د. أشرف عبدالرحمن: من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالزوائد القولونية؟
كتبت - منى عبد المنعم

الزوائد اللحمية في القولون هي نموات غير طبيعية تظهر على جدار القولون أو المستقيم، وتكون غالبًا حميدة في البداية، لكنها قد تتحول إلى خلايا سرطانية مع مرور الوقت، خاصة إذا تُركت دون متابعة أو استئصال.
تُكتشف الزوائد غالبًا خلال الفحوصات الدورية مثل منظار القولون، ولا تُسبب أعراضًا في أغلب الأحيان، لكن في بعض الحالات قد يصاحبها نزيف من فتحة الشرج أو تغيرات في حركة الأمعاء.
هل جميع الزوائد تستدعي الاستئصال؟
بحسب ما أوضحه د. أشرف عبدالرحمن، استشاري الجهاز الهضمي والمناظير، فإن قرار الاستئصال يعتمد على حجم الزائدة ونوعها وخصائصها الظاهرة تحت المنظار. الزوائد الكبيرة أو التي يُشتبه في كونها ما قبل سرطانية يتم إزالتها فورًا خلال المنظار الوقائي، بينما تُترك الزوائد الصغيرة جدًا للمتابعة إذا لم تُظهر خصائص مقلقة.
كيف يتم استئصال الزوائد؟ وهل يحتاج المريض إلى جراحة؟
في معظم الحالات، يتم استئصال الزوائد اللحمية باستخدام المنظار، وهي تقنية آمنة وفعالة لا تتطلب تدخلًا جراحيًا مفتوحًا. يقوم الطبيب بإدخال أنبوب رفيع ومرن مزود بكاميرا وأدوات دقيقة عبر فتحة الشرج، ويُحدد مكان الزائدة ويُزيلها باستخدام سلك كهربي أو أداة قطع صغيرة.
العملية نفسها تستغرق من 20 إلى 45 دقيقة في المتوسط، حسب عدد الزوائد ومكانها.
التخدير الكلي أم الموضعي؟ إليك الحقيقة الطبية
أوضح د. أشرف عبدالرحمن لمنصة طب توداي أن عملية استئصال الزوائد اللحمية بالقولون لا تتطلب غالبًا تخديرًا كليًا. يتم إجراؤها تحت مهدئات وريدية خفيفة أو تخدير موضعي، حيث يكون المريض مسترخيًا ولا يشعر بالألم لكنه يظل في حالة وعي جزئي.
في بعض الحالات الخاصة – مثل المرضى الذين لديهم خوف مفرط من الإجراءات الطبية أو من يعانون من مشاكل صحية معقدة – قد يُفضل الطبيب إجراء العملية تحت تخدير كلي، لكنه ليس الخيار الأول.
هل يشعر المريض بألم أثناء أو بعد العملية؟
المنظار والإجراء نفسه غير مؤلمين بفضل استخدام المهدئات. وقد يعاني المريض بعد العملية من انتفاخ خفيف أو تشنجات في البطن بسبب الهواء المستخدم أثناء الفحص، لكنها تزول خلال ساعات قليلة.
إذا كانت الزوائد كبيرة أو عميقة، فقد يوصي الطبيب بالراحة لبضعة أيام وتناول مسكنات خفيفة.
المضاعفات المحتملة بعد استئصال الزوائد
استئصال الزوائد القولونية إجراء آمن جدًا إذا أُجري على يد طبيب مختص وفي مركز مجهز. ومع ذلك، تبقى هناك احتمالية نادرة لبعض المضاعفات مثل:
- نزيف بسيط بعد العملية (وغالبًا يُوقف تلقائيًا)
- حدوث ثقب في جدار القولون (نادر جدًا)
- التهابات موضعية
وتقل هذه الاحتمالات عند المتابعة الطبية الدقيقة.
هل يحتاج المريض للبقاء في المستشفى بعد العملية؟
في غالب الحالات، يُسمح للمريض بمغادرة المستشفى في نفس اليوم بعد مراقبته لعدة ساعات. أما إذا تم استخدام تخدير كلي، فقد يُطلب من المريض المبيت ليلة واحدة للمتابعة والاطمئنان.
كيف يستعد المريض قبل المنظار؟
التحضير الجيد هو مفتاح نجاح الاستئصال. يشمل التحضير:
- الصيام لمدة 8 ساعات على الأقل
- تناول أدوية ملينة قبل المنظار لتنظيف القولون تمامًا
- الامتناع عن تناول أدوية معينة (مثل مضادات التجلط) إذا نصح الطبيب
المتابعة بعد الاستئصال: هل من الضروري إعادة المنظار؟
بعد إزالة الزوائد، يُوصى عادةً بإجراء منظار متابعة بعد 3 إلى 5 سنوات، خاصة إذا كانت الزوائد كبيرة أو متعددة أو ذات خصائص غير طبيعية.
تساعد المتابعة المنتظمة على منع عودة الزوائد أو اكتشافها في مراحل مبكرة قبل أن تتحول إلى أورام.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالزوائد القولونية؟
تشير الدراسات الحديثة إلى أن بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة، ومنها:
- الأشخاص فوق سن الخمسين
- من لديهم تاريخ عائلي لسرطان القولون
- مرضى السمنة أو السكري
- من يتبعون نظامًا غذائيًا منخفض الألياف
- المدخنون أو من يفرطون في شرب الكحول
ولهذا، يُعد منظار القولون الدوري أمرًا ضروريًا للوقاية والكشف المبكر.
هل هناك بدائل للاستئصال بالمنظار؟
في معظم الحالات، لا يُنصح بأي بديل آخر، لأن المنظار هو الوسيلة الأحدث والأكثر أمانًا وفاعلية. أما في حالات نادرة للغاية – مثل الزوائد التي لا يمكن الوصول إليها بالمنظار أو تحولت إلى سرطان – قد يلجأ الأطباء إلى الجراحة التقليدية.
نصيحة الطبيب: لا تهمل الزوائد حتى وإن كانت حميدة
ينصح د. أشرف عبدالرحمن كل من يكتشف زوائد لحمية خلال الفحوصات ألا يتجاهلها، حتى لو كانت صغيرة أو حميدة. “التحول من زائدة حميدة إلى ورم سرطاني قد يحدث بصمت“، كما قال، لذا فإن الاستئصال المبكر ومتابعة الطبيب ضروريان للحماية طويلة الأمد.
خلاصة التقرير
استئصال الزوائد اللحمية في القولون إجراء بسيط وآمن، لا يتطلب في معظم الحالات تخديرًا كليًا أو جراحة مفتوحة، ويتم عبر المنظار مع مهدئ خفيف. والأهم من ذلك أن هذه الخطوة تحمي المريض من تطور الزوائد إلى أورام خبيثة في المستقبل.
🛡 حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
📌 منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط.