د. عمرو عبد السلام: متى يصبح طنين الأذن خطرًا يستدعي التدخل؟

كتبت سارة محمود

يُعد طنين الأذن من الأعراض الشائعة التي يعاني منها ملايين الأشخاص حول العالم، وقد يتراوح بين صوت خافت لا يُلاحظ إلا في الهدوء، إلى ضجيج مزعج يؤثر على جودة الحياة. تختلف الأسباب والعلاجات، لكن ما يجمع المرضى هو ذلك الصوت المتكرر الذي لا يسمعه أحد سواهم.

وبحسب ما أوضح د. عمرو عبد السلام، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، لمنصة “طب توداي”، فإن الطنين لا يُعتبر مرضًا بحد ذاته، بل عرضًا يمكن أن يرتبط بمشكلات بسيطة كوجود شمع الأذن، أو خطيرة كفقدان السمع الحسي العصبي.


ما هو طنين الأذن؟

طنين الأذن هو إحساس بسماع صوت غير ناتج عن مصدر خارجي، وقد يكون على شكل صفير، أو رنين، أو طقطقة، أو نبض، في أذن واحدة أو كلاهما. وقد يظهر فجأة أو يتطور تدريجيًا، ويستمر لثوانٍ أو يلازم المريض بشكل دائم.


الأسباب المحتملة لطنين الأذن

  • تراكم شمع الأذن:
    يؤدي انسداد الأذن نتيجة الشمع إلى ضغط على طبلة الأذن، ما قد يسبب صوتًا داخليًا مزعجًا.
  • فقدان السمع المرتبط بالعمر أو الضوضاء:
    غالبًا ما يظهر الطنين بعد التعرض لأصوات عالية لفترات طويلة، أو بسبب التقدم في العمر وفقدان خلايا السمع.
  • التهابات الأذن الوسطى والداخلية:
    أي التهاب أو احتقان داخل الأذن قد يتسبب في تشويه الإشارات العصبية المرسلة للدماغ.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية:
    في بعض الحالات النادرة، قد يكون الطنين نابضًا ويشير إلى اضطراب في تدفق الدم داخل الأوعية القريبة من الأذن.
  • مشاكل الفك أو الرقبة:
    متلازمة المفصل الفكي الصدغي قد تسبب طنينًا بسبب قرب الأعصاب من الأذن الداخلية.

طنين الأذن ليس دائمًا مرضًا نفسيًا!

يخلط البعض بين الطنين والهلوسة السمعية، لكن الحقيقة أن الطنين ظاهرة عصبية/سمعية حقيقية، تنشأ غالبًا بسبب تغيرات في مسار السمع أو الإشارات الدماغية، وقد يُضاعفها التوتر والقلق.


أنواع طنين الأذن

  • طنين ذاتي: يسمعه المريض فقط، وهو النوع الأكثر شيوعًا.
  • طنين موضوعي: يمكن أن يسمعه الطبيب باستخدام السماعة الطبية، وهو نادر، وقد يشير إلى مشكلة عضوية مثل تمدد وعائي أو تقلص عضلي.

متى يجب زيارة الطبيب؟

يجب التوجه فورًا إلى الطبيب إذا كان الطنين:

  • مفاجئًا ومصحوبًا بفقدان سمع
  • يظهر مع دوخة شديدة أو دوار
  • نابضًا ومتزامنًا مع ضربات القلب
  • يؤثر على التركيز أو النوم

كيف يتم التشخيص؟

يُجري الطبيب تقييمًا سريريًا يشمل:

  • فحص الأذن بمنظار الأذن
  • اختبارات السمع (Audiometry)
  • فحص التوازن إذا كان هناك دوخة
  • في بعض الحالات، يُطلب تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لاستبعاد مشاكل الأعصاب أو الأورام الصغيرة

هل يمكن علاج طنين الأذن؟

يؤكد د. عمرو عبد السلام أن علاج الطنين يتوقف على السبب، فإذا كان ناتجًا عن التهاب أو شمع، يختفي مع العلاج. لكن في حالات فقدان السمع أو الأسباب العصبية، لا يوجد علاج شافٍ دائم، بل طرق للسيطرة عليه وتحسين جودة الحياة.


خيارات العلاج المتاحة:

  • علاج السبب الأساسي: مثل إزالة شمع الأذن أو علاج الالتهاب.
  • المعينات السمعية: تساعد على تخفيف الطنين لدى من يعانون من ضعف السمع.
  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يقلل من التوتر والتفاعل النفسي مع الطنين.
  • مولدات الصوت: تصدر أصواتًا مهدئة تشتت الانتباه عن الطنين.
  • مكملات غذائية: مثل الزنك أو فيتامين ب12، في بعض الحالات.

التعايش مع الطنين: نصائح عملية

  • تجنب الصمت التام، وشغّل موسيقى هادئة أو صوت أبيض
  • مارس تمارين الاسترخاء بانتظام
  • تجنب الكافيين والتدخين والمنبهات
  • لا تستخدم سماعات الأذن بصوت عال
  • احصل على نوم منتظم ومريح

طنين الأذن لدى الأطفال: هل هو خطر؟

رغم ندرته، قد يظهر الطنين لدى الأطفال المصابين بالتهابات الأذن المتكررة أو مشاكل في قناة استاكيوس. ويجب فحص الطفل من قبل أخصائي أنف وأذن عند ملاحظة شكوى غير مفسرة.


التكنولوجيا تساعدك: تطبيقات صوتية لمواجهة الطنين

تتوفر تطبيقات على الهواتف الذكية تصدر أصواتًا هادئة تساعد في النوم أو التشتت عن الطنين. ومنها ما يحتوي على جلسات تأمل وتمارين تنفس.


مستقبل العلاج: هل من جديد؟

تُجرى حاليًا أبحاث لتطوير علاج دوائي يضبط الإشارات العصبية داخل الدماغ. كما يُدرس دور التحفيز الكهربائي للمخ في كسر الدائرة العصبية المسببة للطنين.


الخلاصة

طنين الأذن عرض مزعج لكنه ليس نهاية المطاف. عبر التشخيص الصحيح والعلاج المناسب، يمكن لمعظم المرضى التعايش معه وتقليل تأثيره على حياتهم اليومية.

🔹 حقوق النشر والطبع محفوظة لمنصة طب توداي.
🔹 منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى