دراسة صادمة: الطقس الحار قد يُسرّع وفاة النساء المصابات بالسرطان

كتبت/ مي السايح

في وقت يزداد فيه الحديث عالميًا عن التغير المناخي وتأثيراته البيئية، تكشف دراسة علمية حديثة أجرتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن خطر جديد، لكنه أكثر خفاءً وإثارة للقلق: العلاقة بين حرارة الطقس المرتفعة وارتفاع وفيات النساء المصابات بأنواع معينة من السرطان، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

إقرأ أيضًا: دراسة صادمة| الهواتف الذكية تدفع الأطفال نحو الاكتئاب والانفصال الاجتماعي وقد تقود إلى الانتحار

الدراسة، التي قادتها الباحثة المصرية وفاء أبو الخير مطرية، وحلّلت بيانات تمتد لأكثر من عشرين عامًا من 17 دولة عربية، من بينها مصر والسعودية والعراق ولبنان والأردن والمغرب وتونس، ركزت على أربعة من أكثر السرطانات شيوعًا لدى السيدات: الثدي، عنق الرحم، المبيض، وبطانة الرحم.

النتيجة كانت لافتة؛ فكل ارتفاع في متوسط درجة الحرارة ارتبط بشكل واضح بزيادة الوفيات بين مريضات السرطان، خاصة المصابات بسرطان الثدي. وترى الباحثة أن السبب لا يعود فقط لتأثير الحرارة على خلايا الأورام، وإنما لعدة عوامل مجتمعة، مثل:

• تراجع كفاءة المستشفيات في الأجواء الحارة
• زيادة معدلات التلوث المصاحبة لموجات الحر
• تأخُّر التشخيص وضعف إمكانية الوصول للعلاج لدى النساء في بعض المجتمعات
• القيود الاجتماعية والثقافية التي تؤخّر طلب الرعاية الصحية

كما أكد الدكتور سونغسو تشون، أن هذا الارتباط يُلزم صُنّاع السياسات الصحية في المنطقة بضرورة إدماج التغير المناخي ضمن خطط مكافحة الأمراض المزمنة، مشيرًا إلى أن الحرارة لم تعد فقط قضية بيئية، بل تحولت إلى تهديد مباشر لصحة فئات ضعيفة مثل السيدات، وكبار السن، والأطفال.

ويعتبر هذا البحث إضافة قوية إلى مجموعة من الدراسات العالمية التي ربطت بين ارتفاع درجات الحرارة وبين زيادة الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، والجهاز التنفسي، وبعض الاضطرابات النفسية.

إلا أن الربط بين الحرارة وسرطانات النساء تحديدًا يُعد من النتائج الواعدة التي تحتاج إلى مزيد من البحث للتأكد من العلاقة السببية وتفسيرها بيولوجيًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى