فقدان السمع المفاجئ: أعراضه، أسبابه، وطرق التعامل

د - هشام فوزي

قد يفاجئك الصمت… حرفيًا! تخيّل أن تستيقظ في يوم عادي لتجد أن إحدى أذنيك لا تعمل كما كانت، أو أن السمع تلاشى تدريجيًا خلال ساعات أو يومين. هذه الحالة تعرف طبيًا باسم “فقدان السمع الحسي العصبي المفاجئ”، وقد تشير إلى مشكلة طبية لا ينبغي إغفالها.

وبحسب ما أكده د. هشام فوزي، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، في حديث خاص لمنصة “طب توداي”، فإن التأخر في التشخيص والعلاج قد يؤدي إلى فقدان دائم للسمع، لذلك فإن التعامل مع هذه الحالة كـ”طارئة طبية” هو أمر ضروري.


ما هو فقدان السمع المفاجئ؟

فقدان السمع المفاجئ هو فقدان سريع وغير متوقع للقدرة على السمع، يحدث خلال أقل من 72 ساعة، وغالبًا ما يصيب أذنًا واحدة. يشعر المريض وكأن الأذن “أُغلقت”، أو قد يسمع صوت “طنين” دون تفسير واضح.


لا تنتظر… متى يجب أن تقلق؟

إذا لاحظت أيًّا مما يلي، توجه فورًا إلى الطبيب:

  • فقدان سمع مفاجئ في أذن واحدة
  • شعور بانسداد مستمر لا يزول
  • وجود طنين أو دوار مصاحب
  • صعوبة في تمييز الأصوات أو فهم الكلام

أسباب محتملة… بعضها خطير

يؤكد د. هشام فوزي أن السبب الدقيق لفقدان السمع المفاجئ قد يبقى مجهولًا في نحو 90% من الحالات، لكن الأسباب المحتملة تشمل:

1. التهابات فيروسية:

بعض الفيروسات قد تصيب العصب السمعي بشكل مباشر مثل فيروس الهربس أو النكاف.

2. اضطرابات المناعة الذاتية:

في حالات نادرة، يهاجم الجهاز المناعي الخلايا العصبية بالأذن الداخلية.

3. أمراض الأوعية الدموية:

انسداد مفاجئ في الشعيرات الدقيقة التي تغذي الأذن الداخلية قد يؤدي إلى فقدان السمع.

4. الأورام العصبية (مثل الورم العصبي السمعي):

رغم ندرته، إلا أنه أحد الأسباب الخطيرة التي يجب استبعادها.

5. التعرض لأدوية سامة للأذن:

مثل بعض أنواع المضادات الحيوية أو أدوية السرطان.


أعراض مصاحبة يجب التنبه لها

  • طنين في الأذن
  • دوخة أو دوار
  • شعور بامتلاء الأذن
  • صعوبة في التوازن
  • تشوه في الأصوات أو سماعها مكتومة

التشخيص: السباق مع الزمن

في مثل هذه الحالات، لا مكان للتأجيل. يشمل التقييم الطبي:

  • فحص السمع الكامل (Audiometry)
  • اختبار الاستجابة السمعية الدماغية (ABR)
  • تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لاستبعاد الأورام
  • تحاليل الدم للكشف عن أمراض المناعة أو الالتهابات

كيف يتم علاج فقدان السمع المفاجئ؟

يشير د. هشام فوزي إلى أن أفضل النتائج تتحقق عند بدء العلاج خلال أول 48 ساعة من ظهور الأعراض. وتشمل بروتوكولات العلاج:

1. الكورتيزون (عن طريق الفم أو الحقن داخل الأذن):

يُعد الخيار الأول والأهم في العلاج، ويقلل الالتهاب حول العصب السمعي.

2. العلاج بالأكسجين عالي الضغط (HBOT):

يُستخدم في بعض الحالات لتحسين تدفق الدم للأذن الداخلية.

3. أدوية تحسين الدورة الدموية:

مثل موسعات الأوعية أو مضادات التجلط في بعض البروتوكولات.


التعايش وإعادة التأهيل السمعي

في الحالات التي لا يتحسن فيها السمع كليًا، يمكن مساعدة المريض على التكيف عبر:

  • المعينات السمعية الرقمية
  • زراعة القوقعة في حالات الفقد الكلي
  • تمارين التدريب السمعي لاستعادة مهارات التمييز الصوتي

نصائح للوقاية والحماية

  • تجنب التعرض لأصوات عالية لفترات طويلة
  • لا تهمل أي التهاب في الأذن أو البلعوم
  • راقب استخدام الأدوية خاصة تلك التي تؤثر على السمع
  • لا تؤجل زيارة الطبيب عند أي تغير مفاجئ في السمع
  • حافظ على صحتك العامة ومناعة الجسم

فقدان السمع المفاجئ عند الأطفال والمراهقين

رغم شيوعه عند البالغين، إلا أن الأطفال ليسوا بمنأى. وقد يتأخر التشخيص لديهم بسبب صعوبة وصف الأعراض. يجب التنبه لأي تغير في تفاعل الطفل مع الأصوات أو التوازن.


الجانب النفسي للمريض

فقدان السمع المفاجئ قد يسبب قلقًا كبيرًا لدى المريض، خاصة إذا ترافق مع طنين دائم أو عزلة اجتماعية. من المهم توفير دعم نفسي ومعلومات واضحة للمريض لتقليل أثر التوتر على عملية الشفاء.


أبحاث جديدة تبشّر بالأمل

تشير دراسات جديدة إلى احتمالية تطوير أدوية تستهدف التجدد العصبي في الأذن الداخلية، كما يتم تطوير أدوات إلكترونية أكثر دقة لزراعة السمع وتحسين نتائجه.


الخلاصة:

فقدان السمع المفاجئ ليس عرضًا عابرًا. هو ناقوس خطر يستدعي التدخل الفوري لتجنب المضاعفات الدائمة. كل دقيقة تؤخر فيها العلاج، تقل معها فرص الاستجابة. تعامل معه كحالة طارئة… لا كعرض بسيط.

🔹 حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي.
🔹 منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى