p { text-align: justify; }

طفلك بيتنرفز بسرعة؟.. أخصائي صحة نفسية يكشف عن خطوات أساسية لبناء شخصية متوازنة

كتبت/ مي السايح

مع تزايد التحديات النفسية والاجتماعية التي تواجه الأطفال في مراحل عمرهم المختلفة، أصبح “الذكاء العاطفي” مهارة لا غنى عنها في بناء شخصية طفلك المتوازنة.

أكد الدكتور إيهاب ماجد، أخصائي الصحة النفسية، أن تعليم الأطفال فهم مشاعرهم والتعامل معها ليس رفاهية، بل ضرورة أساسية لنموهم النفسي السليم.

خلال 20 سنة من العمل مع الأطفال، لاحظ الدكتور إيهاب أن المشكلة الحقيقية التي تواجه الأطفال ليست نقص الإمكانيات، بل نقص “الفهم” لمشاعرهم.

إذ يعاني الكثير من الآباء والأمهات من سلوكيات مثل العصبية المستمرة أو الانعزال والانعكاسات النفسية، دون إدراك أن السبب قد يكون عدم تعليم الطفل التعبير عن مشاعره.

الذكاء العاطفي ببساطة هو قدرة الطفل على التعرف على مشاعره، التعبير عنها، وتنظيمها بطريقة صحية، بالإضافة إلى فهم مشاعر الآخرين والتعامل معها، لكن كيف نساعد أطفالنا على تطوير هذه المهارة الحيوية؟

يقدم الدكتور إيهاب أربع خطوات عملية:

1. سمّي المشاعر بصوتك:
عندما يرى الطفل نفسه متضايقًا مثلاً من خسارة في اللعب، لا تقل له فقط “خلي عندك روح رياضية”، بل شاركه شعورك قائلاً: “واضح إنك متضايق، وأنا كمان بحس كده أوقات لما أخسر”. هذا يعلمه أن المشاعر ليست عيبًا وأنه ليس وحده.

2. الاستماع بدون حكم أو تبرير:
إذا اشتكى الطفل من مشكلة مع أخ أو صديق، لا ترد بسرعة بجملة مثل “هو بيحبك”. امنحه مساحة ليعبر ويشرح وجهة نظره، حتى لو بدت بسيطة لك.

3. تعليم الطفل كيفية تهدئة نفسه:
عندما يغضب الطفل، لا تصفه بالعصبية فقط، بل قدم له أدوات للتهدئة مثل: “تعالى ناخد نفس عميق سوا”، أو “هل تحب ترسم مشاعرك؟”.

4. كن قدوة في التعبير العاطفي:
لا تنتظر من الطفل أن يتعلم التهدئة إذا كنت أنت أول من ينفجر غضبًا. اعترف بأخطائك واعتذر له، مما يبني لديه وعيًا صحيًا بكيفية التعامل مع المشاعر.

يحذر الدكتور إيهاب من أن الطفل الذي لا يتعلم كيف يتعامل مع مشاعره قد تظهر عليه نوبات غضب، سلوك عنيف، خوف، كذب، أو انعزال في المستقبل. أما الطفل الذي يتعلم يوميًا أن يسأل نفسه “حاسس بإيه؟” ويشعر بدعم محيطه، فإنه يُبرمج ليصبح إنسانًا محبوبًا وناجحًا.

الذكاء العاطفي هو حجر الأساس لبناء شخصية متوازنة، ويبدأ بزرعها في الطفل من خلال تصرفات صغيرة يومية يلاحظها ويتعلم منها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى