p { text-align: justify; }

دموعك مش ضعف… اعرف إزاي البُكا بينقّي عينك ويريّح قلبك

كتبت مي علوش

البكاء هو أحد أكثر السلوكيات الإنسانية تعبيرًا عن المشاعر، لكنه لا يقتصر فقط على الحزن أو الألم كما يظن البعض، بل هو استجابة فسيولوجية ونفسية لها فوائد متعددة تؤثر على الجسم والعقل معًا. يُعد البكاء آلية طبيعية للتنفيس، وقد أثبتت دراسات عديدة أن للدموع دورًا حيويًا في تنظيف العين وترطيبها، كما تساهم في تحسين الحالة النفسية وتخفيف التوتر.

يصدر البكاء من الإنسان منذ اللحظات الأولى من ولادته، وهو في بعض الحالات وسيلة تواصل قبل النطق بالكلمات، لكنه يبقى أيضًا وسيلة علاجية فعالة سواء من حيث الفوائد الجسدية أو النفسية.

تستعرض لكم طب توداي في هذا التقرير أهم الفوائد الصحية والنفسية للبكاء، وأهم النصائح المتعلقة بالتعامل معه كوسيلة تعبير وعلاج.

1- من الناحية الجسدية، البكاء يُنتج دموعًا تُعرف بـ”الدموع البازلة“، وهي مسؤولة عن تنظيف العين من الغبار والشوائب والبكتيريا، مما يحافظ على صحة القرنية ويمنع الالتهابات. كما تساهم هذه الدموع في ترطيب العين ومنع جفافها، خاصة عند التعرض للهواء الجاف أو الشاشات الإلكترونية لفترات طويلة.

2- من الناحية النفسية، يساعد البكاء في تخفيف التوتر والضغط النفسي. إذ تؤدي الدموع العاطفية إلى إفراز هرمونات مثل الأوكسيتوسين والإندورفين، وهي مواد كيميائية تساعد على تحسين المزاج وتخفيف الألم. لذلك يشعر الإنسان بعد البكاء بشيء من الارتياح والهدوء النفسي.

3- وسيلة للتواصل والتفريغ العاطفي، فالبكاء يُعد أداة تواصل صامتة تعبر عن مشاعر داخلية يصعب أحيانًا التعبير عنها بالكلمات. سواء في لحظات الحزن أو الفرح أو الخوف، يساعد البكاء في تفريغ تلك المشاعر وكسر حاجز الكبت الذي قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية على المدى الطويل.

4- تعزيز الدعم الاجتماعي، فقد أظهرت دراسات أن البكاء أمام الآخرين قد يزيد من التعاطف والدعم، ويعزز من الترابط الاجتماعي، حيث يُنظر إليه كعلامة على الصدق والضعف الإنساني الذي يحتاج إلى التفهم والمساندة.

5- مؤشر مهم على الحالة النفسية، ففي بعض الحالات، يكون البكاء المفرط أو المفاجئ علامة على وجود اضطرابات مثل الاكتئاب أو القلق المزمن، مما يستدعي التدخل النفسي أو الطبي. لذا من المهم الانتباه لتغير نمط البكاء واستشار الأخصائيين عند الضرورة.

في الختام، لا ينبغي النظر إلى البكاء كضعف، بل كوسيلة شفاء طبيعية خلقها الله للإنسان. ويمكن لكل شخص أن يستفيد منها جسديًا ونفسيًا إذا ما تعامل معها بطريقة صحية ومتزنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى