د. وائل إمام: ضغوط الحياة تدفع شبابًا للاكتئاب.. والانتحار ليس دائمًا جنونًا بل نداء استغاثة
كتبت مي علوش

في زمن تتكاثف فيه التحديات وتتصاعد الضغوط اليومية، بات عدد كبير من الشباب يُعاني من اضطرابات نفسية متزايدة، تبدأ بـ إحباط أو توتر، وقد تتطور إلى اكتئاب مزمن أو تفكير في الانتحار. الظاهرة لم تعد نادرة، بل أصبحت شائعة بدرجة مقلقة، وتستدعي تدخلاً مجتمعياً وطبياً عاجلاً.
في هذا السياق، أوضح د. وائل إمام، استشاري الطب النفسي، أن النفس الإنسانية في أصلها اللغوي تعني “الامتداد والخروج”، وهي تعبر عن مظاهر الحياة الناتجة عن اتحاد الروح بالجسد، مثل التفكير، الوجدان، والسلوك. ويضيف أن علم النفس هو العلم الذي يدرس هذه المظاهر بوصفها وظائف عصبية ناتجة عن أداء المخ.
وأكد إمام أن المرض النفسي ليس ضعف إرادة أو نقص إيمان كما يشاع، بل هو خلل في وظيفة المخ، وقد يظهر في اضطراب أحد مكونات النفس الثلاثة: الفكر، الشعور، أو السلوك.
كما شدد على أن الاكتئاب يختلف عن الحزن الطبيعي، فالحزن استجابة مؤقتة لأحداث معروفة، بينما الاكتئاب مرض ناتج عن خلل كيميائي في الدماغ ويحتاج إلى تدخل طبي.
وأشار إلى أن من أهم المؤشرات المبكرة للأزمة النفسية: تغير مفاجئ في المزاج، فقدان الحافز، الانعزال الاجتماعي، اضطرابات النوم أو الشهية، أو حتى التعبير عن أفكار سلبية تجاه الذات.
وأكد أن الانتحار لا يرتبط دائمًا بالجنون، بل قد يكون مجرد نداء استغاثة صامت من شاب فقد القدرة على التعبير أو طلب الدعم.
وتستعرض لكم “طب توداي” أهم النصائح لحماية الشباب من الانهيار النفسي:
- الملاحظة المبكرة لأي تغيرات سلوكية أو مزاجية.
- توفير بيئة داعمة نفسيًا داخل الأسرة والمؤسسات التعليمية.
- الامتناع عن وصم المرض النفسي أو السخرية منه.
- سرعة اللجوء إلى متخصص نفسي عند استمرار الحزن أو القلق لأكثر من أسبوعين.
- تنمية المرونة النفسية لدى الشباب لمواجهة الضغوط.
- عدم تجاهل أي حديث عن الموت أو إيذاء الذات، مهما بدا عابرًا.
في النهاية، يلفت د. وائل إمام إلى أن الوقاية خير من العلاج، وأن الدعم المبكر يمكن أن ينقذ أرواحًا كثيرة، خاصة في مراحل الشباب التي تُعد الأكثر حساسيةوتأثرًا بالبيئة المحيطة.