دكتور هشام النحاس: “التهاب شرايين القلب: العدو الخفي خلف نوبات الشباب المفاجئة”
كتبت - مها عوف

تصلب الشرايين لم يعد مرض الكبار فقط، بل بات اليوم عدوًا صامتًا يهدد الشباب والنساء غير المدخنين، بل وحتى الرياضيين أحيانًا. والمفزع في الأمر أن هذه الحالة تتطور دون أعراض واضحة في مراحلها الأولى، لتظهر فجأة على هيئة ذبحة صدرية أو جلطة قلبية مفاجئة.
في حوار خاص مع منصة “طب توداي”، يوضح الدكتور هشام النحاس، أستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين، أن تصلب الشرايين الصامت أصبح أحد أكبر التحديات الطبية في العصر الحديث، لأن المصابين به لا يدركون الخطر إلا بعد فوات الأوان.
ما هو تصلب الشرايين الصامت؟
تصلب الشرايين هو تراكم تدريجي للدهون والكوليسترول وخلايا مناعية على جدار الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى ضيق أو انسداد في الشرايين، وخاصة الشريان التاجي المغذي للقلب.
وعندما لا يصاحب هذا التصلب ألمًا في الصدر أو إرهاقًا واضحًا، يُطلق عليه “تصلب صامت”.
يقول د. هشام النحاس:
“قد تصل الشرايين إلى نسبة تضيق 70% دون أن يشعر المريض بأي أعراض، وحين تحدث النوبة القلبية تكون المفاجأة مدوية.”
من هم الأشخاص الأكثر عرضة؟
رغم أن التدخين والسكري والسمنة عوامل شهيرة، إلا أن هناك فئات تبدو صحية ومعرّضة بشدة للإصابة دون أن تدري، مثل:
- مرضى السكري من النوع الثاني حتى مع انتظام السكر.
- من لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب.
- الأشخاص الذين يعانون من الضغط المرتفع دون أعراض.
- من لديهم ارتفاع في الكوليسترول الضار (LDL).
- المدخنون السابقون أو من تعرضوا لتلوث بيئي مزمن.
لماذا هو صامت؟
لأن الجسم يستطيع تعويض تدفق الدم عبر أوعية بديلة لفترة طويلة، فلا تظهر الأعراض إلا حين يصل الانسداد إلى مرحلة متقدمة.
وقد تحدث جلطة مفاجئة بسبب تمزق جزء من اللويحة الدهنية داخل الشريان، دون أي إنذار سابق.
الأعراض المضلّلة
حتى حين تظهر بعض العلامات، فإنها غالبًا ما تُفسر بشكل خاطئ، مثل:
- ضيق تنفس خفيف أثناء صعود الدرج.
- تعب متكرر دون سبب واضح.
- ألم مبهم في الكتف أو الظهر أو الفك.
- اضطراب في النوم أو قلق بدون مبرر.
كيف نكتشفه مبكرًا؟
يشدد الدكتور هشام النحاس على أهمية الفحص الوقائي، خصوصًا بعد سن الأربعين، أو بعد سن الثلاثين إذا توفرت عوامل خطر. وتشمل أدوات التشخيص:
- رسم القلب بالمجهود.
- أشعة مقطعية على الشرايين التاجية (CT Coronary Calcium Score).
- موجات صوتية على القلب والأوعية (ECHO – Doppler).
هل يمكن عكس التصلب؟
الخبر السار أن التصلب في مراحله الأولى قابل للتراجع نسبيًا، بشرط الالتزام بخطة علاجية صارمة تشمل:
- خفض الكوليسترول الضار بالأدوية والحمية.
- السيطرة على السكري والضغط.
- ممارسة الرياضة المعتدلة.
- الإقلاع الكامل عن التدخين.
- استخدام أدوية تمنع تخثر الدم في بعض الحالات.
دور التغذية والرياضة
- تقترح الدراسات الحديثة أن النظام الغذائي المعتمد على النباتات يقلل من الالتهاب داخل الشرايين.
- ويُعتبر المشي السريع 30 دقيقة يوميًا من أقوى الوسائل لزيادة مرونة الأوعية الدموية.
الحالات الخاصة: النساء والشباب
تحذر الأبحاث الحديثة من إغفال خطر تصلب الشرايين لدى النساء، خاصة بعد انقطاع الدورة الشهرية، إذ تتغير نسب الهرمونات مما يزيد من التهابات الأوعية.
كما يبرز الإجهاد النفسي المزمن كعامل خطر متزايد لدى الشباب، حتى مع غياب العوامل التقليدية.
الوقاية هي العلاج
يختم الدكتور هشام النحاس حديثه بالقول:
“تصلب الشرايين ليس حتميًا، ويمكن تأجيله أو تجنبه، إذا بدأنا بالوعي المبكر والفحص المنتظم. العلاج يبدأ بالمعرفة، قبل أن يبدأ بالأدوية.”
منصة طب توداي: قلبك في أيدٍ آمنة
تسعى منصة “طب توداي” إلى تعزيز الوعي القلبي لدى الجميع، عبر مقالات موثقة ومقابلات مع نخبة أطباء القلب في العالم العربي، لتكون دليلك الأول لصحة قلبك.
حقوق النشر محفوظة لمنصة طب توداي
جميع الحقوق محفوظة © لمنصة طب توداي – المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية في تقديم المعلومة الطبية الموثوقة.