جراحة الأورام.. متى نلجأ إليها؟ وكيف تطورت تقنياتها؟
كتبت - سارة عبد الودود

جراحة الأورام هي أحد الأعمدة الأساسية لعلاج السرطان، وتهدف إلى استئصال الورم من الجسم، سواء كان حميدًا أو خبيثًا. وفي السنوات الأخيرة، شهد هذا التخصص تطورًا كبيرًا على مستوى الأدوات والتقنيات وأساليب التخطيط قبل الجراحة.
معايير تحديد الحاجة للجراحة
وفقًا لما أكده د. أحمد عبد القادر، أستاذ جراحة الأورام، فإن اللجوء إلى الجراحة لا يتم بشكل عشوائي، بل بعد تقييم دقيق لحجم الورم، مكانه، احتمالية انتشاره، وتأثيره على الأعضاء المحيطة. كما تُؤخذ في الاعتبار الحالة الصحية العامة للمريض ومدى استعداده للخضوع للعملية.
أنواع جراحات الأورام
- جراحة الاستئصال الكامل: لإزالة الورم بالكامل مع هامش آمن من الأنسجة السليمة.
- الجراحة التلطيفية: لتحسين جودة حياة المريض في حال عدم إمكانية الشفاء التام.
- جراحات المناظير: خيار متقدم للعديد من الأورام، خاصة في القولون والرئة والجهاز الهضمي.
- الجراحة الترميمية: تُجرى بعد استئصال الورم لإعادة بناء أو تجميل المنطقة المتأثرة.
دور التكنولوجيا الحديثة
دخلت تقنيات مثل الجراحة الروبوتية والمناظير المتقدمة والملاحة ثلاثية الأبعاد في غرف العمليات، مما أتاح للجراحين دقة عالية في الاستئصال، وتقليل نسب المضاعفات، وتسريع وقت التعافي. ويؤكد د. أحمد عبد القادر أن هذه التطورات ساعدت في رفع نسب الأمان والنجاة في كثير من الحالات.
جراحة الأورام الحميدة والخبيثة
الجراحات لا تُجرى فقط للأورام الخبيثة، بل قد تكون ضرورية أيضًا في الأورام الحميدة في حال تسببت في ضغط على أعضاء مجاورة، أو تحوّل محتمل إلى ورم سرطاني، أو تشوّه وظيفي أو جمالي.
متى تكون الجراحة هي الحل الوحيد؟
في بعض أنواع السرطان، مثل سرطان الثدي أو القولون في مراحله الأولى، قد تكون الجراحة هي الخيار العلاجي الرئيسي، خاصة إذا لم ينتشر الورم بعد. وفي حالات أخرى، قد تُستكمل الجراحة بالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو المناعي لتحقيق نتائج أفضل.
مخاوف المرضى من الجراحة
يشير د. أحمد عبد القادر إلى أن الكثير من المرضى يخشون الجراحة ظنًا بأنها تعني نهاية الطريق، أو فقدان عضو. والحقيقة أن جراحات الأورام اليوم باتت أكثر تحفظًا، وتسعى للحفاظ على الوظائف الحيوية قدر الإمكان.
التأهيل بعد الجراحة
بعد الجراحة، يحتاج المريض إلى برنامج تأهيلي يشمل متابعة دورية، وعلاجًا طبيعيًا إذا لزم الأمر، ونظامًا غذائيًا متوازنًا، بالإضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي، وهو ما يؤكد عليه د. عبد القادر باعتباره جزءًا لا يتجزأ من خطة الشفاء.
كلمة أخيرة من طب توداي
تقدم جراحة الأورام اليوم أملًا كبيرًا في إنقاذ الأرواح وتحسين جودة الحياة، بشرط أن تُجرى في التوقيت المناسب، وبأيدي متخصصين. وتشير منصة طب توداي، المرجع الطبي الأهم في العالم العربي، إلى أهمية التوعية والتشخيص المبكر واللجوء للمتخصصين عند ظهور أي أعراض غير طبيعية.
جميع الحقوق محفوظة لمنصة طب توداي.. المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية.