دكتور عمرو عبد الوهاب بدير: إزاي تعرفي إن كحة طفلك سببها نفسي
كتبت رنا مؤمن

السعال عند الأطفال هو أحد أكثر الأعراض التي تُقلق الأهل وتدفعهم لزيارة الطبيب.
لكن ماذا لو أخبرك الطبيب أن السعال ليس ناتجًا عن نزلة برد أو حساسية… بل عن سبب نفسي؟
في هذا التقرير، يوضح د. عمرو عبد الوهاب بدير، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، لمنصة “طب توداي”، الأسباب النفسية الكامنة خلف ما يُعرف بـ”السعال الكاذب”، وكيفية التفرقة بينه وبين السعال العضوي، وأفضل طرق التعامل مع الطفل في هذه الحالات.
ما هو السعال الكاذب عند الأطفال؟
السعال الكاذب أو ما يُعرف طبياً بـ “السعال النفسي”، هو سعال لا يرتبط بأي التهاب في الجهاز التنفسي أو مشكلة عضوية، بل يظهر نتيجة توتر نفسي، قلق، أو محاولة لجذب الانتباه.
ويحدث غالبًا عند الأطفال ما بين 5 إلى 12 عامًا، ويختفي أثناء النوم، ويزداد عندما يكون الطفل تحت ضغط نفسي أو داخل بيئة مليئة بالتوتر أو التغييرات.
كيف يميز الأطباء بين السعال النفسي والعضوي؟
يشير د. عمرو عبد الوهاب إلى أن التشخيص يعتمد على الاستبعاد أولًا، أي التأكد من عدم وجود:
- التهابات رئوية أو فيروسية
- حساسية صدر أو أنف
- ارتجاع معدي مريئي
- استنشاق جسم غريب
وبعدها، يبحث الطبيب في السجل النفسي والاجتماعي للطفل، ويلاحظ:
- أن السعال يزداد أمام الوالدين أو في المدرسة فقط
- ويختفي أثناء النوم
- ولا يسبب تعبًا أو ارتفاع حرارة أو تغير في الشهية
أبرز المواقف التي يظهر فيها السعال النفسي:
- عند ولادة أخ أصغر
- بعد دخول المدرسة أو تغييرها
- في حال الخلافات بين الوالدين
- عند التعرض للتنمر أو الإهمال
- بعد فقدان شخص عزيز
- في حالات انفصال الوالدين أو سفر أحدهما
هل هو تصنّع من الطفل؟
لا. يؤكد د. عمرو أن الطفل لا “يمثل”، بل يعبر عن ضغوطه بطريقته. فالجهاز العصبي للطفل يترجم المشاعر الداخلية إلى أعراض جسدية، منها السعال، ألم البطن، أو حتى القيء.
كيف يجب على الأهل التعامل مع السعال النفسي؟
- عدم التوبيخ أو التشكيك في الطفل
- تجنب التركيز الزائد على السعال أو تعظيمه
- ملاحظة وقت ظهوره، ومتى يختفي
- الحديث مع الطفل بلغة بسيطة عن مشاعره
- توفير جو عاطفي داعم وآمن في المنزل
- استشارة اختصاصي نفسي للأطفال عند الحاجة
هل يحتاج الطفل لأدوية؟
في أغلب الحالات، لا يحتاج الطفل لأي أدوية، بل قد يؤدي الإفراط في تناول الأدوية إلى مشاكل أخرى.
يؤكد د. عمرو أن الحل غالبًا يكون في:
- تعديل البيئة النفسية
- إشراك الطفل في أنشطة ممتعة
- جلسات علاج سلوكي بسيطة
- أحيانًا استخدام مهدئات طبيعية أو علاجات داعمة تحت إشراف طبيب
حالات تستدعي المتابعة النفسية:
- استمرار السعال لأكثر من شهر
- تأثيره على نوم الطفل أو دراسته
- ارتباطه بعوامل مثل التلعثم، التبول اللاإرادي، العزلة
- وجود تاريخ من الصدمات أو العنف الأسري
هل السعال النفسي خطير؟
غالبًا لا يكون خطرًا جسديًا، لكنه مؤشر على ضغط نفسي يحتاج لتفريغ ومعالجة.
وإهماله قد يؤدي إلى مشكلات أعمق مثل اضطرابات القلق، أو ضعف الثقة بالنفس، أو اضطرابات جسدية متكررة بدون سبب عضوي.
رسالة د. عمرو عبد الوهاب بدير عبر منصة طب توداي:
“السعال قد يكون لغة الطفل ليقول: أنا متضايق، أنا محتاج دعم. لا تتعاملوا معه كعرض بل كلغة تحتاج للإنصات، لا للعلاج فقط.”
جميع الحقوق محفوظة لمنصة طب توداي.
منصة طب توداي هي المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية.