د. محمد ثروت عمارة: 70٪ من المشاكل الجنسية تُحل بالحوار الصادق
كتبت - رحاب مجدي

في مجتمعاتنا العربية، ما زالت الصحة الجنسية بين الزوجين من الموضوعات التي تحاصرها المحاذير الاجتماعية والخجل، رغم أن غياب الحوار في هذا الملف الحساس قد يكون هو السبب الأول في فشل العلاقة الزوجية، بل وفي الإصابة بمشكلات نفسية وصحية قد تمتد لسنوات.
لكن هل المشاكل الجنسية دائمًا طبية؟ ومتى نلجأ للطبيب؟ وهل هناك فرق بين الضعف الجنسي وضعف التفاهم؟ وما تأثير القلق والاكتئاب على القدرة الجنسية لدى الزوج أو الزوجة؟
في هذا التقرير، نحاور الدكتور محمد ثروت عمارة، استشاري أمراض الذكورة والعقم والصحة الجنسية، لنفتح الملف بكل صراحة ووعي.
فقرات التقرير:
أولًا: لماذا الحديث عن الصحة الجنسية ضرورة؟
يقول د. محمد ثروت عمارة:
“الصحة الجنسية ليست رفاهية، بل جزء أصيل من الصحة العامة، تؤثر وتتأثر بها.”
ويُعرّفها بأنها “حالة من الراحة الجسدية والنفسية والاجتماعية في ما يتعلق بالحياة الجنسية، وليست مجرد غياب المرض أو العجز.”
ويشير إلى أن كثيرًا من الأزواج يعانون بصمت، ويؤخرون طلب المساعدة لسنوات، مما يؤدي إلى تعقيد المشكلة بدلًا من حلها.
ثانيًا: العلاقة بين النفس والجنس.. ارتباط لا يُنكر
أكثر من 60٪ من حالات الضعف الجنسي عند الرجال، وفقًا للدراسات، تكون ناتجة عن أسباب نفسية، مثل:
- القلق المزمن
- الاكتئاب
- الضغط العصبي في العمل أو الحياة
- ضعف الثقة بالنفس
- مشاكل زوجية عميقة
أما لدى النساء، فتتجلى في صورة برود جنسي أو عدم تقبل العلاقة، أو آلام مستمرة أثناء العلاقة دون أسباب عضوية واضحة.
ثالثًا: الخجل.. العدو الصامت للصحة الزوجية
يقول د. ثروت:
“الخجل الزائد في العلاقات الزوجية لا يُعد حياءً محمودًا، بل قد يكون حاجزًا يمنع التشخيص والعلاج.”
ويضيف أن الكثير من الأزواج يرفضون الحديث عن تفاصيل العلاقة الجنسية حتى للطبيب، مما يجعل الوصول للتشخيص الصحيح أكثر صعوبة.
رابعًا: متى نلجأ للطبيب؟
يؤكد الدكتور محمد ثروت أن هناك مؤشرات واضحة تستدعي مراجعة طبيب متخصص، مثل:
- استمرار ضعف الانتصاب أو القذف السريع لأكثر من 3 شهور
- ضعف الرغبة الجنسية بشكل غير معتاد
- آلام متكررة أثناء العلاقة
- برود جنسي متزايد بدون أسباب واضحة
ويوضح أن تأجيل التقييم الطبي قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة وتحولها من مشكلة مؤقتة إلى أزمة مزمنة.
خامسًا: العلاج.. نفسي أم دوائي أم مشترك؟
تُقسم العلاجات إلى:
- علاج نفسي: جلسات مع متخصصين لتحسين الثقة بالنفس وتجاوز القلق والخجل
- علاج دوائي: يشمل أدوية لتحسين الدورة الدموية أو التوازن الهرموني
- علاج مشترك: يشمل الزوجين معًا لتحسين التفاهم والتجاوب
ويحذر د. عمارة من استخدام الأدوية المحفزة بدون إشراف طبي، لما لها من آثار جانبية خطيرة.
سادسًا: هل الحوار بين الزوجين كافٍ أحيانًا؟
في بعض الحالات، لا تحتاج المشكلة إلا إلى جلسة حوار صريح بين الزوجين، لفهم احتياجات كل طرف وتوقّعاته.
ويضيف الدكتور محمد:
“الحديث الصادق قد يكون أول خطوات الشفاء، لكنه لا يغني عن التقييم الطبي إن وُجدت أعراض مستمرة.”
سابعًا: الدور المجتمعي والإعلامي
يوجه د. محمد ثروت عمارة رسالة إلى وسائل الإعلام ومنصات التثقيف الطبي:
“لا بد من تقديم محتوى مهني محترم عن الصحة الجنسية، يزيل الحرج ويشجع على التوعية والعلاج دون تهويل أو ابتذال.”
ثامنًا: كيف نحمي أنفسنا وعلاقاتنا؟
نصائح الدكتور محمد ثروت عمارة للحفاظ على الصحة الجنسية بين الزوجين:
- مارس نمط حياة صحي (رياضة، نوم، تغذية متوازنة)
- واجه مشاكلك النفسية مبكرًا
- لا تتردد في طلب المساعدة من طبيب متخصص
- احرص على الحوار الصادق والود المتبادل في العلاقة الزوجية
- تجنب المحتوى المضلل أو المبالغ فيه على الإنترنت
خلاصة التقرير:
الصحة الجنسية ليست موضوعًا نخجل منه، بل ركن أساسي من الاستقرار النفسي والعاطفي داخل أي علاقة زوجية.
وأي مشكلة قابلة للعلاج إذا تم التعامل معها بوعي واحترام وبدون خجل.