التدخين يسرّع تلف الأوعية الدموية وقد يؤدي لبتر الأطراف
كتبت - سلوى متولي

التدخين لم يعد خطرًا خفيًا، بل هو تهديد صريح لكل أجهزة الجسم، وعلى رأسها الجهاز الدوري والأوعية الدموية. فكل نفَس دخان تستنشقه لا يلوث الرئتين فقط، بل يمتد تأثيره السلبي إلى الشرايين والأوردة، مسبّبًا ضيقها وتصلبها على المدى الطويل.
تحذيرات من د. محمود السيد استشاري الأوعية الدموية
يؤكد د. محمود السيد، استشاري الأوعية الدموية، في تصريحات حصرية لمنصة “طب توداي”، أن التأثير السلبي للتدخين على الأوعية الدموية قد يظهر مبكرًا لدى بعض المدخنين، حتى دون وجود أمراض قلبية سابقة. ويضيف أن التدخين يُعد من أقوى العوامل المسببة لتصلب الشرايين وضعف الدورة الدموية، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات كارثية مثل القرح الطرفية أو حتى بتر الأطراف.
كيف يهاجم النيكوتين الأوعية الدموية؟
عند استنشاق دخان السجائر، يُمتص النيكوتين بسرعة في الدم، فيؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية نتيجة لتحفيز الجهاز العصبي السمبثاوي، مما يزيد من ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. ومع مرور الوقت، تفقد الأوعية مرونتها وتصبح أكثر عرضة للتصلب والانسداد.
تصلب الشرايين.. البداية الصامتة لنهاية خطيرة
يشرح د. محمود السيد أن تصلب الشرايين هو النتيجة الأشهر لتأثير التدخين المزمن على الأوعية الدموية. ويحدث ذلك عندما تتراكم الدهون والمواد الضارة في جدران الشرايين، مما يحد من تدفق الدم ويزيد من فرص الإصابة بجلطات قلبية أو دماغية، بل وحتى الذبحة الصدرية.
ضعف التروية الطرفية.. والقدم أول من يدفع الثمن
من أكثر المناطق تأثرًا بضعف الدورة الدموية الناتج عن التدخين هي الأطراف السفلية. كثير من المدخنين يعانون من آلام القدم أثناء المشي أو تأخر التئام الجروح، وهي أعراض تدل على نقص التروية الدموية. وفي بعض الحالات المتأخرة، قد يؤدي ذلك إلى الغرغرينا والبتر، خاصة لدى مرضى السكري.
التدخين والجلطات.. الرابط الخفي والخطير
يرفع التدخين من مستويات لزوجة الدم، ويزيد من استعداد الجسم لتكوين الجلطات داخل الشرايين، مما يضاعف فرص الإصابة بانسداد حاد في الشريان، قد يؤدي إلى موت جزء من العضو المصاب، سواء في المخ أو القلب أو القدم.
هل التدخين الإلكتروني أقل ضررًا على الأوعية؟
يرى د. محمود السيد أن فكرة استبدال السجائر بالتدخين الإلكتروني غير مجدية طبيًا، فالسجائر الإلكترونية تحتوي هي الأخرى على النيكوتين ومواد كيميائية تؤدي إلى نفس التأثير الانقباضي على الأوعية الدموية، ولا تُعد حلًا آمنًا كما يُروج لها.
النساء أكثر حساسية للتأثير الوعائي للتدخين
تشير الدراسات الحديثة إلى أن النساء المدخنات أكثر عرضة من الرجال لأمراض الأوعية الدموية، ويرتبط التدخين لديهن بمعدلات أعلى من جلطات الساق أو الذبحة القلبية المبكرة، خاصة في وجود موانع الحمل الهرمونية.
الإقلاع عن التدخين.. هل يعود الجسم كما كان؟
يوضح د. محمود السيد أن التوقف عن التدخين في وقت مبكر يقلل بشكل ملحوظ من فرص الإصابة بتلف الأوعية، ويمنح الجسم فرصة لترميم ما تلف. وتبدأ التحسينات الملحوظة في تدفق الدم بعد أسابيع قليلة من الإقلاع، كما ينخفض خطر الإصابة بالجلطات القلبية إلى النصف بعد عام واحد فقط.
خطوات فعالة لتحسين صحة الأوعية بعد الإقلاع
ينصح د. محمود السيد باتباع نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة، مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحرص على التحكم في ضغط الدم ومستويات الكوليسترول. هذه الخطوات تساعد على تحسين تدفق الدم وتمنع تفاقم التلف في الأوعية.
هل يمكن إنقاذ الأوعية المتضررة؟
في بعض الحالات المتقدمة، قد يحتاج المريض إلى تدخلات علاجية مثل القسطرة أو الجراحة لإزالة الانسدادات أو لتحسين التروية الدموية. لكن الوقاية بالإقلاع عن التدخين تظل الحل الأهم والأكثر فعالية.
جميع الحقوق محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط