د. ندى الحسيني: الدهون العنيدة: لماذا تفشل بعض المناطق في الاستجابة للرجيم؟

كتبت سعاد مصطفى

رغم الحميات الغذائية القاسية وممارسة التمارين بانتظام، يشتكي كثيرون من بقاء الدهون في مناطق معينة من الجسم، مثل البطن، الأرداف، الذراعين، أو أسفل الظهر. تُعرف هذه المناطق بـ”الدهون الموضعية” أو “الدهون العنيدة”، وهي مشكلة تؤرق النساء والرجال على حد سواء، وتؤثر على الرضا عن شكل الجسم رغم النجاح في فقدان الوزن العام.

طرحت منصة “طب توداي” هذا السؤال على د. ندى الحسيني، أخصائية التغذية العلاجية والتجميل غير الجراحي، والتي أوضحت أن هذه الظاهرة ليست وهمًا بصريًا، بل لها تفسيرات هرمونية وتشريحية وجينية دقيقة. وقالت: “ليس كل فقدان وزن يعني فقدانًا موحدًا للدهون، فبعض الخلايا الدهنية تقاوم التفريغ بشكل ملحوظ.”


🧬 ما هي الدهون الموضعية أو العنيدة؟

الدهون الموضعية هي تراكمات دهنية في مناطق محددة من الجسم، لا تستجيب بسهولة لخفض السعرات أو الرياضة العامة. وتتميز هذه الخلايا بأنها:

  • غنية بمستقبلات تخزين الدهون.
  • فقيرة بمستقبلات حرق الدهون (بيتا).
  • محمية بتدفق دم ضعيف، مما يصعب تحفيزها.

تشرح د. ندى أن “الهرمونات، خاصة الإستروجين والكورتيزول، تلعب دورًا كبيرًا في تحديد أين يخزن الجسم الدهون. النساء مثلًا أكثر عرضة لتراكم الدهون في الأرداف والفخذين بسبب تأثير الإستروجين.”


🍽️ لماذا لا يختفي الكرش رغم الرجيم؟

الدهون في منطقة البطن (الكرش) ترتبط ارتباطًا وثيقًا بهرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر. لذلك، حتى مع انخفاض السعرات، فإن وجود ضغط نفسي مستمر قد يمنع حرق الدهون في هذه المنطقة.

وتقول د. ندى: “المشي المنتظم وتقليل التوتر أحيانًا يكونان أكثر فاعلية من التمارين العنيفة في التخلص من الكرش العنيد.”


🏋️‍♀️ هل التمارين الموضعية تحرق الدهون الموضعية؟

الإجابة باختصار: لا.

فمثلًا، أداء تمارين البطن لن يؤدي بالضرورة إلى حرق دهون البطن. الجسم يحرق الدهون من مناطق متعددة حسب التوازن الهرموني والجيني، وليس من العضلة المستخدمة فقط. ومع ذلك، التمارين الموضعية تُفيد في تقوية العضلات تحت الدهون، مما يمنح مظهرًا مشدودًا عند فقدان الوزن.


🔬 متى نلجأ للحلول الطبية التجميلية؟

تشرح “نصائح طب توداي” أن الدهون الموضعية لا تعني السمنة المرضية، بل هي مشكلة تجميلية في أغلب الحالات. وتُستخدم تقنيات حديثة للتعامل معها، منها:

  • التجميد (الكرايو): تقنية تعتمد على تبريد الخلايا الدهنية حتى الموت الطبيعي.
  • الليزر البارد: يُضعف الخلايا الدهنية ويسهّل التخلص منها.
  • الموجات فوق الصوتية (الفيزر): تستهدف الدهون العنيدة دون جراحة.
  • الميزوثيرابي: حقن مواد تعمل على إذابة الدهون تدريجيًا.

وتقول د. ندى: “هذه التقنيات فعّالة نسبيًا بشرط الالتزام بالنظام الغذائي، وإلا عادت الدهون مرة أخرى.”


⚠️ من لا تناسبهم هذه العلاجات؟

  • من يعاني من سمنة عامة وليس موضعية فقط.
  • من لديهم أمراض جلدية نشطة أو التهابات في منطقة العلاج.
  • النساء الحوامل أو المرضعات.
  • مرضى اضطرابات المناعة أو التخثر.

توضح د. ندى أن الجلسات ليست بديلة عن نمط الحياة الصحي، وإنما مكمل له.


🧬 هل هناك علاقة بين الجينات وتوزيع الدهون؟

نعم، وتشير الأبحاث إلى أن بعض الأشخاص يمتلكون جينات تجعل أجسامهم تميل لتخزين الدهون في مناطق معينة، بصرف النظر عن الوزن العام. وغالبًا ما نرى هذا في العائلات، حيث يتشابه توزيع الدهون بين الأم وابنتها أو الإخوة.


🥦 التغذية الذكية لتقليل الدهون العنيدة

نصائح د. ندى الحسيني لمنصة طب توداي:

  • تناول البروتين بانتظام: يحافظ على الكتلة العضلية ويزيد من معدل الحرق.
  • تقليل السكريات البسيطة: لأنها ترفع الأنسولين الذي يساهم في تخزين الدهون.
  • شرب الماء بكثرة: يُحفز الكلى والكبد للتخلص من الدهون المذابة.
  • عدم تجاهل الدهون الصحية: مثل زيت الزيتون والمكسرات النيئة.
  • الصيام المتقطع أحيانًا: يُحسن حساسية الإنسولين ويحفّز حرق الدهون.

😴 النوم والدهون: علاقة خفية

قلة النوم تُربك هرمونات الشبع والجوع، وتزيد من الكورتيزول، وبالتالي تزيد فرص تراكم الدهون العنيدة، خاصة في البطن. النوم العميق والمبكر جزء من الحمية الناجحة أكثر مما يتصور الكثيرون.


✅ خلاصة “نصائح طب توداي”:

  • الدهون الموضعية ليست خرافة بل مشكلة حقيقية ترتبط بالجينات والهرمونات.
  • الرجيم وحده لا يكفي دائمًا، وقد تكون الحلول التجميلية خيارًا داعمًا.
  • نمط الحياة الصحي، خاصة النوم وتقليل التوتر، أساس في التعامل مع الدهون العنيدة.
  • لا حل سحري، بل توازن بين العلم والإرادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى