د. أحمد شوقي: العلاج المناعي للأورام.. ثورة الطب الحديث في مواجهة السرطان

كتبت - شيرين مجدي

في العقود الماضية، ظل السرطان أحد أكثر الأمراض فتكًا وغموضًا، يتطلب علاجه إجراءات مرهقة مثل الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي. لكن مع تطور العلم، ظهر ما يُعرف بـ”العلاج المناعي”، ليقلب الموازين ويمنح الأمل لملايين المرضى حول العالم.
وفي حديث خاص لمنصة “طب توداي”، أوضح د. أحمد شوقي – استشاري علاج الأورام أن العلاج المناعي يمثل تحولًا جذريًا في طريقة التعامل مع الورم، حيث لا يهاجم الورم بشكل مباشر، بل يُحفز جهاز المناعة ليقوم بالمهمة بنفسه، ما يجعل العلاج أكثر ذكاءً وأقل ضررًا للخلايا السليمة.


🔹 ما هو العلاج المناعي؟

العلاج المناعي هو نوع من العلاجات البيولوجية التي تستخدم الجهاز المناعي للجسم لمحاربة السرطان. يعمل هذا النوع من العلاج من خلال تعزيز أو استعادة قدرة الجسم الطبيعية على التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها.

وتشمل أنواع العلاج المناعي الشائعة:

  • الأجسام المضادة وحيدة النسيلة
  • مثبطات نقاط التفتيش المناعية (مثل PD-1 وCTLA-4)
  • اللقاحات العلاجية
  • العلاج بالخلايا التائية المعدلة وراثيًا (CAR-T cells)

🔹 كيف يعمل العلاج المناعي؟

يشرح د. أحمد شوقي: “الخلايا السرطانية بارعة في التخفي عن جهاز المناعة، لكنها تترك إشارات مميزة. العلاج المناعي يتدخل لكشف هذه الإشارات أو لتقوية الخلايا التائية حتى لا تنخدع بهذه الحيل، ويُعيد توجيه جهاز المناعة لاعتبار الورم هدفًا يجب تدميره”.

في بعض الحالات، يُستخدم العلاج المناعي لرفع استجابة الجهاز المناعي للعلاج الكيماوي أو الإشعاعي.


🔹 أنواع الأورام التي تستجيب للعلاج المناعي

لا يستجيب كل أنواع السرطان للعلاج المناعي، لكن هناك أنواع أظهرت تحسنًا ملحوظًا، منها:

  • سرطان الجلد الميلانيني (Melanoma)
  • سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة
  • سرطان المثانة
  • سرطان الكلى
  • بعض أنواع سرطان الثدي ثلاثي السلبية

ويجري حاليًا تطوير بروتوكولات تشمل أنواعًا إضافية من الأورام في مراحل التجارب السريرية.


🔹 مزايا العلاج المناعي

يشير د. أحمد شوقي إلى أن العلاج المناعي يحمل العديد من الفوائد مقارنة بالطرق التقليدية، منها:

  • لا يهاجم الخلايا السليمة مثل العلاج الكيميائي.
  • يملك القدرة على تذكر الخلايا السرطانية لمنع عودتها (ذاكرة مناعية).
  • يُقلل من تكرار الإصابة مقارنة ببعض العلاجات الأخرى.
  • أقل تأثيرًا على جودة الحياة.

🔹 هل العلاج المناعي بديل عن العلاج الكيميائي؟

الإجابة بحسب د. أحمد شوقي: “ليس في جميع الحالات. أحيانًا يُستخدم العلاج المناعي وحده، وأحيانًا ضمن خطة علاجية مشتركة مع الكيميائي أو الإشعاعي، خصوصًا في السرطانات المتقدمة. يجب أن تُحدد الحالة بدقة بناءً على الفحوصات الجينية والنسيجية للورم”.


🔹 الآثار الجانبية للعلاج المناعي

رغم كونه أكثر أمانًا، إلا أن العلاج المناعي قد يسبب بعض المضاعفات المناعية مثل:

  • التهاب الجلد أو الأمعاء أو الكبد
  • التعب الشديد
  • الحمى
  • مشاكل في الغدة الدرقية
  • التهابات في الرئتين (نادرة)

يؤكد د. شوقي أن هذه الأعراض تُدار بسهولة عند اكتشافها مبكرًا، ولهذا تُجرى المتابعة الدقيقة طوال فترة العلاج.


🔹 لماذا لا يصل العلاج المناعي للجميع؟

رغم فعاليته، لا يُتاح العلاج المناعي لجميع المرضى بسبب:

  • ارتفاع التكلفة
  • نقص المراكز المتخصصة في بعض الدول العربية
  • عدم توفّر الفحوصات الجينية اللازمة لتحديد الاستجابة
  • وجود أمراض مناعية مزمنة لدى بعض المرضى تمنع استخدامه

🔹 مستقبل العلاج المناعي في الوطن العربي

بحسب منصة “طب توداي”، تشهد بعض المراكز في مصر والإمارات والسعودية تطورات واعدة في تقديم العلاج المناعي لمرضى السرطان، مع جهود حكومية ومجتمعية لخفض التكاليف ودمج هذا العلاج في منظومات التأمين الصحي.

ويضيف د. شوقي: “في السنوات القادمة، سنشهد توسعًا أكبر في استخدام العلاج المناعي بفضل البحوث الإكلينيكية والتقنيات الجينية الحديثة. هو المستقبل الحقيقي لعلاج الأورام.”


🔹 كلمة أخيرة من الطبيب

ينهي د. أحمد شوقي حديثه لمنصة “طب توداي” بنصيحة واضحة:

“لا تتردد في طلب رأي طبي ثانٍ عند تشخيص السرطان. العلاجات تتطور بسرعة، وقد تكون خيارات العلاج المناعي متاحة لك دون أن تعلم. المعرفة والوعي هما أول أسلحة الشفاء.”


🟢 حقوق النشر محفوظة لمنصة طب توداي
🟢 منصة طب توداي هي المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى