د. محمد مجدي بدر: لماذا يعتبر الصيف خطيرًا على الجروح؟

كتبت سعاد مصطفى

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف ووصولها أحيانًا إلى مستويات قياسية، تتزايد المخاطر التي تهدد سلامة الجلد، خاصة في حال وجود جروح مكشوفة أو قرح غير ملتئمة. فحرارة الجو المرتفعة تُضعف قدرة الجلد على الالتئام، وتُشجع على نمو البكتيريا والميكروبات، ما قد يُحوّل الجرح البسيط إلى مشكلة صحية كبيرة، لا سيما لدى مرضى السكري أو كبار السن أو من يعانون من ضعف الدورة الدموية.

وقد أكد الدكتور محمد مجدي بدر، أستاذ جراحة الأوعية الدموية والقدم السكري، في تصريح خاص لمنصة طب توداي، أن “الصيف موسم محفوف بالمخاطر على أصحاب الجروح المزمنة، خاصةً من مرضى السكري. فالجروح في بيئة حارة ورطبة تُعد بيئة خصبة للبكتيريا، ما يضاعف احتمالات حدوث العدوى أو تأخّر الشفاء.”


لماذا يعتبر الصيف خطيرًا على الجروح؟

يشير د. محمد مجدي بدر إلى أن هناك عدة عوامل تجعل من حرارة الصيف عدوًا للجروح:

  • ارتفاع التعرّق يؤدي إلى تبلل الضمادات وتراكم البكتيريا.
  • الرطوبة العالية تُضعف الجلد المحيط بالجرح، ما يُعرضه للتشقق والعدوى.
  • ارتفاع درجة الحرارة يُسرّع من تكاثر الميكروبات على سطح الجرح.
  • إهمال التغيير المنتظم للضمادات بسبب السفر أو الانشغال في الأنشطة الصيفية.

الفئات الأكثر عرضة للخطر

يحذر د. بدر من أن بعض الفئات تحتاج إلى عناية مضاعفة بالجروح خلال الصيف، أبرزها:

  • مرضى السكري، وخصوصًا من يعانون من اعتلال الأعصاب الطرفية.
  • كبار السن.
  • مرضى الدوالي وضعف الدورة الدموية.
  • المصابون بجروح جراحية حديثة أو قرح ضغط.
  • العاملون في بيئات مفتوحة ومعرضة للشمس.

كيف تعتني بالجرح في الحر الشديد؟ خطوات عملية

يُقدم الدكتور محمد مجدي بدر مجموعة من الإرشادات الأساسية التي يجب اتباعها للحفاظ على الجرح نظيفًا وآمنًا في الأجواء الحارة:

1. تنظيف الجرح مرتين يوميًا على الأقل

باستخدام ماء فاتر ومحلول ملحي معقم (أو مطهر يوصي به الطبيب)، وتجفيفه بلطف بمناديل شاش معقمة.

2. استخدام الضمادات المخصصة لامتصاص الرطوبة

الضمادات الحديثة المضادة للبكتيريا تُعد خيارًا مثاليًا لمنع التعرق الزائد.

3. تجنب تعريض الجرح للشمس المباشرة

فالحرارة تؤدي إلى تمدد الأوعية وزيادة التورم، مما يبطئ عملية الالتئام.

4. الحفاظ على الجلد المحيط بالجرح

بترطيبه بكريمات مخصصة لمنع التشققات ومنع انتقال العدوى إلى المناطق السليمة.

5. ارتداء ملابس قطنية فضفاضة

لتقليل التعرق والاحتكاك، وخاصة في مناطق الفخذين أو القدمين.


متى يجب القلق؟

يشدد د. بدر على ضرورة مراجعة الطبيب فورًا إذا ظهرت أي من العلامات التالية:

  • احمرار متزايد حول الجرح.
  • رائحة كريهة.
  • إفرازات صفراء أو خضراء.
  • ارتفاع حرارة الجسم.
  • ألم مفاجئ في موضع الجرح.

ويضيف: “في فصل الصيف، لا ننتظر تطور الحالة، بل نتحرك فورًا مع أول علامة تشير إلى التهاب.”


القدم السكري والجروح في الصيف: تحدٍ مضاعف

مرضى السكري بشكل خاص، وفقًا للدكتور محمد مجدي بدر، يمثلون الفئة الأكثر حساسية تجاه الجروح. إذ أن ضعف الإحساس في الأطراف، وضعف التروية الدموية، وتباطؤ التئام الأنسجة، تجعل أي خدش بسيط في القدم يتحول إلى قرحة مزمنة قد تنتهي بمضاعفات خطيرة.

ولذلك يجب على مرضى القدم السكري الالتزام بـ:

  • الفحص اليومي للقدمين.
  • ارتداء الأحذية الطبية المغلقة جيدة التهوية.
  • تجنب المشي حافيًا خاصة في الأماكن الحارة أو الرملية.
  • ترطيب القدمين بكريمات غير دهنية، مع تجنب وضع الكريم بين الأصابع.
  • التوجّه الفوري للطبيب عند ظهور أي تغير غير مألوف.

نصائح “طب توداي” الذهبية للعناية بالجروح في الحر

  1. لا تستخدم مواد عطرية أو كحولية على الجرح.
  2. لا تترك الضمادة مبللة لفترة طويلة.
  3. لا تتعرض لماء البحر أو حمامات السباحة إذا كان الجرح مفتوحًا.
  4. لا تؤجل زيارة الطبيب إذا كنت مريضًا بالسكري أو لديك مشاكل في الأوعية الدموية.

العناية تبدأ من الوعي

يؤكد الدكتور محمد مجدي بدر أن العناية بالجروح، خاصة في الأجواء الحارة، تبدأ بالوعي، وليس فقط بالأدوية. فالفهم الجيد لمخاطر الإهمال، والالتزام بإجراءات النظافة، والمتابعة المنتظمة، يمكن أن يجنب المريض الدخول في دوامة العدوى والمضاعفات التي قد تصل للبتر – لا قدر الله – لدى أصحاب الحالات الحرجة.


جميع الحقوق محفوظة لمنصة طب توداي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى