كبار رجال الدين في فلسطين: مصر صمام الأمان لقضيتنا ولن نسمح بتشويه مواقفها المشرفة

في خطوة تحمل الكثير من الرسائل السياسية والدينية والإنسانية، قامت القيادات الدينية الإسلامية العليا في دولة فلسطين، اليوم الخميس الموافق 31 يوليو 2025، بزيارة تضامنية رسمية إلى مقر إقامة سفير جمهورية مصر العربية لدى فلسطين، السفير إيهاب سليمان، في مدينة رام الله.

جاءت الزيارة التي ترأسها سماحة الدكتور محمود الهباش، قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، برفقة المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، ووزير الأوقاف والشؤون الدينية الدكتور محمد نجم، لتؤكد على رفض القيادات الفلسطينية القاطع للحملة المغرضة التي تتعرض لها مصر مؤخرًا، والدفاع عن مواقفها الثابتة الداعمة للقضية الفلسطينية.

مصر ليست وحدها.. والقيادة الدينية الفلسطينية ترد بالموقف والوفاء

وقد ضم الوفد نخبة من كبار العلماء وقضاة الشرع من مختلف محافظات الوطن، في رسالة واضحة تعكس وحدة الموقف الفلسطيني خلف مصر، قيادة وشعبًا، أمام محاولات التشويه الرخيصة التي تستهدف مكانة الدولة المصرية ودورها التاريخي.

وفي تصريح له خلال اللقاء، قال الدكتور محمود الهباش:

“جمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، هي صمام الأمان للقضية الفلسطينية، ودورها القومي يمثل ركيزة أساسية في مواجهة المؤامرات الساعية لتصفية حقوق شعبنا.”

وأضاف أن الزيارة تأتي ردًا وطنيًا ودينيًا مباشرًا على ما وصفه بـ “الدعوات الهامشية غير المسؤولة” التي أُطلقت مؤخرًا للتظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب، مؤكدًا أن هذه الدعوات لا تمثل الشعب الفلسطيني ولا تعبر عن وعيه الجمعي أو انتمائه العربي والإسلامي الأصيل.

المفتي العام: مصر بوصلتنا.. والقدس خطنا الأحمر

من جانبه، أكد الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، أن ما تقوم به مصر في دعم فلسطين لا يمكن لأحد أن يزايد عليه، مشددًا على أن:

“الموقف المصري يُجسد عمق الانتماء العربي والإسلامي، ومصر كانت وستبقى الدرع العربي الحامي لفلسطين والقدس في وجه التهويد والاقتلاع والتهجير القسري.”

وزير الأوقاف: مصر تقاتل سياسيًا وإنسانيًا من أجل فلسطين

أما وزير الأوقاف والشؤون الدينية، الدكتور محمد نجم، فقد أشار إلى أن مصر لم تدّخر جهدًا على أي صعيد – سياسي أو إنساني – لوقف العدوان الإسرائيلي، وقال:

“نُقدّر عاليًا ثبات الموقف المصري في رفض الإملاءات والحلول القسرية، وموقفها هو مرآة لنبض الشعب العربي الحر.”

السفير إيهاب سليمان: القضية الفلسطينية في قلب الدولة المصرية

في المقابل، عبّر السفير إيهاب سليمان عن امتنانه لهذه اللفتة الأخوية، مؤكدًا أن ما تقوم به مصر نابع من واجبها القومي والتاريخي والإنساني، وأن دعمها لفلسطين لم يكن يومًا محل مساومة أو توقف.
وأكد السفير أن مصر مستمرة في دورها المركزي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الموقف الثابت منذ عقود، رغم كل المتغيرات والضغوط الإقليمية والدولية.

رأي خبير:

د. مصطفى الجندي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، علق على هذه الزيارة قائلاً:

“هي أكثر من مجرد زيارة تضامن.. إنها تعبير عن العلاقة العضوية بين الشعبين المصري والفلسطيني، ورد عملي على حملات التحريض الإعلامي الممنهج. هذا الاصطفاف الشعبي والديني يكشف أن الشعوب العربية الواعية لا تنطلي عليها الأجندات المعادية.”