د. شريف منصور: متى تكون عملية تحويل المسار حتمية؟
كتبت - هند علي

عملية تحويل مسار المعدة هي إحدى أشهر جراحات السمنة التي تهدف إلى تقليل امتصاص الطعام والسعرات الحرارية، من خلال تصغير حجم المعدة وتوصيلها مباشرة بالجزء الأوسط من الأمعاء الدقيقة، متجاوزة بذلك جزءًا كبيرًا من الجهاز الهضمي.
وتُعد هذه الجراحة خيارًا فعّالًا لفقدان الوزن على المدى الطويل، كما تساهم في علاج العديد من الأمراض المزمنة المرتبطة بالسمنة مثل السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وتكيس المبايض.
متى نلجأ إلى تحويل المسار؟ رأي الطبيب المختص
بحسب ما أوضحه د. شريف منصور، استشاري جراحات السمنة والمناظير لمنصة طب توداي، فإن تحويل المسار يُعتبر الحل النهائي للسمنة المفرطة عندما:
- يتجاوز مؤشر كتلة الجسم (BMI) 40
- أو يكون مؤشر كتلة الجسم بين 35 و40 مع وجود أمراض مزمنة مثل السكري أو انقطاع التنفس أثناء النوم
- بعد فشل الوسائل الأخرى مثل الحمية والرياضة والعلاج الدوائي
- وجود اضطرابات في امتصاص السكريات مثل الإدمان على الحلويات (Dumping Syndrome)
كيف تُجرى العملية؟ وماذا يحدث داخل الجسم؟
يتم إجراء العملية بالمنظار الجراحي تحت تخدير كلي، حيث يقوم الجراح بما يلي:
- قص المعدة لتصغير حجمها إلى حوالي 30 مل فقط
- تجاوز الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة (حوالي مترين) لمنع امتصاص معظم الطعام
- توصيل الجزء الصغير من المعدة بالأمعاء مباشرة
النتيجة؟ شعور أسرع بالشبع، وامتصاص أقل للسعرات، وبالتالي فقدان 60% إلى 80% من الوزن الزائد خلال أول عام بعد الجراحة.
تحويل المسار الكامل أم المصغر؟ الفروقات والاختيار المناسب
هناك نوعان رئيسيان:
- تحويل المسار الكلاسيكي (Roux-en-Y): وهو الأكثر شيوعًا عالميًا
- تحويل المسار المصغر (Mini Gastric Bypass): تقنية أحدث وأبسط، تستغرق وقتًا أقل في الجراحة
وأوضح د. شريف منصور أن النوع المصغر قد يناسب الحالات التي ترغب في خسارة سريعة للوزن، أو التي تعاني من مرض السكري، لكنه لا يُفضل لمن يعانون من ارتجاع مريئي شديد.
هل هناك مضاعفات محتملة؟ كيف يتم تجنبها؟
رغم أن تحويل المسار عملية فعالة، إلا أنها تحمل بعض المخاطر مثل:
- نقص الفيتامينات والمعادن بسبب قلة الامتصاص
- الإسهال أو الغثيان بعد تناول بعض الأطعمة
- “متلازمة التفريغ السريع” (Dumping Syndrome)
- قرحة في منطقة التوصيل
- انسداد الأمعاء (نادر)
ولتقليل هذه المخاطر، يشدد د. شريف منصور على ضرورة المتابعة المنتظمة بعد العملية وتناول المكملات الغذائية مدى الحياة.
ما الممنوع والمسموح بعد تحويل المسار؟
بعد العملية، يخضع المريض لنظام غذائي صارم يبدأ بـ:
- السوائل الصافية لمدة أيام
- ثم الانتقال إلى السوائل السميكة
- ثم الأطعمة اللينة
- وبعد أسبوعين إلى ثلاثة يبدأ الطعام العادي تدريجيًا
ويُمنع تمامًا:
- السكريات البسيطة
- الأطعمة المقلية والدسمة
- المشروبات الغازية
- الأكل بسرعة أو بكميات كبيرة
النتائج: هل يخسر المريض الوزن فعلاً؟
نعم، وأكد د. شريف منصور أن أغلب المرضى يفقدون:
- نحو 70% من الوزن الزائد خلال 12 إلى 18 شهرًا
- مع تحسن واضح في السيطرة على مرض السكري وارتفاع ضغط الدم
- واختفاء أو تحسن انقطاع التنفس الليلي بنسبة تفوق 90%
كما تُعد هذه العملية الأكثر نجاحًا في الاستمرار طويل الأمد مقارنة بجراحات أخرى مثل التكميم.
لمن لا تصلح عملية تحويل المسار؟
هناك فئات قد لا تكون مناسبة لها هذه الجراحة، منها:
- المرضى الذين يعانون من التهابات مزمنة في الجهاز الهضمي
- من لديهم اضطرابات نفسية حادة أو إدمان
- السيدات الحوامل أو الراغبات في الحمل في أول 12 شهرًا بعد الجراحة
- من لا يلتزمون بنمط حياة صحي أو بالمتابعة الطبية
هل يمكن الحمل بعد العملية؟
نعم، ولكن يُنصح بتأجيل الحمل لمدة 12 إلى 18 شهرًا بعد الجراحة، حتى يستقر الوزن وتعود نسب الفيتامينات والمعادن إلى مستواها الطبيعي.
وقد لوحظ تحسن الخصوبة بشكل كبير بعد فقدان الوزن، خصوصًا لدى النساء المصابات بتكيس المبايض.
خلاصة طبية
عملية تحويل المسار ليست رفاهية ولا وسيلة تجميلية، بل خيار علاجي دقيق يُنقذ حياة من يعانون من سمنة مرضية مزمنة.
لكن نجاحها لا يعتمد فقط على الجراحة، بل على التزام المريض بتغييرات دائمة في نمط حياته.
🛡 حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
📌 منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط.