طبيب أنف وأذن يحذر: هذه أخطر عواقب الاستخدام الطويل للسماعات

د. عبد الرحمن صادق

في عصر التكنولوجيا والتواصل المستمر، أصبحت سماعات الأذن جزءًا لا يتجزأ من حياة الملايين، سواء في العمل أو أثناء التنقل أو حتى داخل المنزل. ومع انتشار الأجهزة المحمولة وخدمات البث الصوتي، بات كثير من الناس يقضون ساعات طويلة وهم يستمعون للموسيقى أو المكالمات دون انقطاع. لكن خلف هذه الراحة الظاهرية، تختبئ أخطار صحية قد تترك أثرًا دائمًا على السمع والصحة العامة.


تحذير طبي من أضرار التعود على السماعات

يؤكد د. عبد الرحمن صادق، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، في حديثه لمنصة طب توداي، أن الاستخدام المفرط لسماعات الأذن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة تبدأ من التهابات الأذن الخارجية وقد تصل إلى فقدان السمع الدائم. ويضيف: “الأذن عضو حساس جدًا، واستمرار تعرضها لأصوات مرتفعة داخلية عبر السماعات يسبب تآكل الشعيرات السمعية الدقيقة”.


أضرار صوتية لا تُرى… لكنها تحدث!

الصوت العالي المستمر داخل قناة الأذن لا يتيح المجال للأذن للاستراحة أو التعافي، ويؤدي ذلك إلى إرهاق دائم للخلايا السمعية. وقد بيّنت دراسات عدة أن الاستماع لأصوات أعلى من 85 ديسيبل لأكثر من ساعة يوميًا يضاعف خطر الإصابة بالصمم التدريجي. ومع غياب الألم أو الأعراض المبكرة، فإن الكثيرين يكتشفون الأذى بعد فوات الأوان.


التهابات متكررة: خطر شائع بين مستخدمي السماعات

من أبرز الأضرار الشائعة أيضًا التهابات الأذن الخارجية، وهي تحدث بسبب الاحتكاك المباشر للسماعة مع الجلد داخل الأذن، خاصة مع سوء التنظيف أو مشاركة السماعات مع آخرين. هذا النوع من الالتهابات قد يتطور أحيانًا إلى التهابات فطرية أو بكتيرية، ما يسبب حكة شديدة وألم وإفرازات.


تأثيرات على التوازن والتركيز

قد لا يدرك البعض أن الاستخدام الطويل لسماعات الأذن يؤثر على توازن الجسم. فالأذن الداخلية ليست فقط مركز السمع، بل مسؤولة أيضًا عن حفظ التوازن. واستخدام السماعات لفترات طويلة يعطل هذا النظام الدقيق، ما يؤدي أحيانًا إلى الشعور بالدوار أو صداع متكرر أو تشتت في الانتباه.


انسداد الأذن وتراكم الشمع

من بين المشاكل التي يواجهها الأطباء أيضًا في العيادات تزايد حالات انسداد الأذن بسبب تراكم الشمع الناتج عن استخدام السماعات لفترات طويلة. حيث تعيق السماعة خروج الشمع الطبيعي، مما يؤدي إلى انضغاطه في الداخل، مسببًا طنينًا وانزعاجًا وفقدانًا جزئيًا للسمع.


هل تؤثر السماعات على المخ والأعصاب؟

أثار بعض الباحثين مخاوف من أن استخدام السماعات اللاسلكية لفترات طويلة قد يكون له تأثير سلبي على الدماغ بسبب الموجات الكهرومغناطيسية. ورغم أن هذه المخاوف لا تزال قيد الدراسة، إلا أن د. عبد الرحمن صادق ينصح بعدم الاعتماد الكامل على هذه الأجهزة، خاصة لدى الأطفال والمراهقين.


الأطفال والمراهقون في دائرة الخطر

تشير إحصاءات طبية إلى أن نسبة كبيرة من الأطفال والمراهقين يستخدمون السماعات لساعات طويلة يوميًا، ما يجعلهم عرضة لمشاكل في السمع مبكرًا. وتوصي المؤسسات الطبية العالمية بضرورة مراقبة الأهل لاستخدام أطفالهم للسماعات، وتحديد عدد ساعات الاستخدام ومستوى الصوت.


نصائح طبية للوقاية وتقليل الأضرار

من النصائح التي قدمها د. عبد الرحمن صادق عبر “منصة طب توداي” لتقليل أضرار السماعات:

  • لا تستخدم السماعات لأكثر من 60 دقيقة متواصلة.
  • حافظ على مستوى الصوت أقل من 60% من الحد الأقصى.
  • اختر سماعات ذات جودة جيدة تسمح بمرور بعض الهواء.
  • نظف السماعات دوريًا وتجنب مشاركتها مع الآخرين.
  • خذ فترات راحة منتظمة لتسمح لأذنك بالتعافي.
  • استبدل السماعات التقليدية بسماعات “Over Ear” إذا أمكن.

بدائل آمنة ومتاحة

يمكن استخدام مكبرات الصوت الخارجية، أو تقنيات “Bone Conduction” التي لا تدخل مباشرة إلى قناة الأذن. هذه البدائل توفر راحة وسماعًا واضحًا دون تعريض الأذن للضرر المباشر.


متى تزور طبيب الأنف والأذن فورًا؟

يجب زيارة الطبيب فورًا إذا شعرت بأي من الأعراض التالية:

  • طنين في الأذن مستمر لأكثر من يومين.
  • فقدان مفاجئ أو تدريجي للسمع.
  • إفرازات غير طبيعية من الأذن.
  • حكة أو ألم مستمر داخل الأذن.
  • دوار غير مبرر أو توازن مختل.

في النهاية: التكنولوجيا نعمة إذا استخدمت بوعي

لا شك أن سماعات الأذن قدمت للناس وسيلة فعالة ومريحة للتواصل والترفيه، لكنها قد تصبح مصدرًا لمشكلات صحية إذا أُسيء استخدامها. الحفاظ على صحة الأذن يبدأ بالوعي والاعتدال في استخدام الأجهزة الحديثة. واستشارة الطبيب المتخصص عند ظهور أي أعراض غير معتادة أمر لا يجب تأجيله.


حقوق النشر والطبع محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى