تمارين منزلية لعلاج دوخة الأذن الداخلية

يعاني كثير من الناس من نوبات مفاجئة من الدوار عند تغيير وضعية الرأس أو النهوض من الفراش، ويظن البعض أنها ناتجة عن انخفاض ضغط الدم أو إرهاق. لكن الحقيقة أن هناك نوعًا شائعًا من الدوار يُعرف باسم دوار الوضعة الانتيابي الحميد (BPPV)، وهو اضطراب في الأذن الداخلية يصيب التوازن بشكل مؤقت، لكنه قد يكون مزعجًا للغاية.
وفي حديث لـ منصة طب توداي، يؤكد د. هشام الحسيني، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، أن هذا النوع من الدوار يمكن تشخيصه وعلاجه بسهولة إذا تم الانتباه لأعراضه بدقة.

ما هو دوار الوضعة الانتيابي الحميد؟

هو نوع من الدوار ينتج عن حركة غير طبيعية لبلورات الكالسيوم الصغيرة داخل القنوات الهلالية في الأذن الداخلية، والتي تتحكم في التوازن. عند تغيير وضعية الرأس، تنتقل هذه البلورات بشكل غير طبيعي، ما يؤدي إلى إرسال إشارات خاطئة للدماغ بوجود حركة وهمية، فيشعر الشخص بأن الأرض تدور من حوله.

يقول د. هشام الحسيني:

“رغم الاسم الطويل، إلا أن دوار الوضعة هو أكثر أنواع الدوار شيوعًا، ويحدث نتيجة سبب ميكانيكي بحت في الأذن، لا علاقة له بأمراض الأعصاب أو القلب كما يظن البعض”.

ما الذي يسبب هذا الدوار؟

السبب المباشر هو تحرّك بلورات الكالسيوم من أماكنها الطبيعية في “الكييس” إلى داخل القنوات الهلالية.
لكن ما يحرّك هذه البلورات؟ تشمل الأسباب:

• إصابة بالرأس (حتى لو كانت بسيطة).
• التقدّم في العمر (شائع فوق سن 50).
• التهابات الأذن الداخلية.
• بعد عمليات جراحية في الأذن أو الأسنان.
• في بعض الحالات، لا يوجد سبب واضح.

كيف يظهر الدوار؟ الأعراض المميزة

• نوبات دوار شديدة عند تغيير وضعية الرأس (كالانحناء، أو الاستلقاء، أو الالتفاف أثناء النوم).
• شعور بأن الغرفة تدور أو تهتز.
• يستمر الدوار عادة من ثوانٍ إلى دقيقة فقط.
• غثيان أو رغبة في التقيؤ.
• اضطراب توازن مؤقت.
• في بعض الحالات: رأرأة العين (حركة لا إرادية للعينين أثناء النوبة).

متى يجب القلق؟

يشير د. هشام الحسيني إلى أن دوار الوضعة عادة لا يسبب صداعًا أو ضعفًا في الأطراف أو فقدانًا للوعي.
إذا ظهرت هذه الأعراض مع الدوار، فقد تكون الحالة متعلقة بمشكلة في المخ أو الأعصاب، وليس في الأذن، وهنا يجب زيارة الطبيب فورًا.

كيف يتم تشخيص دوار الوضعة الانتيابي الحميد؟

يتم التشخيص غالبًا في العيادة عبر:

• اختبار ديكس-هولبايك (Dix-Hallpike Test): يقوم الطبيب بتحريك رأس المريض في اتجاه معين لملاحظة حدوث الدوار وحركات العين.
• لا يحتاج المريض غالبًا إلى أشعة أو رنين مغناطيسي، إلا إذا كانت هناك أعراض غير نمطية.

هل هناك علاج فعال؟ نعم… خلال دقائق

العلاج لا يعتمد على الأدوية، بل على مناورات علاجية تُجرى في العيادة، تهدف إلى إعادة بلورات الكالسيوم إلى مكانها الطبيعي، وأشهرها:

1. مناورة إيبلي (Epley Maneuver):

• تُعد الأكثر فاعلية.
• يتم فيها تحريك رأس المريض في اتجاهات محددة خلال دقائق.
• يشعر المريض براحة فورية بعد الجلسة في 80-90% من الحالات.

2. تمارين منزلية:

• مثل تمارين “براندت داروف” لتحسين التوازن.

3. العلاج الدوائي المؤقت:

• مضادات دوار (مثل بيتاهيستين أو ميكليزين) لتقليل الأعراض فقط، لكنها لا تُعالج السبب.

هل يعود الدوار مرة أخرى؟

نعم، قد تعود الحالة في بعض المرضى، خاصة مع التقدم في العمر، لكن تكرار المناورات العلاجية يُعيد السيطرة على الحالة بسهولة.

يقول د. هشام الحسيني:

“الدوار الذي يوقظك من النوم ليس علامة على سكتة دماغية، بل غالبًا هو دوار الوضعة الحميد، ويمكن علاجه ببساطة دون تدخل جراحي”.

هل يمكن الوقاية من تكرار الحالة؟

تنصح منصة طب توداي باتباع هذه الإرشادات:

• تجنب الحركات المفاجئة للرأس.
• النوم بزاوية مريحة وتجنب الوسائد العالية.
• تجنب النوم على الجانب المصاب.
• عدم الانحناء السريع أو رفع الرأس لأعلى بشكل مفاجئ.
• المتابعة مع الطبيب المختص في حال تكرار الحالة.

الفرق بين دوار الوضعة وأنواع أخرى من الدوار

في الختام

دوار الوضعة الانتيابي الحميد، رغم كونه مزعجًا، إلا أنه من الحالات القابلة للعلاج بسرعة وفعالية، دون الحاجة إلى أدوية أو جراحة. ويُشدّد أطباء الأنف والأذن في منصة طب توداي على أهمية عدم تجاهل نوبات الدوار المتكررة، وعدم الخلط بينها وبين حالات أخرى قد تكون أكثر خطورة. التشخيص السليم هو بداية الطريق إلى الشفاء.

حقوق النشر محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية