د. هاني القاضي يشرح: متى نختار إصلاح صمامات القلب ومتى نلجأ للاستبدال؟

كتبت/ ياسمين حمدي

يؤدي القلب دورًا محوريًا في الجسم، لا يتوقف عن العمل لحظة واحدة. ومن بين أجزائه الحيوية تأتي الصمامات، التي تتحكم في حركة الدم بين حجراته، وبين القلب وباقي أجزاء الجسم. ومع التقدم في العمر أو نتيجة لأمراض معينة، قد تصاب هذه الصمامات بعيوب تؤثر على أدائها، وتستدعي تدخلاً طبيًا قد يصل إلى الإصلاح أو الاستبدال.

في هذا التقرير، نستعرض مع د. هاني القاضي، استشاري جراحة القلب والصدر، أهم أسباب أمراض صمامات القلب، وخيارات العلاج المتاحة، والفروقات الدقيقة بين الإصلاح والاستبدال، مع نصائح هامة لكل مريض.

إقرأ هذا أيضًا : بعد قدوم الطفل.. هل تتغير مشاعر الحب؟

وظيفة صمامات القلب: التنظيم الدقيق لتدفق الدم

يوضح د. هاني القاضي أن القلب يحتوي على أربعة صمامات رئيسية: التاجي، الأورطي، ثلاثي الشرفات، والرئوي. وتكمن مهمتها في السماح للدم بالمرور في اتجاه واحد، ومنع رجوعه للخلف. أي خلل في هذه العملية يؤدي إلى مشكلات خطيرة مثل ضيق الصمام أو ارتجاعه، مما يؤثر على كفاءة القلب.

ولادة توأم ملتصق بمستشفى الزقازيق الجامعي في حالة نادرة.. واستعداد لجراحة دقيقة

الأسباب الشائعة لأمراض الصمامات

تشمل الأسباب التي تضر بصمامات القلب، حسب د. هاني القاضي:

  • الحمى الروماتيزمية: أحد الأسباب التقليدية في الدول النامية.
  • تكلس الصمامات مع تقدم العمر.
  • العيوب الخلقية عند الولادة.
  • التهابات بكتيرية أو فيروسية في القلب.
  • الضغط الشرياني المرتفع أو أمراض الشرايين التاجية.

إقرأ هذا أيضًا: نجاح جديد بأكاديمية قلب المبرة: زرع صمام أورطي بتقنية “التافي” لمريضة سبعينية تعاني من إغماءات خطيرة

الأعراض التي يجب الانتباه لها

يوضح د. هاني أن أعراض أمراض صمامات القلب قد تتطور ببطء وتشمل:

  • ضيق التنفس عند المجهود.
  • التعب والإرهاق السريع.
  • ألم أو ضغط في الصدر.
  • تورم في القدمين أو البطن.
  • دوخة أو إغماء.

ويلفت النظر إلى أن بعض الحالات تظل صامتة لسنوات قبل أن تظهر الأعراض، لذا ينصح بالكشف الدوري خاصةً في حالة وجود عوامل خطورة.


التشخيص: خطوات دقيقة للوصول للحل

يعتمد تشخيص أمراض الصمامات على مجموعة من الفحوصات مثل:

  • رسم القلب الكهربائي (ECG).
  • الموجات فوق الصوتية (الإيكو) على القلب.
  • رسم القلب بالمجهود.
  • القسطرة القلبية التشخيصية.

ويؤكد د. هاني القاضي على أهمية التشخيص الدقيق لتحديد ما إذا كان العلاج الدوائي كافيًا، أو إذا كانت الحالة تحتاج لتدخل جراحي.


متى نلجأ لإصلاح الصمام؟

يفضل الإصلاح على الاستبدال كلما كان ذلك ممكنًا، حسب د. هاني القاضي، وذلك لأسباب منها:

  • الحفاظ على الصمام الطبيعي للمريض.
  • تقليل خطر التجلطات.
  • عدم الحاجة لاستخدام أدوية مميعة مدى الحياة.
  • نتائج أفضل على المدى الطويل.

وتكون فرص الإصلاح أعلى في صمام القلب التاجي، خاصة إذا تم التدخل مبكرًا.


متى نلجأ إلى استبدال الصمام؟

عندما يتعذر إصلاح الصمام، أو في حالة حدوث تكلس شديد أو تلف تام، يوصى بالاستبدال. ويوضح د. هاني أن هناك نوعين من الصمامات الصناعية:

  • صمام ميكانيكي: يدوم لعقود لكنه يتطلب تناول أدوية مميعة للدم باستمرار.
  • صمام نسيجي (بيولوجي): لا يحتاج لأدوية مميعة طويلة المدى، لكنه قد يحتاج للتبديل بعد 10-15 عامًا.

جراحة القلب المفتوح أم القسطرة؟

في السنوات الأخيرة، أصبح من الممكن علاج بعض أمراض الصمامات باستخدام القسطرة القلبية بدلًا من الجراحة، خاصة لدى كبار السن أو المرضى ذوي الخطورة العالية. من هذه الإجراءات:

  • TAVI (زرع الصمام الأورطي عبر القسطرة).
  • MitraClip لإصلاح الصمام التاجي.

ويوضح د. هاني أن القرار بين الجراحة والقسطرة يعتمد على تقييم شامل لحالة المريض.


بعد العملية: التعافي والمتابعة

يتعافى معظم المرضى خلال عدة أسابيع بعد الجراحة أو القسطرة. ويوصي د. هاني القاضي بضرورة:

  • متابعة الطبيب بانتظام.
  • الالتزام بالأدوية خاصة موانع التجلط إذا لزم الأمر.
  • الحفاظ على ضغط الدم ومستوى السكر.
  • ممارسة رياضة خفيفة حسب تعليمات الطبيب.
  • الالتزام بالتغذية الصحية.

هل يمكن الوقاية من أمراض الصمامات؟

يؤكد د. هاني أن بعض أسباب أمراض الصمامات يمكن الوقاية منها، مثل:

  • علاج التهابات الحلق البكتيرية لتفادي الحمى الروماتيزمية.
  • السيطرة على ضغط الدم والكولسترول.
  • الامتناع عن التدخين.
  • ممارسة الرياضة والابتعاد عن السمنة.
  • الاهتمام بصحة الأسنان لتقليل خطر الالتهابات البكتيرية القلبية.

نظرة مستقبلية: تطور العلاج والتقنيات

يشير د. هاني القاضي إلى أن طب جراحة القلب يشهد تطورًا سريعًا في مجال الأجهزة الذكية والصمامات القابلة للزرع عبر القسطرة، ما يفتح المجال لعلاج فئات جديدة من المرضى دون الحاجة لجراحة كبرى. ويظل التقييم الطبي الشخصي هو الركيزة الأساسية لاختيار العلاج الأمثل.


رسالة توعوية من د. هاني القاضي

يختتم د. هاني القاضي حديثه بالتأكيد على أن أمراض صمامات القلب يمكن التعايش معها عند اكتشافها مبكرًا وعلاجها بطريقة صحيحة. ويحث كل شخص يشعر بأعراض غير معتادة في التنفس أو النشاط أو ضغط الصدر أن يطلب الرعاية الطبية فورًا، فالاكتشاف المبكر يصنع فرقًا حقيقيًا في مسار العلاج.


 

 

جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى