د. أسامة خطاب: المناظير الطبية.. ثورة الجراحة الآمنة في القرن الـ 21

كتبت - هبة رؤوف

لم تعد كلمة “جراحة” تعني اليوم بالضرورة غرفة عمليات كبيرة، شق بطني طويل، أو أيامًا في العناية المركزة. في السنوات الأخيرة، تغيّرت المعايير الطبية بفضل التقدم الكبير في تقنيات المناظير الجراحية، والتي أصبحت الحل الأمثل لمجموعة واسعة من الحالات التي كانت تتطلب في الماضي عمليات معقدة وطويلة. وبينما لا تزال الجراحة العامة تحتفظ بمكانتها في التعامل مع الكثير من الحالات الطارئة والمعقدة، إلا أن دخول المناظير على الخط غيّر قواعد اللعبة، ورفع سقف الأمان والدقة وسرعة الشفاء للمريض.

ما الفرق بين الجراحة العامة والجراحة بالمنظار؟

يوضح الدكتور أسامة خطاب، استشاري الجراحة العامة والمناظير، أن الجراحة العامة هي المصطلح الواسع الذي يشمل التعامل مع العديد من الأمراض والإصابات التي تتطلب تدخلاً جراحيًا، مثل الفتق، الزائدة الدودية، مشاكل المعدة والأمعاء، الأورام، وغيرها. أما الجراحة بالمنظار، فهي تقنية تُستخدم في إجراء العمليات الجراحية دون الحاجة إلى شقوق كبيرة، باستخدام أدوات دقيقة وكاميرا فيديو تنقل صورة مباشرة للأعضاء الداخلية على شاشة خارجية.

يقول الدكتور خطاب:
“المنظار أحدث نقلة نوعية في عالم الجراحة. نحن الآن قادرون على استئصال الزائدة أو علاج فتق أو إزالة مرارة دون أن نترك للمريض سوى 3 ثقوب صغيرة فقط.”

متى نلجأ للجراحة؟ ومتى يكفي المنظار؟

يؤكد الدكتور أسامة أن القرار لا يُتخذ بناءً على رغبة المريض فقط، بل حسب طبيعة الحالة، ومدى تعقيدها، وتوافر الإمكانيات. هناك حالات يكون المنظار هو الخيار الأفضل، مثل:

  • استئصال الزائدة الدودية
  • إزالة المرارة (بسبب الحصوات أو الالتهاب المزمن)
  • علاج بعض أنواع الفتق (مثل الفتق الإربي)
  • فحص البطن في حالات الألم الغامض
  • بعض جراحات النساء (مثل أكياس المبيض)

لكن هناك حالات تستدعي التدخل بالجراحة المفتوحة التقليدية، مثل النزيف الحاد، الأورام الكبيرة، أو في حال وجود مضاعفات تمنع استخدام المنظار.

ما المميزات التي تجعل المنظار أفضل؟

تشير الإحصائيات الحديثة إلى أن الجراحة بالمنظار تقلل من فترة البقاء في المستشفى بنسبة تصل إلى 70% مقارنة بالجراحة التقليدية. ويوضح د. أسامة خطاب أن هناك عدة مزايا رئيسية:

  • ألم أقل بعد العملية
  • ندبات صغيرة وغير ظاهرة
  • فرصة أقل للعدوى
  • عودة أسرع للحياة الطبيعية
  • تأثير نفسي أقل على المريض

ما الحالات الأكثر شيوعًا في الجراحة العامة؟

يضيف الدكتور أسامة أن قسم الجراحة العامة لا يزال يشهد توافد الكثير من الحالات اليومية، وأبرزها:

  • الفتق بأنواعه (السري، الإربي، الجراحي)
  • الزائدة الدودية
  • انسداد الأمعاء
  • الخراجات والتجمعات الصديدية
  • النزيف الداخلي
  • الأورام الحميدة والخبيثة

ويؤكد أن سرعة التشخيص والتدخل المناسب هي الفارق بين مضاعفات خطيرة وشفاء كامل في وقت قياسي.

هل كل المستشفيات مؤهلة للمناظير؟

للأسف لا، بحسب الدكتور أسامة، حيث تحتاج الجراحة بالمنظار إلى:

  • فريق جراحي مدرب خصيصًا
  • أجهزة حديثة ومتطورة
  • بروتوكولات تعقيم دقيقة
  • توافر التخدير المناسب وفرق العناية المركزة

ما الذي يجب أن يعرفه المريض قبل اتخاذ قرار العملية؟

يشدد الدكتور أسامة خطاب على أهمية الشفافية بين الطبيب والمريض. يجب أن يسأل المريض عن:

  • البدائل الممكنة
  • مدة العملية ومخاطرها
  • طريقة التخدير
  • فترة النقاهة
  • احتمالية العودة إلى العمل

ويؤكد أن استفسارات المريض وقلقه أمر طبيعي ومطلوب، ويجب أن يجد من طبيبه إجابة واضحة ودقيقة.

الجراحة ليست دائمًا آخر الحلول

من المهم التنويه، بحسب الدكتور أسامة، أن ليس كل ألم في البطن أو ورم ظاهر يستدعي جراحة. بل كثير من الحالات يتم علاجها بالأدوية أو بإشراف المتابعة الطبية. لذا فإن الفحص الإكلينيكي والتحاليل هو ما يحدد القرار النهائي.


الخلاصة:

الجراحة العامة والمناظير ليست فقط تطورًا في الشكل، بل نقلة في مضمون التعامل مع الأمراض. وبتزايد الوعي لدى المريض، وتطور إمكانيات المستشفيات، أصبحت الجراحة الآن أكثر أمانًا وفاعلية. المهم أن نثق في الطبيب، ونطلب الرأي الصحيح في الوقت الصحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى