رقصة على المسرح أم سقطة أخلاقية؟ حفلة راغب علامة تُشعل الجدل حول انهيار القيم.. وصرخة لإنقاذ الأسرة المصرية من الانهيار
كتبت - رباب وهبة

في واحدة من أكثر ليالي الساحل الشمالي إثارة للجدل هذا الصيف، أحيا الفنان اللبناني راغب علامة حفلاً غنائيًا وسط حضور جماهيري كبير، حيث تفاعل الجمهور مع أغانيه الرومانسية الشهيرة، لكن الحفل لم يمر مرور الكرام هذه المرة.
فقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة تُظهر عدداً من السيدات يصعدن إلى خشبة المسرح، ليرقصن إلى جوار راغب علامة، ويحتضنه بعضهن ويقبّلن وجنتيه، وسط تفاعل غريب من الجمهور وعدسات الكاميرات.
المشهد لم يكن عابرًا، بل فجّر جدلًا واسعًا تخطى حدود الفن ليصل إلى عمق المجتمع والأسرة والضمير. وزاد من اشتعال الموقف، صدور بيان رسمي من نقابة المهن الموسيقية المصرية برئاسة الفنان مصطفى كامل، أعلنت فيه منع راغب علامة من الغناء في مصر مؤقتًا، اعتراضًا على ما حدث واعتباره تجاوزًا لا يليق بمصر ولا يتوافق مع الذوق العام أو القيم.
لكن السؤال الحقيقي الذي تصدّر المشهد لم يكن عن راغب علامة نفسه، بل عن السيدات اللاتي ظهرن في المقطع:
كيف ولماذا وصلت بعض النساء لهذا المستوى من التصرفات العلنية؟ وما الرسالة التي تُرسلها هذه السيدة لأبنائها وهي ترقص وتحتضن رجلًا غريبًا أمام آلاف الناس والكاميرات؟
🔥 بين الانفتاح والانهيار.. مجتمع يُعاد تشكيله
هذه الحادثة فتحت جرحًا اجتماعيًا عميقًا، يتعلّق بسؤال أخلاقي وثقافي وجودي:
هل ما زال للحياء قيمة؟ وهل نمتلك القدرة على تربية جيل يحترم نفسه ويعرف حدوده، إذا كانت القدوة نفسها تتخلى عن تلك القيم أمام العلن؟
يقول الدكتور رحاب عبد العزيز، أستاذة علم الاجتماع الأسري:
“ما حدث على المسرح ليس مجرد تصرف عفوي، بل هو نتيجة تراكمات ثقافية وتربوية وانهيار في منظومة القيم. عندما تُربى الأجيال على أن الحرية هي أن تفعل ما تشاء، وأن الجرأة هي الشطارة، سنرى مثل هذه المشاهد تكرارًا”.
🧩 الأسباب العميقة وراء التصرفات الصادمة:
- غياب الوعي الديني والقيمي:
عندما تضعف العلاقة بالله، ويتحوّل الضمير إلى تابع للرغبة لا للحق، تنهار الحدود الأخلاقية. لا توجد ديانة – لا الإسلام ولا المسيحية – ترضى أن تتصرّف امرأة بهذه الطريقة في العلن، تحت أي مسمى. - الهروب من الفراغ النفسي والعاطفي:
المرأة التي ترقص أمام الكاميرات مع فنان لا تعرفه غالبًا تبحث عن تقدير مفقود، أو إثبات ذات هش. - ثقافة السوشيال ميديا والانبهار المزيف:
مشاهير يروّجون أن “كل شيء مباح” باسم التفاعل، والنتيجة: التطبيع مع القبح والسقوط. - صورة مشوّهة للأنوثة:
أصبح يُروَّج أن المرأة القوية هي التي تكسر القيود وتلفت الأنظار، حتى لو على حساب كرامتها واحترامها لنفسها.
❗ لا يرضى به أي ضمير أو دين
اللافت في هذا المشهد أنه لا يمكن تبريره تحت أي دين أو مبدأ. فالإسلام يحضّ على الحياء، والمسيحية تُمجّد الطهارة، وكلاهما يضع للمرأة مكانة عظيمة كأم ومُربية وأساس الأسرة.
فهل يرضى الإسلام أن ترقص امرأة مع رجل غريب؟
وهل يرضى الإنجيل أن تحتضن سيدة فنانًا لا تربطها به أي علاقة؟
وأين نحن من قوله ﷺ: “إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت”؟
👩🍼 كيف تنتج هذه المرأة جيلًا صالحًا؟
وهنا السؤال الأهم:
كيف ننتظر من امرأة تتصرّف بهذه الطريقة أمام الناس والكاميرات، أن تُربي جيلًا صالحًا واعيًا؟
- كيف تُعلّم ابنتها الحياء وهي تفقده؟
- كيف تُحذّر ابنها من الانحراف وهي تُجاهر به؟
- كيف تُصبح قدوة وهي تمارس النقيض؟
إن سقوط المرأة أمام نفسها، يعني سقوط جيل قادم. لأن الأم ليست فقط من تُرضع الطفل، بل من تُرضع الضمير والتربية.
🧱 كيف نُحصّن مجتمعنا من هذا الانهيار؟
- عودة الأسرة لدورها التربوي:
لا يكفي أن نطعم ونلبس، بل يجب أن نُربّي ونتابع وننصح ونُراقب القدوات التي يتابعها أبناؤنا. - إصلاح التعليم والإعلام:
نحتاج لمنظومة تعليمية تحترم العقل والخلق، وإعلام يروّج للقدوة لا للانفلات. - تشريعات لحماية الذوق العام:
كما فعلت النقابة، يجب أن يكون للدولة موقف قانوني واضح ضد كل من يُخرّب القيم الجماعية علنًا. - خطاب ديني قريب من الناس:
نريد أئمة وقساوسة يتحدثون بلسان العصر، يُحركون الوجدان لا يُصدرون أحكامًا فقط.
🗣️ كلمة أخيرة:
ما حدث في الساحل ليس مجرد فقرة غنائية، بل ناقوس خطر أخلاقي وثقافي واجتماعي. لا نريد أن نصحو يومًا ونجد أبناءنا بلا بوصلة، وبناتنا بلا وعي، وأسرنا بلا أساس.
فلنُحافظ على ما تبقى من قيمنا،
قبل أن نُصبح غرباء في بيوتنا،
وأيتامًا على مائدة الثقافة الغربية.