طب توداي يحاور الدكتور محمد العشري ويكشف عن التحاليل و الفحوصات اللازمة لاكتشاف السرطان مبكرًا
كتبت/ مي السايح

في ظل تزايد الوعي المجتمعي بأهمية الكشف المبكر عن السرطان، كان لنا هذا الحوار مع الأستاذ الدكتور محمد العشري، استشاري الأورام بمستشفى المنيل، والمدير التنفيذي والمؤسس لمركز Hope Cure لعلاج الأورام، حيث تحدث معنا عن أبرز أنواع السرطانات، وأهمية الاكتشاف المبكر، وأهم التحاليل التي يُنصح بها، إضافة إلى طرق الوقاية ودور الفحوصات الدورية في إنقاذ الأرواح.
لماذا يُعد الاكتشاف المبكر للسرطان أمرًا بالغ الأهمية؟
أوضح د. العشري أن السرطان كلما تم اكتشافه في مرحلة مبكرة، زادت فرص الشفاء منه بشكل كبير، لأن العلاج يكون أكثر فعالية، ونسبة النجاح تكون مرتفعة، كما يقل الاحتياج إلى العلاجات الشديدة أو المعقدة، وتقل نسب المضاعفات.
ما هي أنواع السرطان التي يمكن اكتشافها مبكرًا بنجاح؟
هناك عدة أنواع يمكن اكتشافها بشكل مبكر وبفعالية، ومن أبرزها: سرطان الثدي، وسرطان عنق الرحم، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان البروستاتا، وسرطان الجلد. الاكتشاف المبكر لهذه الأنواع يُحدث فرقًا كبيرًا في نسب الشفاء، على سبيل المثال، نسبة الشفاء من سرطان الثدي في مراحله الأولى قد تتجاوز 90%.
ما التحاليل أو الفحوصات التي يُنصح بها لاكتشاف السرطان مبكرًا؟
التحاليل تختلف حسب نوع السرطان، ولكن من أشهرها:
• تحليل الدم الخفي في البراز لاكتشاف سرطان القولون.
• تحليل PSA لاكتشاف سرطان البروستاتا.
• مسحة عنق الرحم (Pap smear) لاكتشاف التغيرات قبل السرطانية.
• مؤشرات الأورام مثل CEA، CA 19-9، AFP، CA 15-3، وغيرها.
هل تختلف هذه التحاليل باختلاف نوع السرطان؟
بالتأكيد. فكل نوع من السرطان له طريقة فحص مناسبة. مثلاً:
• سرطان الثدي: الماموجرام، الفحص الذاتي، وتحليل CA 15-3.
• سرطان القولون: تحليل الدم الخفي في البراز ومنظار القولون.
• سرطان البروستاتا: تحليل PSA.
• سرطان الرئة: الأشعة المقطعية منخفضة الجرعة، خصوصًا للمدخنين.
• وهناك تحاليل دم شاملة مع مؤشرات محددة لبعض السرطانات.
هل تُعد تحاليل مؤشرات الأورام كافية لتشخيص السرطان؟
لا، لا يمكن الاعتماد على هذه التحاليل وحدها لتأكيد الإصابة بالسرطان. هي فقط تعطي إنذارًا أو مؤشرًا لاحتمالية وجود ورم. التشخيص المؤكد يتطلب الدمج بين التحاليل والفحوصات التصويرية مثل الأشعة فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية، وأحيانًا أخذ عينة (خزعة) من الورم.
متى يُنصح بإجراء هذه التحاليل؟ هل هناك سن معين أو فئات أكثر عرضة؟
ينصح بإجراء التحاليل للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع السرطان، أو عند ظهور أعراض مقلقة. بالنسبة للعمر، نوصي بما يلي:
• بدء فحص الثدي من سن 40 أو أبكر عند وجود تاريخ عائلي.
• فحص القولون من سن 45 إلى 50.
• فحص البروستاتا من سن 50.
• فحص عنق الرحم من سن 25.
وبالطبع، في حال ظهور أي أعراض غير طبيعية في أي سن، يجب التوجه للطبيب فورًا.
هل يمكن للأطفال أو الشباب إجراء هذه التحاليل بشكل وقائي؟
عمومًا لا يُنصح بإجراء تحاليل السرطان للأطفال أو الشباب بشكل روتيني، إلا إذا كان لديهم عوامل خطورة واضحة أو تاريخ وراثي قوي. لكن من المهم متابعة النمو والسلوك الصحي للأطفال، والتوجه للطبيب عند ظهور أعراض غير معتادة.
هل لهذه التحاليل والفحوصات أي خطورة أو ضرر؟
التحاليل والفحوصات المستخدمة في الكشف المبكر آمنة جدًا، مثل تحاليل الدم والأشعة فوق الصوتية. حتى الأشعة المقطعية تستخدم جرعات بسيطة ومدروسة من الإشعاع، ومنافعها تفوق أي ضرر محتمل، طالما أُجريت تحت إشراف طبي.
هل النتيجة غير الطبيعية لتحليل ما تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان؟
ليس دائمًا، فقد تكون النتائج بسبب التهابات أو أمراض حميدة أخرى. لذلك يجب تفسير النتائج ضمن السياق الكامل للحالة مع الطبيب، ولا يُمكن الاعتماد على التحليل وحده.
كيف يمكن الوقاية من السرطان؟ وهل هناك عادات صحية تقلل من فرص الإصابة؟
نعم، هناك عدة طرق للوقاية من السرطان، أهمها:
• الامتناع عن التدخين.
• اتباع نظام غذائي صحي.
• ممارسة الرياضة بانتظام.
• تجنب السمنة.
• إجراء الفحوصات الدورية.
• الحصول على التطعيمات اللازمة، مثل لقاح HPV لسرطان عنق الرحم.
وماذا عن من يشعر بعَرَض غريب رغم أن تحاليله طبيعية؟
هنا نؤكد على نقطة مهمة: لا نعتمد فقط على التحاليل. إذا كان هناك أعراض مقلقة مثل نزيف غير طبيعي، أو فقدان وزن مفاجئ، أو ظهور كتلة غير معتادة، فيجب استشارة الطبيب فورًا حتى لو كانت التحاليل طبيعية. التشخيص يعتمد على مجموعة من الفحوصات وليس على تحليل واحد فقط.
في الختام، هل تُغطي الجهات الداعمة أو التأمين الصحي تكاليف هذه الفحوصات؟
في أغلب الأحيان نعم. هناك تغطية تأمينية للفحوصات الروتينية، إضافة إلى الحملات القومية التي تقدم خدمات الكشف المبكر بشكل مجاني في بعض الفترات.