دكتور علاء الدين مراد: كل ما يجب أن تعرفه المرأة عن تكيس المبايض

كتبت - ريهان عثمان

تكيس المبايض (Polycystic Ovary Syndrome – PCOS) لم يعد مصطلحًا غامضًا بين النساء في عصرنا الحالي، بل بات أحد أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعًا، مؤثرًا على نحو 1 من كل 10 نساء في سن الإنجاب حول العالم. تتنوع أعراضه وتتشابك آثاره بين ما هو جسدي ونفسي، حيث يؤثر على انتظام الدورة الشهرية، فرص الحمل، الوزن، الحالة النفسية وحتى مظهر البشرة والشعر.

في هذا التقرير، نسلّط الضوء على هذه المتلازمة المعقدة، من حيث أسبابها، طرق التشخيص، الخيارات العلاجية المتاحة، وكيفية التعامل معها على المدى الطويل.
وكان لـ”طب توداي” لقاء مع الدكتور علاء الدين مراد، استشاري النساء والتوليد والعقم والمناظير، الذي كشف لنا عن أبرز ملامح هذا الاضطراب، ومتى يجب أن تدق المرأة ناقوس الخطر.


ما هي متلازمة تكيس المبايض؟

متلازمة تكيس المبايض هي خلل هرموني مزمن يصيب النساء، يتمثل في اضطراب عملية التبويض، ووجود أكياس صغيرة متعددة على المبايض تظهر أثناء الفحص بالموجات فوق الصوتية.

يشير د. علاء الدين مراد إلى أن:

“المشكلة لا تكمن فقط في وجود الأكياس على المبيض، بل في الخلل الهرموني المرافق لها، حيث يزداد إفراز هرمون الذكورة (الأندروجين) مقارنة بهرمونات الأنوثة، مما يؤدي إلى اضطراب الدورة، وصعوبة الحمل، وظهور علامات ذكورية مثل الشعر الزائد وحب الشباب.”


الأعراض الأكثر شيوعًا

  1. عدم انتظام الدورة الشهرية أو غيابها لفترات طويلة.
  2. صعوبة الحمل نتيجة لغياب التبويض أو ضعفه.
  3. زيادة الوزن أو صعوبة فقدانه، خاصة في منطقة البطن.
  4. نمو شعر زائد في أماكن غير مألوفة مثل الوجه والصدر.
  5. حب الشباب ومشاكل البشرة.
  6. تساقط الشعر من الرأس أو ما يشبه الصلع الذكوري.
  7. تقلبات مزاجية واكتئاب.

ويؤكد الدكتور مراد أن:

“بعض السيدات قد لا يظهر عليهن أي أعراض سوى تأخر الحمل، لذلك من الضروري إجراء فحوصات دورية بمجرد الشك أو عند تأخر الإنجاب”.


الأسباب المحتملة لتكيس المبايض

لا يوجد سبب واحد معروف لهذه المتلازمة، ولكن يعتقد الأطباء أنها ترتبط بعدة عوامل، من بينها:

  • الوراثة: وجود تاريخ عائلي بالإصابة.
  • مقاومة الإنسولين: وهو ما يجعل الجسم يفرز المزيد من الأنسولين، مما يحفز المبايض على إنتاج الأندروجينات.
  • الخلل الهرموني: وخاصة في هرمونات LH وFSH وهرمون الذكورة.

طرق التشخيص

يتم التشخيص عادةً بناءً على ثلاثة معايير رئيسية:

  1. اضطراب أو انقطاع الدورة الشهرية.
  2. علامات سريرية أو مخبرية لزيادة الأندروجينات.
  3. مظهر المبيضين بالموجات فوق الصوتية (وجود 12 أو أكثر من البصيلات الصغيرة في كل مبيض).

ويوضح الدكتور علاء الدين مراد أن:

“من الخطأ الاعتماد فقط على الأشعة، فبعض النساء لديهن شكل مبيض متعدد الكيسات دون أي أعراض هرمونية أو اضطراب بالدورة. لذا يتم التشخيص بناءً على الدمج بين التاريخ المرضي، الفحوصات، والتحاليل الهرمونية”.


المضاعفات المحتملة في حال الإهمال

إهمال التعامل مع تكيس المبايض قد يؤدي إلى:

  • العقم أو تأخر الحمل.
  • الإصابة بـ سكري النوع الثاني.
  • ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
  • سماكة بطانة الرحم وزيادة خطر الإصابة بسرطان الرحم.
  • الاكتئاب واضطرابات القلق.

ويحذر د. علاء الدين مراد قائلاً:

“هذه المتلازمة لا تنتهي بانتهاء سن الخصوبة، بل ترافق السيدة طوال حياتها إن لم يتم التعامل معها بشكل طبي وتغذوي صحيح”.


خيارات العلاج المتاحة

لا يوجد علاج نهائي للمتلازمة، ولكن يمكن إدارتها بنجاح من خلال:

1. تغيير نمط الحياة

  • خسارة الوزن بنسبة 5-10% فقط قد تعيد التبويض.
  • اتباع نظام غذائي متوازن قليل السكر والنشويات.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.

2. العلاج الدوائي

  • حبوب تنظيم الدورة (حبوب منع الحمل المركبة).
  • أدوية لتحفيز التبويض في حال الرغبة بالحمل (كلوميفين، ليتروزول).
  • الميتفورمين لتحسين مقاومة الإنسولين.

3. الجراحة

  • في بعض الحالات يتم اللجوء لـ”تثقيب المبيض” باستخدام المنظار، لتحسين التبويض.

الحمل وتكيس المبايض.. هل يتعارضان؟

رغم ما يسببه تكيس المبايض من اضطرابات في التبويض، فإن الكثير من النساء المصابات يتمكنّ من الحمل بعد تعديل نمط حياتهن أو باستخدام أدوية بسيطة.
ويقول الدكتور علاء الدين مراد:

“نسبة كبيرة من الحالات لا تحتاج لتقنيات متقدمة مثل أطفال الأنابيب، بل يكفي الالتزام بالعلاج المناسب واتباع نمط حياة صحي”.


نصائح للوقاية والتعامل

  • راقبي وزنك بانتظام وابتعدي عن الوجبات السريعة.
  • لا تهملي اضطرابات الدورة الشهرية مهما بدت بسيطة.
  • الفحص السنوي مع طبيب النساء ضرورة لا رفاهية.
  • مارسي الرياضة ولو بالمشي 30 دقيقة يوميًا.
  • لا تلجئي للعلاج دون إشراف طبي متخصص.

خلاصة التقرير

متلازمة تكيس المبايض ليست نهاية الحلم بالأمومة، وليست قدرًا محتومًا، ولكنها حالة تتطلب وعيًا مبكرًا، وفحصًا دقيقًا، وتعاملًا جادًا مع نمط الحياة والعلاج.
والخبر السار، كما يختم د. علاء الدين مراد حديثه، هو أن:

“مع التشخيص المبكر والمتابعة الصحيحة، يمكن للمرأة المصابة أن تستعيد انتظام دورتها، وتحمل، وتعيش حياة صحية ومتوازنة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى