صورة ..الوجه الآخر لجهاز أشعة الرنين المغناطيسي .. سحب رجل داخله فأودى بحياته .. وشفط سلم حديد جواه وخلافه زي الورقة!

كتبت - داليا سعادة

في الوقت الذي يعتبر فيه جهاز الرنين المغناطيسي (MRI) من أعظم اختراعات الطب الحديث، لا يزال الكثيرون يجهلون أن هذه التكنولوجيا الرائدة قد تتحول في لحظة إلى أداة مميتة إذا أسيء استخدامها أو لم تُراعَ تعليمات السلامة بدقة.

واقعة صادمة حدثت مؤخرًا في الولايات المتحدة، حيث توفي رجل بعد أن دخل غرفة الرنين وهو يرتدي سلسلة حديدية ثقيلة. السلسلة انجذبت فجأة إلى الجهاز بفعل قوة مغناطيسية خارقة، وجذبت الرجل بعنف شديد، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة توفي على إثرها في اليوم التالي.

هذه الحادثة أعادت إلى الأذهان العديد من الكوارث المشابهة التي وقعت في السنوات الماضية بسبب تجاهل القواعد الصارمة لدخول غرف التصوير بالرنين المغناطيسي.


قوة مغناطيسية تفوق الخيال

جهاز الرنين المغناطيسي يعتمد على مجال مغناطيسي فائق القوة تتراوح شدته بين 1.5 إلى 3 تسلا، أي ما يعادل أكثر من 30 ألف ضعف قوة مغناطيس الثلاجة العادي. هذا المجال يعمل بشكل دائم حتى لو لم يكن هناك تصوير قائم، ما يجعله قادرًا على جذب أي قطعة معدنية داخل الغرفة بقوة هائلة.

ومن أشهر الحوادث المرتبطة بهذه الظاهرة:

  • طفل عمره 6 سنوات في نيويورك عام 2001 توفي بعد أن سُحبت أسطوانة أكسجين إلى داخل الجهاز وأصابته مباشرة في الرأس.
  • رجل في الهند عام 2018 توفي بعد أن دخل غرفة الرنين بأسطوانة أكسجين كانت في يده، فاندفعت نحوه وتسببت في إصابته القاتلة.
  • فني أشعة في ألمانيا تعرض لإصابة بكسر في رجله بعدما دخل إلى الغرفة ونسِي مفاتيحه المعدنية في جيبه.
  • امرأة أُصيبت بحروق شديدة لأن وشمها كان يحتوي على جزيئات معدنية تفاعلت مع المجال المغناطيسي.

لماذا نستخدم الرنين المغناطيسي؟

ورغم هذه المخاطر، يظل جهاز الرنين المغناطيسي من أعمدة التشخيص الطبي الدقيقة، فهو يُستخدم في تصوير الأنسجة الرخوة بدقة عالية، ويُعتبر الخيار الأول في الكثير من الحالات مثل:

  • تشخيص أورام الدماغ والحبل الشوكي
  • الكشف عن مشاكل الغضاريف والمفاصل
  • تقييم الإصابات الرياضية وتمزقات الأربطة
  • تصوير الأوعية الدموية بدون الحاجة إلى قسطرة
  • تشخيص حالات التصلب المتعدد والتهابات الدماغ

ولعل أبرز ما يميز أشعة الرنين هو أنها لا تستخدم الإشعاع المؤين (مثل الأشعة السينية)، ما يجعلها أكثر أمانًا في كثير من الحالات، خاصة للحوامل والأطفال.


متى تكون أشعة الرنين خطيرة؟

الخطورة لا تكمن في الأشعة نفسها، بل في القوة المغناطيسية المستخدمة. لذلك يُمنع تمامًا دخول أي جسم معدني إلى غرفة التصوير، سواء على الشخص أو في متعلقاته. ويشمل ذلك:

  • الهواتف والمفاتيح والساعات والسلاسل المعدنية
  • البطاقات الائتمانية التي تحتوي على شريحة ممغنطة
  • أي أجهزة مزروعة داخل الجسم مثل منظمات ضربات القلب أو مفاصل صناعية أو دعامات

ولا يُسمح بإجراء التصوير بالرنين لمن لديهم أجهزة معدنية داخل أجسامهم، إلا بعد تقييم دقيق من طبيب الأشعة، لأن بعض الأنواع تكون آمنة والبعض الآخر قد يكون مميتًا في وجود المجال المغناطيسي.


نصائح قبل دخول غرفة الرنين

  • التأكد من خلع كل الإكسسوارات المعدنية مهما كانت صغيرة
  • الإفصاح للطبيب عن أي أجهزة مزروعة في الجسم
  • عدم دخول الغرفة بأي أدوات مساعدة من معادن (مثل عكاز معدني أو كرسي متحرك معدني)
  • اتباع تعليمات التمريض بدقة وعدم الاستهانة بأي تحذير

رسالة توعية للجميع

ربما تكون تكنولوجيا الرنين المغناطيسي معجزة طبية فتحت أبوابًا واسعة لتشخيص أدق الأمراض، لكنها في الوقت ذاته تتطلب درجة عالية من الانتباه والالتزام بالتعليمات. كل ما هو مطلوب هو احترام قواعد السلامة، وعدم إدخال أي جسم معدني مهما بدا بسيطًا.

هذه دعوة للجميع، خاصة المرضى وذويهم، أن يدركوا أن أجهزة الأشعة ليست مكانًا عاديًا، وأن الغفلة قد تتحول إلى مأساة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى