د. هاني رمزي: الذكاء الاصطناعي في علاج الأورام.. هل يمكن للروبوت إنقاذ الحياة؟

كتبت - حور مجدي

لم يعد السرطان مجرد معركة بين الأدوية والخلايا الخبيثة، بل أصبح مجالًا خصبًا لتطبيقات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، التي تُحدث ثورة صامتة في التشخيص والعلاج. ومع تطور الخوارزميات الذكية وتحليل البيانات الطبية، باتت قرارات الأطباء أدق وأسرع، ونتائج العلاج أكثر أملًا.
وفي حديث خاص لمنصة “طب توداي”، يؤكد د. هاني رمزي – أستاذ الأورام الطبية والتقنيات العلاجية الحديثة أن الذكاء الاصطناعي لم يعد حلمًا بل أداة يومية تُساعد الأطباء في اتخاذ قرارات مُنقذة للحياة.


🔹 ما هو دور الذكاء الاصطناعي في الطب؟

الذكاء الاصطناعي (AI) هو قدرة الأنظمة الرقمية على “التعلّم” من البيانات، والتفاعل مع المعلومات الطبية بشكل يُحاكي تفكير الإنسان. في عالم الأورام، يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأشعة، والتقارير المرضية، والبيانات الجينية، لاكتشاف الأورام أو توقع استجابتها للعلاج.


🔹 كيف يُساعد الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأورام؟

يقول د. هاني رمزي: “الذكاء الاصطناعي يُمكّن الحاسوب من تحليل الآلاف من صور الأشعة والماموجرامات بدقة قد تفوق العين البشرية”.
أهم تطبيقات التشخيص تشمل:

  • الكشف المبكر عن سرطان الثدي من صور الماموجرام
  • تحليل صور الأشعة المقطعية لتحديد كتلة الورم وحجم الانتشار
  • تصنيف الأورام بناءً على المظهر أو التركيب الخلوي
  • دمج الصور مع بيانات التحاليل للوصول إلى تشخيص أكثر دقة

🔹 الجراحة الروبوتية.. دقة ميكروسكوبية

من أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في علاج الأورام، الجراحة بمساعدة الروبوت، والتي أصبحت خيارًا متاحًا في بعض المراكز المتقدمة.
وتتيح الجراحة الروبوتية للطبيب:

  • التحكم الدقيق في الأدوات الجراحية
  • تجنب الأنسجة السليمة المحيطة بالورم
  • تقليل النزيف ومضاعفات ما بعد الجراحة
  • تسريع وقت الشفاء للمريض

يضيف د. رمزي: “أجرينا جراحات أورام نسائية ورجال باستخدام الروبوت بدقة لم تكن ممكنة قبل 10 سنوات”.


🔹 هل يستطيع الذكاء الاصطناعي توقع فعالية العلاج؟

الإجابة: نعم. تستخدم الخوارزميات الحديثة تقنيات الـMachine Learning لتحليل تاريخ المريض الجيني، ونوع الورم، واستجابته السابقة للعلاجات. هذا يمكن أن يُحدد مسبقًا:

  • ما إذا كان المريض سيستجيب للعلاج الكيماوي أو المناعي
  • احتمالية عودة الورم بعد العلاج
  • الخطة العلاجية الأنسب لتقليل الآثار الجانبية

🔹 الذكاء الاصطناعي لا يُبدل الطبيب.. بل يُساعده

رغم كل هذه الإمكانيات، يُشدد د. هاني رمزي على أن الذكاء الاصطناعي لا يحل محل الطبيب، بل يُساعده:

“الذكاء الاصطناعي لا يملك ضميرًا أو خبرة بشرية. وظيفته أن يُسلّط الضوء على الاحتمالات ويُساعد الطبيب على اتخاذ القرار بناءً على كمّ هائل من البيانات”.


🔹 تحديات تطبيق الذكاء الاصطناعي في الوطن العربي

ورغم كل ما سبق، لا يزال استخدام الذكاء الاصطناعي في علاج الأورام محدودًا في معظم الدول العربية، لأسباب منها:

  • نقص في البنية التحتية الرقمية
  • غياب قواعد بيانات طبية وطنية
  • ارتفاع تكلفة الأجهزة والبرمجيات
  • الحاجة إلى تدريب الأطباء والفنيين على استخدامها

لكن د. رمزي يرى أن هناك “قَفزات تدريجية” تحدث الآن، خصوصًا في مصر والإمارات والسعودية، حيث بدأت مراكز متخصصة في تدريب الكوادر الطبية على التعامل مع الذكاء الاصطناعي.


🔹 قصص نجاح مذهلة

بحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، تمكّن نظام ذكاء اصطناعي في كوريا الجنوبية من اكتشاف أورام في مراحلها المبكرة بنسبة دقة وصلت إلى 98%. وفي الولايات المتحدة، استخدم الذكاء الاصطناعي في تصميم بروتوكول علاج مخصص لطفلة مصابة بسرطان نادر، ما أنقذ حياتها.


🔹 هل نحن مستعدون للمستقبل؟

في ختام حديثه لمنصة “طب توداي”، يوضح د. هاني رمزي أن المستقبل يقترب بسرعة:

“نحتاج إلى التوسع في رقمنة المستشفيات، وتطوير بنوك بيانات ضخمة للمرضى، والاستثمار في البحث العلمي المحلي، حتى لا نكون فقط مستهلكين للتقنيات بل شركاء في تطويرها”.


🟢 حقوق النشر محفوظة لمنصة طب توداي
🟢 منصة طب توداي هي المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى