دائما تايه على طول.. تعرف على آثار عدم النوم على مخك وأعصابك مع د. سارة النحاس

كتبت - رضوى عماد

فاصيل البسيطة، وتُبطئ استجابتك الذهنية حتى في المحادثات اليومية؟ هذه الحالة تُعرف بـ**”الضباب الدماغي” (Brain Fog)**، وهي أكثر شيوعًا مما نعتقد، لكنها غالبًا ما تُهمَل أو يُساء فهمها.

في تصريح خاص لمنصة طب توداي، تؤكد د. سارة النحاس، استشارية أمراض المخ والأعصاب، أن الضباب الدماغي ليس مرضًا قائمًا بذاته، لكنه عرض عصبي أو نفسي يدل على أن شيئًا ما ليس على ما يرام، سواء في النوم، التغذية، التوازن الهرموني، أو الصحة النفسية.


ما هو الضباب الدماغي؟

هو حالة من التشوش العقلي المؤقت أو المزمن، يشعر فيها الشخص بأنه “ليس بكامل وعيه”، وتختلط فيها الذاكرة، التركيز، وسرعة المعالجة الذهنية.


أبرز الأعراض التي تصفه:

  • بطء في التفكير وردود الفعل
  • صعوبة في التركيز أو إنجاز المهام
  • نسيان متكرر للمواعيد أو التفاصيل
  • اضطراب في الكلام أو اختيار الكلمات
  • الإحساس العام بـ”الثقل الذهني” أو التعب الذهني

الأسباب الشائعة للضباب الدماغي

تشير د. سارة إلى أن الضباب الذهني قد يكون ناتجًا عن واحدة أو أكثر من الأسباب التالية:

1. قلة النوم أو اضطراباته

خاصة الأرق المزمن، توقف التنفس أثناء النوم، أو النوم المتقطع.

2. الإجهاد المزمن والتوتر النفسي

حالة الاستنفار العصبي المستمرة تؤثر على التركيز والذاكرة العاملة.

3. سوء التغذية أو نقص الفيتامينات

مثل نقص فيتامين B12، D، أوميغا 3، أو الحديد.

4. الاختلالات الهرمونية

خصوصًا في حالات قصور الغدة الدرقية أو انقطاع الطمث.

5. الآثار الجانبية لبعض الأدوية

مثل مضادات الاكتئاب، مضادات الحساسية، أو أدوية النوم.

6. الإصابة بعدوى فيروسية

ومنها متلازمة ما بعد كوفيد، حيث يستمر الضباب الذهني لأشهر بعد التعافي.


هل هو مرتبط بالاكتئاب أو القلق؟

تقول د. سارة: “نعم، الضباب الذهني قد يكون عَرَضًا مرافقًا لاضطرابات المزاج، خاصة الاكتئاب، لكنه لا يختفي دائمًا بزوال الاكتئاب، بل قد يحتاج لعلاج متخصص”.


متى يستدعي الأمر القلق؟

  • إذا استمر الضباب لأكثر من أسبوعين دون تحسُّن
  • إذا ترافق مع مشاكل في الحركة أو الكلام
  • إذا لاحظه الآخرون بشكل واضح
  • إذا ترافق مع فقدان مؤقت للوعي أو نوبات نسيان شديدة

كيف يتم التشخيص؟

التشخيص يتطلب تقييمًا دقيقًا يشمل:

  • الفحص العصبي الكامل
  • تحليل الدم (لفحص الفيتامينات والهرمونات)
  • تخطيط النوم (إذا اشتبه بوجود توقف تنفس)
  • في بعض الحالات: تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي MRI

العلاج يبدأ من السبب

توضح د. سارة أن الضباب الدماغي لا يُعالج مباشرة، بل يتم التعامل معه عبر معالجة الأسباب:

🔹 ضبط النوم وتنظيم مواعيده

🔹 علاج نقص الفيتامينات أو فقر الدم

🔹 تقنيات تقليل التوتر مثل التأمل أو العلاج المعرفي السلوكي

🔹 ممارسة الرياضة المنتظمة لتنشيط الدورة الدموية الدماغية

🔹 اتباع نظام غذائي غني بأوميغا 3 ومضادات الأكسدة


هل يمكن الوقاية منه؟

نعم، من خلال نمط حياة متوازن يعتمد على:

  • نوم عميق منتظم
  • تغذية ذكية
  • تقليل التوتر اليومي
  • الابتعاد عن المنبهات والمسكرات
  • الحركة الذهنية والبدنية اليومية

الضباب الدماغي بعد كورونا: ظاهرة حقيقية

العديد من المرضى يبلغون عن صعوبة في التفكير بعد التعافي من كورونا، حتى وإن كانت الأعراض خفيفة. وتعتبر هذه الحالة ضمن ما يُعرف بـ”متلازمة ما بعد كوفيد”، ويجري الآن تطوير بروتوكولات تأهيل عصبي خاصة بها.


طب توداي: نصنع لك وضوحًا في وسط الضباب

في منصة طب توداي، نعلم أن العقل الواضح هو مفتاح الحياة المتزنة. لا يجب تجاهل الضباب الذهني، لأنه قد يكون جرس إنذار مبكر لخلل أعمق. استشر الطبيب، وابدأ بخطوة نحو التركيز الكامل.


حقوق النشر محفوظة لمنصة طب توداي

جميع الحقوق محفوظة © لمنصة طب توداي – المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية في تقديم المعلومة الطبية الموثوقة.


 


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى