10 أسرار نفسية لبناء زواج ناجح
كتبت - ريم عبد القادر

الزواج الناجح لا يعتمد فقط على الحب أو التفاهم اللحظي، بل هو بناء طويل الأمد، يعتمد على وعي نفسي وسلوكيات صحية بين الطرفين. ولأن العلاقة الزوجية تمر بمراحل معقدة تتطلب توازنًا عاطفيًا ونفسيًا، فقد التقت منصة طب توداي مع د. كريم صادق، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية، ليكشف لنا عن الأسرار النفسية التي تدعم استمرار العلاقة الزوجية بعيدًا عن الخلافات والملل والفتور.
التواصل: العمود الفقري للزواج
يؤكد د. كريم صادق أن التواصل هو أهم أدوات بناء الزواج الناجح. لكن التواصل لا يعني فقط الحديث، بل يشمل:
- الاستماع الفعّال
- اختيار الوقت المناسب للنقاش
- التعبير عن المشاعر دون اتهام
- تفهم الطرف الآخر حتى في صمته
ويضيف أن التواصل يُعد مهارة نفسية قابلة للتعلم، خاصة عند وجود نية حقيقية للاستقرار.
اقرأ أيضا عبر طب توداي: ليس حكرا على الشباب..هل يعيد الزواج لدى كبار السن التوازن النفسي ويكسر العزلة؟
الاحترام المتبادل قبل الحب
يرى د. كريم أن الحب دون احترام لا يصمد. الاحترام يشمل احترام الوقت، والمجهود، والمشاعر، والقرارات، حتى في أوقات الخلاف. ويؤكد أن الأزواج الذين يلتزمون بـ”قواعد الأدب النفسي” لا يصلون أبدًا إلى حدود القسوة أو الإهانة أو التجاهل.
لو مبتغسلش أسنانك هيجيلك زهايمر.. علماء يحذرون من خطر التهابات اللثة !
إدارة الخلافات بذكاء عاطفي
الخلاف أمر حتمي في أي علاقة. لكن الفرق بين الزواج الناجح والفاشل هو في طريقة التعامل مع الخلاف. ويوضح د. كريم النقاط التالية:
- لا يجب أن يكون الهدف هو الانتصار بل الفهم
- يجب تجنب استحضار أخطاء الماضي في كل نقاش
- تخصيص وقت أسبوعي للحوار الصريح دون توتر
- الابتعاد عن المناقشات وقت الغضب
المساحة الشخصية: لا يعني البُعد
الزواج لا يعني الذوبان الكامل في الآخر. ويؤكد د. كريم صادق أن كل طرف يحتاج إلى مساحته الخاصة، سواء في العمل أو الهوايات أو الأصدقاء. المساحة لا تقتل الحب، بل تعززه وتمنع الاختناق العاطفي.
التعبير عن الامتنان: عادة تغذي العلاقة
الأزواج الذين يمارسون عادة “الامتنان اليومي” يشعرون بالرضا والارتياح النفسي. ويقترح د. كريم على كل طرف أن يعبّر عن الشكر بكلمات بسيطة مثل “شكرًا على مساعدتك اليوم” أو “أنا ممتن لدعمك في الموقف الفلاني”. هذه الكلمات تنشر الأمان النفسي وتزيد من الترابط.
اقرأ أيضا عبر طب توداي: رقصة على المسرح أم سقطة أخلاقية؟ حفلة راغب علامة تُشعل الجدل حول انهيار القيم.. وصرخة لإنقاذ الأسرة المصرية من الانهيار
العلاقة الحميمة ليست فقط جسدية
يقول د. كريم إن العلاقة الزوجية الناجحة تتضمن ثلاثة أبعاد:
- جسدية
- عاطفية
- نفسية
فالزواج السعيد لا يكتفي بالعلاقة الجسدية، بل يضم احتواء المشاعر، والدعم عند الأزمات، والمشاركة في لحظات الضعف. ويشير إلى أن ضعف العلاقة الحميمة قد يكون في الأصل نتيجة ضعف نفسي أو توتر عاطفي غير مُعالج.
الدعم النفسي المتبادل
يواجه كل زوج أو زوجة أزمات نفسية مثل القلق أو الضغط أو التوتر. ومن علامات الزواج الناجح أن يكون الطرف الآخر مصدر أمان لا مصدر تهديد. الدعم النفسي يتمثل في:
- الاحتواء دون تقليل
- التشجيع لا التوبيخ
- طرح حلول لا فرضها
- الاستعداد للاستماع دون حكم مسبق
اقرأ أيضا عبر طب توداي: التحضير النفسي للعلاقة الزوجية: مفتاح نجاح واستقرار الأسرة
الضحك والمرح: علاج نفسي مجرب
يشير د. كريم إلى أن الأزواج الذين يضحكون سويًا يتمتعون بعلاقة أطول وأكثر استقرارًا. ويحث الأزواج على:
- مشاهدة شيء فكاهي معًا
- استعادة ذكريات مضحكة
- المزاح اللطيف دون تجريح
- الخروج من الروتين اليومي بلمحات عفوية
الأمان النفسي قبل الاستقرار المادي
رغم أهمية الجانب المادي، إلا أن د. كريم يرى أن الأمان النفسي هو حجر الأساس. فالأمان يتولد من:
- وضوح النوايا
- الشفافية في القرارات
- الالتزام بالوعود
- طمأنة الشريك باستمرار دون افتراضات
لا عيب في طلب المساعدة النفسية
في بعض الحالات، تكون الخلافات أكبر من قدرة الطرفين على حلها. وهنا يؤكد د. كريم على أهمية اللجوء إلى مستشار نفسي متخصص في العلاقات الأسرية. ويقول: “مثلما نذهب للطبيب عند الألم الجسدي، يجب ألا نتردد في استشارة مختص نفسي عند الألم العاطفي”.
الزواج رحلة تحتاج لتجديد دائم
لا يوجد “زواج مثالي”، لكن هناك “زواج ناضج”. ويختم د. كريم حديثه مع منصة طب توداي قائلاً:
“الزواج الناجح ليس هدية، بل مسؤولية يتقاسمها الطرفان يوميًا، ببساطة وصدق ووعي نفسي.”
حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط