د. أحمد عبد الحميد يوضح كيف يتعامل المريض مع فقدان البصر التدريجي

كتب/ سامح عبد الله

فقدان البصر التدريجي هو تجربة صعبة قد يمر بها بعض الأشخاص نتيجة أمراض مزمنة أو حالات وراثية أو إصابات معينة. هذه الحالة لا تحدث فجأة، بل تتطور على مدى شهور أو سنوات، مما يمنح المريض وقتًا للتأقلم واتخاذ خطوات للتكيف مع التغيرات البصرية التي يواجهها. التحدي الحقيقي هنا ليس فقط في الجانب الطبي، بل في الجانب النفسي والاجتماعي أيضًا.

وبحسب ما أكده د. أحمد عبد الحميد استشاري طب وجراحة العيون لمنصة طب توداي، فإن التأقلم المبكر مع هذه التغيرات يمنح المريض فرصة للاستمرار في ممارسة حياته بأكبر قدر ممكن من الاستقلالية، ويساعده على تجنب العزلة والاكتئاب المرتبطين بفقدان القدرة البصرية.


التعرف على المراحل المبكرة

غالبًا ما يلاحظ المريض بعض العلامات المبكرة لفقدان البصر مثل صعوبة القراءة في الإضاءة المنخفضة أو ضعف التمييز بين الألوان أو تشوش الرؤية. هنا ينصح د. أحمد عبد الحميد بمراجعة طبيب العيون فورًا لتحديد السبب وإجراء الفحوص اللازمة، لأن التشخيص المبكر يمكن أن يبطئ تطور الحالة في بعض الأمراض مثل المياه الزرقاء أو اعتلال الشبكية السكري.

شاهد: الفحص الطبي قبل بداية العام الدراسي… كيف يكشف مشكلات النمو والسمع والنظر مبكراً؟.. لقاء مع د. عمرو عبد الوهاب بدير


الجانب النفسي: تقبل التغير

التأقلم مع فقدان البصر يبدأ بتقبل الوضع الجديد نفسيًا. كثير من المرضى يمرون بمراحل إنكار وغضب وحزن قبل أن يتقبلوا الواقع. الدعم النفسي من الأسرة والمختصين يلعب دورًا مهمًا في هذه المرحلة، إذ يساعد المريض على تجاوز الصدمة والبدء في التفكير بحلول عملية لمواصلة حياته.


التدريب على المهارات التعويضية

هناك العديد من التقنيات والأدوات التي تساعد المريض على التكيف مع ضعف النظر، مثل التدريب على استخدام اللمس والصوت للتعرف على الأشياء، أو الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية الناطقة. بعض المرضى يستفيدون من برامج إعادة التأهيل البصري التي توفرها مراكز متخصصة.


استخدام الوسائل المساعدة

من بين أهم خطوات التأقلم هو التعرف على الوسائل المساعدة مثل العدسات المكبرة، والتطبيقات الذكية التي تقرأ النصوص، وأجهزة تحديد المواقع الصوتية. يشير د. أحمد عبد الحميد إلى أن دمج هذه الوسائل في الحياة اليومية يمكن أن يرفع مستوى استقلالية المريض بشكل ملحوظ.


تعديل البيئة المنزلية

تهيئة المنزل لتناسب احتياجات الشخص ضعيف البصر أمر أساسي، مثل زيادة الإضاءة في أماكن القراءة والعمل، وتحديد أماكن ثابتة للأدوات الشخصية، واستخدام ألوان متباينة لتسهيل التمييز بين الأشياء.


الحفاظ على النشاط الاجتماعي

الانعزال الاجتماعي من أخطر تبعات فقدان البصر التدريجي، إذ قد يؤدي إلى الاكتئاب وفقدان الحافز. لذلك، ينصح الخبراء بضرورة الحفاظ على الروابط الاجتماعية والمشاركة في الأنشطة المناسبة، مثل مجموعات الدعم أو الدورات التدريبية المخصصة لضعاف البصر.


أهمية الفحوص الدورية

حتى مع فقدان جزء من القدرة البصرية، يظل الفحص الدوري للعين مهمًا لرصد أي تغيرات جديدة قد تحتاج إلى تدخل طبي، أو لتعديل الوسائل المساعدة وفقًا لاحتياجات المريض.


دور الأسرة في رحلة التأقلم

تعتبر الأسرة شريكًا أساسيًا في مساعدة المريض على التأقلم، من خلال الدعم النفسي، والمشاركة في تدريبات التأهيل، وتشجيع المريض على الاعتماد على نفسه قدر الإمكان، بدلًا من القيام بكل المهام نيابة عنه.


متى نبدأ التأقلم؟

يؤكد د. أحمد عبد الحميد أن التأقلم يجب أن يبدأ من اللحظة التي يدرك فيها المريض أن فقدان البصر لديه قد يكون دائمًا أو متزايدًا. البدء المبكر يمنح المريض وقتًا لتعلم المهارات الجديدة، والتعود على الأدوات المساعدة، والتكيف نفسيًا واجتماعيًا.

فقدان البصر التدريجي ليس نهاية الحياة النشطة والمستقلة، بل هو بداية لمرحلة جديدة تتطلب بعض التعديلات والمهارات. التأقلم المبكر، والدعم النفسي، واستخدام الوسائل المساعدة، يمكن أن يمنح المريض حياة مليئة بالإنجازات رغم التحديات.


حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى


شاهد: مشكلات النظر والسمع تسرق تركيز الأطفال وتُضعف تحصيلهم الدراسي.. د. عمرو عبدالوهاب بدير يوضح الأسباب والعلامات المبكرة وطرق الوقاية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى