د. مها شكري: حين يفضل طفلك الجلوس بمفرده: الفرق بين الخجل والعزلة المرضية

كتبت رنا مهدي

يرى كثير من الآباء أن ميل الطفل للجلوس بمفرده أو اللعب وحده أمر طبيعي يعود لشخصيته الهادئة أو “خجله”، لكن ما يغيب عن البعض أن بعض هذه السلوكيات قد تكون مؤشرات مبكرة على الانسحاب الاجتماعي أو اضطرابات في التفاعل، وهو ما قد يؤثر لاحقًا على قدرته على تكوين علاقات أو النجاح في بيئات جماعية.

ولفهم الفروق الدقيقة بين الخجل الطبيعي والعزلة المقلقة، تواصلت منصة “طب توداي” مع د. مها شكري، أخصائية نفسية للأطفال، التي أكدت أن “العزلة المتكررة قد تكون صرخة صامتة من الطفل تشير إلى احتياج نفسي أو ضعف في المهارات الاجتماعية”.


🌱 الفرق بين الخجل والعزلة الاجتماعية

توضح د. مها شكري الفروق الجوهرية بين الحالتين:

السلوك خجل طبيعي عزلة اجتماعية مقلقة
يبدأ بالتفاعل مع الوقت نعم نادرًا ما يتغير دون تدخل
يستمتع بصحبة طفل واحد غالبًا نعم يتجنب اللعب مع أي أحد
يعبر عن رغبة بالمشاركة نعم لكنه متردد لا يظهر أي رغبة في التواصل
تظهر مع شخصيات معينة نعم (غرباء فقط مثلًا) في كل البيئات تقريبًا
يتطور مع العمر غالبًا يقل قد يزداد مع التقدم في السن

🧠 ما أسباب الانسحاب الاجتماعي عند الطفل؟

تعدد د. مها شكري أبرز الأسباب:

  1. القلق الاجتماعي: الطفل يخاف من تقييم الآخرين له.
  2. تجارب سلبية سابقة: مثل السخرية أو التنمر.
  3. نقص في المهارات الاجتماعية: لا يعرف كيف يبدأ الحديث أو اللعب.
  4. الانطوائية المفرطة بالفطرة.
  5. اضطرابات نمائية مثل التوحد أو اضطراب التواصل الاجتماعي.

⚠️ علامات تستدعي القلق

  • رفض دائم للمشاركة في أي نشاط جماعي.
  • عدم وجود أي أصدقاء حتى في الحضانة أو المدرسة.
  • الإصرار على البقاء وحده في كل الأوقات.
  • صعوبة في التواصل البصري أو البدء في الحديث.
  • اضطرابات في السلوك عند محاولة دمجه قسرًا.
  • قلق أو بكاء شديد قبل المناسبات الاجتماعية.

تقول د. مها شكري:

“العزلة ليست مجرد ميول شخصية دائمًا، أحيانًا هي آلية دفاع نفسي من طفل لا يشعر بالأمان أو لا يعرف كيف يتعامل مع من حوله.”


🛠️ كيف نساعد الطفل المنعزل اجتماعيًا؟

  1. عدم الضغط أو السخرية: لأن ذلك يزيد الانسحاب.
  2. تشجيعه على اللعب في بيئات مألوفة (المنزل، أحد الأقارب).
  3. استخدام اللعب الجماعي التدريجي (لعبة ثنائية ثم جماعية).
  4. القصص والألعاب التعبيرية: لتعليم التفاعل.
  5. الاشتراك في أنشطة يحبها: مثل الرسم أو الرياضة، وليس فقط لدمجه اجتماعيًا.
  6. جلسات تدريب على المهارات الاجتماعية مع أخصائي.

🧩 متى نحتاج لتقييم نفسي متخصص؟

تؤكد د. مها أن الاستشارة المتخصصة ضرورية إذا:

  • استمرت العزلة لأكثر من 6 شهور.
  • أثرت على التحصيل الدراسي أو المزاج العام.
  • ترافقها مشاعر حزن أو قلق شديد.
  • لاحظ الأهل أي علامات على اضطرابات النمو.

💬 دور الأهل في دعم الطفل:

  • كن مستمعًا جيدًا ولا تُقلل من مشاعره.
  • امدحه على أي محاولة اندماج حتى لو بسيطة.
  • لا تقارنه بأشقائه أو أصدقائه.
  • اجعل بيئة المنزل داعمة للحوار والمشاركة.
  • شاركه في أنشطة ترفيهية تبني ثقته بنفسه.

💡 خلاصة “طب توداي”:

الطفل الذي يفضل العزلة ليس دائمًا خجولًا، بل ربما يعاني من ضعف في الثقة بالنفس، أو قلق اجتماعي، أو نقص في التدريب الاجتماعي. والانتباه المبكر، وتقديم الدعم النفسي المناسب، يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا في مستقبل هذا الطفل الاجتماعي والدراسي.

حقوق النشر محفوظة لمنصة طب توداي، المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية.


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى