دكتور تخاطب ..كيف تساعد التمارين اليومية في تحسين مخارج الحروف؟

كتبت – منى عبد الحليم

تحسين النطق وإخراج الحروف بشكل صحيح من أبرز التحديات التي يواجهها الأطفال في سن مبكرة، وأحيانًا بعض الكبار بعد التعرض لحوادث أو مشكلات عصبية. ورغم أهمية جلسات التخاطب المنتظمة مع مختصين، إلا أن التمارين المنزلية تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز النتائج وتسريع التحسن، خاصة إذا تم تنفيذها بشكل مستمر وتدريجي.

ولأننا في منصة “طب توداي” نؤمن أن التوعية تبدأ من المنزل، فقد تحدثنا إلى د. أحمد فؤاد، دكتور تخاطب، الذي قدّم لنا مجموعة من التمارين المنزلية البسيطة لكنها فعالة في تحسين مخارج الحروف وتقوية عضلات النطق.


ما المقصود بمخارج الحروف ولماذا يعاني بعض الأطفال منها؟

يشرح د. أحمد فؤاد أن مخارج الحروف تعني المكان الذي يخرج منه الصوت داخل الجهاز الصوتي للإنسان، سواء من الحلق أو اللسان أو الشفتين أو الأنف. ويضيف:

“المشكلة قد تكون عضوية – كضعف عضلات اللسان – أو وظيفية نتيجة ضعف السمع، أو مكتسبة بسبب عوامل بيئية أو نفسية”.

ومن أشهر الحروف التي يشيع صعوبة نطقها لدى الأطفال: “س” – “ر” – “ش” – “ق”، وقد تتحول مع الوقت إلى لثغة واضحة أو تلعثم أو تشوهات صوتية تؤثر على التواصل والثقة بالنفس.


هل يحتاج كل طفل لجلسات تخاطب؟

بحسب د. أحمد فؤاد، فإن جلسات التخاطب تكون ضرورية في حالات متوسطة أو شديدة، أو عند ملاحظة تأخر النطق بعد عمر 4 سنوات. لكن التمارين المنزلية تعتبر الركيزة الأساسية التي تساعد على ترسيخ ما تم تعلمه في الجلسات، وتحقيق تقدم سريع.


تمارين منزلية لتحسين النطق ومخارج الحروف

يقدّم لنا د. أحمد فؤاد مجموعة من التمارين التي يمكن للأهل تطبيقها مع أطفالهم يوميًا:

1. تمرين نفخ الشموع

اطلب من الطفل النفخ على شمعة على مسافة متغيرة، فهذا يساعد على تقوية عضلات الشفاه وتحسين إخراج الحروف مثل “ف” و”ب”.

2. تمرين المصاصة

اطلب من الطفل أن يسحب مشروبًا باستخدام مصاصة (شفاط) رفيعة، ما يعزز التحكم في عضلات الفم، وخصوصًا عضلات الخد واللسان.

3. تمرين المرآة

اجلس مع الطفل أمام مرآة واطلب منه نطق كلمات معينة ببطء مع التركيز على حركة الشفاه واللسان، مثل: “بابا” – “سما” – “شاي”، وراقب معه الفرق في النطق.

4. تمرين لمس سقف الحلق

باستخدام طرف اللسان، اطلب من الطفل لمس سقف الفم خلف الأسنان العلوية، لتقوية القدرة على نطق حرف “ل” أو “ر”.

5. تمرين الفقاعات

اللعب بالصابون ونفخ الفقاعات تمرين ممتاز لتحسين قوة النفس وتحكم الطفل في إخراج الهواء أثناء الكلام.

6. تمرين “لسان الثعبان”

اجعل الطفل يُخرج لسانه للأمام بشكل مستقيم كأنه “ثعبان”، ثم يُعيده بسرعة. هذا التمرين يقوّي عضلة اللسان بشكل كبير.

7. تمرين الأصوات المتكررة

نردد مع الطفل أصواتًا قصيرة بشكل متكرر مثل “با با با” – “كا كا كا” – “سا سا سا”، لتدريبه على التتابع الصوتي والسرعة.


كيف نجعل التمارين ممتعة للطفل؟

يؤكد د. أحمد أن استخدام الألعاب والقصص المصورة والأغاني البسيطة وسيلة فعالة لجعل التمارين ممتعة، ويضيف:

“التكرار هو المفتاح. لا نحتاج لجلسة طويلة، لكن نحتاج لـ 10 دقائق يوميًا بتركيز ومرح”.


هل التمارين تنفع للكبار أيضًا؟

نعم، بحسب د. أحمد فؤاد، هناك حالات عديدة لكبار السن أو من تعرضوا لجلطات أو إصابات دماغية، يستفيدون من نفس التمارين ولكن بتركيز أعلى، وغالبًا ما يتم دعمها بجلسات تخاطب أكثر تخصصًا.


متى نلجأ للطبيب فورًا؟

هناك مؤشرات تستدعي تدخل طبيب تخاطب دون تأخير، مثل:

  • تأخر الكلام بعد عمر 3-4 سنوات
  • عدم نطق الحروف بوضوح رغم التمارين
  • وجود مشكلات في السمع أو البلع
  • فقدان القدرة على الكلام بعد حادث أو مرض

نصيحة “طب توداي” للأهالي:

لا تنتظر حتى تتفاقم المشكلة. ابدأ مبكرًا مع التمارين، واستشر مختصًا إن لاحظت صعوبات متكررة في نطق الحروف أو تركيب الجمل.


الخلاصة:

التمارين المنزلية لتحسين مخارج الحروف قد تكون بسيطة، لكنها سلاح فعّال عند استخدامها بانتظام. ومع توجيهات دكتور تخاطب مختص، يمكن للأطفال تحقيق تطور ملحوظ في النطق والثقة بالنفس.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى