حين يتحول البيت إلى مقبرة.. الطبيبة آلاء النجار تُفجع بأبنائها التسعة
كتبت مي علوش

في غزة، تتكسر قوانين الطبيعة، وتنحني الإنسانية تحت وطأة الألم. في تلك البقعة الصغيرة المحاصرة، لا تُقاس الخسارة بالأرقام، بل بالأحلام التي تُدفن تحت الركام، وبالقلوب التي تواصل النبض رغم الانكسار.
قنبلة تُسقط بيتًا وتذبح قلبًا
لم تكن مجرد ضربة صاروخية نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بل كانت قنبلة سقطت على قلب أم وطبيبة وزوجة. في لحظة واحدة، فقدت الدكتورة آلاء النجار تسعة من أبنائها، أكبرهم لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره. كانوا: يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا. وحده الطفل “آدم” نجا بإصابة، بينما يرقد زوجها الطبيب حمدي في العناية المركزة.
اللحظة التي لا تُحتمل
كانت آلاء في عملها بمجمع ناصر الطبي، تُعالج الجرحى وتقاوم الموت، لكن الموت خطف بيتها، وهدم مستقبلها، وأحال أسماء أطفالها من مناداة الحياة إلى أكياس وداع. كيف لقلب أمٍّ أن يتحمل وداع تسعة أكباد دفعة واحدة؟ كيف لصوتها أن يصمد أمام فاجعة لا تصفها الكلمات؟
نقابة أطباء مصر تنعي وتطالب بالتحقيق
وفي هذا السياق، أصدرت نقابة أطباء مصر بيانًا نعت فيه الطبيبة الفلسطينية الصابرة، ووصفتها بـ”أم الشهداء”، وأكدت أن ما جرى ليس حادثًا عرضيًا، بل جريمة مكتملة الأركان.
وأعلنت النقابة تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني، مطالبة بفتح تحقيق دولي عاجل وشفاف في الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في قطاع غزة، وفي مقدمتها المجازر التي تستهدف الأسر والأطقم الطبية والمنشآت الصحية.
صرخة في وجه الصمت
وأكد البيان أن استهداف منزل الطبيبة آلاء النجار يُعد دليلًا دامغًا على وحشية الاحتلال، ودعوة لكل الضمائر الحية حول العالم للتحرك الفوري، ووقف هذا النزيف المستمر للدم الفلسطيني. وأشارت النقابة إلى أن صمت المجتمع الدولي، وعجز العالم العربي، لا يليق بتاريخ الأمة ولا بكرامتها.
دعوة للتحرك.. لا للشجب
واختتم البيان بدعوة إلى المؤسسات العربية والدولية لتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية، مؤكدة أن ما يجري ليس مجرد مأساة إنسانية، بل اختبار لشرف الأمة وكرامة الإنسان في كل مكان.