د. كريم الشافعي: احذر.. أمراض اللثة قد تؤدي إلى أزمات قلبية!

كتبت - سعاد حلمي

لطالما ظن الكثيرون أن صحة الفم محصورة في الأسنان واللثة فقط، لكن العلم الحديث أثبت أن الفم ليس بمعزل عن بقية الجسم، وخاصة القلب.

د. كريم الشافعي، استشاري أمراض القلب، يؤكد لمنصة طب توداي أن هناك علاقة وطيدة بين التهابات اللثة المزمنة ومشكلات القلب، وقد تكون العدوى البسيطة في الفم عاملًا محفزًا لنوبة قلبية مميتة.


الفم… مرآة لصحة القلب

ما لا يعرفه الكثيرون عن هذه العلاقة المعقدة

تشير الأبحاث الطبية إلى أن البكتيريا المسببة لالتهاب اللثة قد تدخل مجرى الدم وتصل إلى القلب، مسببة التهابات في بطانة الأوعية الدموية، بل وقد تساهم في تراكم الدهون داخل الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب التاجية.

د. كريم الشافعي يشير إلى أن بعض الدراسات وجدت أن مرضى اللثة المزمنة أكثر عرضة بنسبة 20% إلى 40% للإصابة بأمراض القلب.


التهابات اللثة… الخطر الخفي على الأوعية

عدوى الفم لا تتوقف عند حدود اللثة

عندما تُصاب اللثة بالتهاب مزمن، تنتج عن ذلك مواد التهابية مثل “البروتين المتفاعل C” (CRP) التي ترفع من مستوى الالتهاب في الجسم كله، بما في ذلك الشرايين المغذية للقلب.

هذا الالتهاب المزمن يضعف بطانة الأوعية الدموية، ويزيد من احتمالية ترسّب الكوليسترول وتكوين الجلطات.


البكتيريا الفموية وعلاقتها بجلطات القلب

كيف تنتقل العدوى من الفم إلى الشرايين؟

يوضح د. كريم الشافعي أن هناك أنواعًا من البكتيريا، مثل Streptococcus mutans وPorphyromonas gingivalis، يمكنها أن تدخل مجرى الدم من خلال نزيف اللثة، وتصل إلى القلب حيث تلتصق بجدران الأوعية أو بصمامات القلب التالفة، مسببة التهابات خطيرة مثل التهاب الشغاف القلبي.


من أمراض الفم إلى فشل القلب

الحالات المزمنة قد تتسبب بمضاعفات قلبية مهددة للحياة

إذا تُركت التهابات الفم دون علاج، فإن الاستجابة المناعية المستمرة قد تؤدي إلى:

  • زيادة ضغط الدم بسبب الالتهاب المزمن
  • تلف الأوعية الدموية الدقيقة المغذية للقلب
  • زيادة احتمال الإصابة بالرجفان الأذيني
  • ضعف عضلة القلب على المدى الطويل

وكلها عوامل تؤدي إلى خطر الإصابة بقصور القلب المزمن أو المفاجئ.


هل صحة الفم مهمة فقط لكبار السن؟

الخطر لا يفرّق بين الأعمار

يشير د. كريم الشافعي إلى أن هذه العلاقة بين الفم والقلب لا تقتصر على كبار السن. بل إن إهمال العناية بالفم في سن مبكرة قد يُهيئ بيئة التهابية مزمنة تؤثر لاحقًا على القلب، حتى وإن كانت بداياتها مجرد نزيف بسيط في اللثة.


الوقاية تبدأ من فرشاة الأسنان

نصائح عملية لحماية فمك وقلبك في آنٍ واحد

ينصح أطباء منصة طب توداي باتباع خطوات بسيطة لكنها فعّالة في الوقاية من أمراض الفم والقلب معًا:

  • غسل الأسنان مرتين يوميًا بمعجون يحتوي على الفلورايد
  • استخدام خيط الأسنان لتنظيف الفراغات
  • زيارة طبيب الأسنان كل 6 أشهر
  • التوقف عن التدخين
  • تقليل تناول السكريات والنشويات

ويشير د. كريم إلى أن صحة الفم ليست فقط للتجميل، بل هي إجراء وقائي لصحة الجسم كله، وعلى رأسه القلب.


الفئات الأكثر عرضة لخطر العلاقة بين الفم والقلب

من يجب أن ينتبه أكثر من غيره؟

بعض الأشخاص يحتاجون لعناية مضاعفة بصحة الفم، خاصة إذا كانوا:

  • مصابين بالسكري
  • لديهم أمراض قلبية سابقة
  • يعانون من نقص المناعة
  • خضعوا لجراحة استبدال صمامات قلبية
  • يتناولون أدوية مثبطة للمناعة أو لعلاج الضغط

هل يجب على مرضى القلب مراجعة طبيب الأسنان دوريًا؟

الإجابة: نعم.. وبدون تردد

ينصح د. كريم الشافعي مرضى القلب بعدم إهمال زيارات طبيب الأسنان، والتأكد من تعقيم أي إجراءات تُجرى داخل الفم، وخاصة قبل الخضوع لجراحات القلب أو استبدال الصمامات، حيث قد يؤدي انتقال العدوى من الفم إلى القلب إلى مشكلات خطيرة مثل التهاب الشغاف أو مضاعفات دموية.


هل هناك فحوصات خاصة للكشف المبكر؟

كشف التهابات الفم قد يُنقذ قلبك

هناك اختبارات بسيطة يمكن أن تكشف التهابات اللثة أو العدوى الفموية مبكرًا، مثل:

  • فحص الجيوب اللثوية (Periodontal probing)
  • اختبارات الدم لمستوى CRP (البروتين المتفاعل C)
  • اختبارات البكتيريا الفموية المتقدمة (DNA testing)
  • تصوير القلب بالرنين المغناطيسي إذا ظهرت أعراض مقلقة

نصيحة الختام من طب توداي

افحص فمك… لتحمي قلبك

يلخص د. كريم الشافعي نصيحته بالقول:
“لا يمكننا أن نغفل عن أن القلب يتأثر بما يحدث في الفم، فكل جهاز في الجسد مرتبط بالآخر. قد تبدأ المشكلة في سنّك… وتنتهي بجلطة في قلبك.”

🔒 حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
📌 منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى