاط البدني الكافي. من بين هذه الأساليب:

  • جلسات تفتيت الدهون الموضعية.

  • أجهزة التحفيز العضلي الكهربي.

  • البالون المعدي (للحالات المختارة وبتقييم دقيق).

ويؤكد أن هذه الحلول لا تُغني عن النظام الغذائي، لكنها قد تُسرع النتائج وتُشجع المرضى على الاستمرار.


دور الأسرة في دعم كبار السن

ينبه د. وجيه إلى أن البيئة المحيطة بكبير السن تلعب دورًا حاسمًا في نجاح أي خطة للتخسيس. ومن أهم النصائح للأبناء والأحفاد:

  • لا تستهينوا بشكوى الكبار من الوزن الزائد.

  • شاركوهم وجبات صحية بدلًا من إعداد طعام خاص لهم فقط.

  • ادعوهم للمشي معكم يوميًا.

  • امتنعوا عن تخزين الحلويات أو الوجبات الجاهزة في المنزل.


نصيحة طب توداي

التحكم في السمنة لدى كبار السن ليس ترفًا، بل هو ضرورة للحفاظ على حياة كريمة ونشطة. ومع الالتزام بنظام غذائي متوازن، ونشاط بدني منتظم، ودعم نفسي وعائلي، يمكن لكبار السن أن يستعيدوا جزءًا كبيرًا من صحتهم وحيويتهم.

ويختتم الدكتور وجيه فوزي حسن بقوله:

“لا يوجد عمر للتأخر عن إنقاص الوزن. كل جرام يتم فقده بشكل صحي هو مكسب لصحة القلب والمخ والمفاصل والنفس.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى