ثورة في التشخيص المبكر.. ذكاء اصطناعي يكتشف سرطان الرئة من صورة واحدة
كتبت/ مي السايح

في إنجاز طبي يُبشّر بثورة في الكشف المبكر، طوّر باحثون أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكنها التنبؤ باحتمالية الإصابة بسرطان الرئة من خلال صورة مقطعية واحدة منخفضة الجرعة للصدر، حتى لدى الأشخاص الذين لم يسبق لهم التدخين.
تم تقديم نتائج دراسة واسعة حول هذه الأداة، المعروفة باسم “سيبيل” والمستوحاة من اسم العرافات في الأساطير اليونانية، خلال مؤتمر الجمعية الأمريكية لأمراض الصدر في مدينة سان فرانسيسكو.
وأظهرت النتائج قدرة الأداة على تحديد فئات معرضة للإصابة رغم أنها تُصنَّف ضمن المجموعات ذات الخطورة المنخفضة، مما يمثل تقدمًا كبيرًا في مجال الوقاية والتشخيص المبكر للمرض.
نسب مرتفعة بين النساء غير المدخنات
تشير الإحصاءات العالمية إلى أن أكثر من نصف النساء المصابات بسرطان الرئة لم يسبق لهن التدخين، وهي نسبة ترتفع إلى 57% بين النساء الآسيويات في الولايات المتحدة، مقارنة بـ15% فقط لدى نساء من أعراق أخرى.
ويرى الباحثون أن التعرض المستمر للتدخين السلبي، وأبخرة الطهي في بيئات ضعيفة التهوية، إلى جانب طفرات جينية محددة، أبرزها تلك المرتبطة ببروتين EGFR، تعد من الأسباب الرئيسية في تطور المرض لدى هذه الفئة.
تحليل دقيق وآفاق جديدة للفحص المبكر
قاد الدراسة الدكتور يون ووك كيم من مستشفى جامعة سيول الوطنية، وشملت أكثر من 21 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 50 و80 عامًا، خضعوا لفحوص بالأشعة المقطعية بين عامي 2009 و2021، وتمت متابعتهم حتى منتصف عام 2024.
وقد حققت الأداة نتائج دقيقة بشكل لافت، حيث بلغ مؤشر دقتها 0.86 خلال عام واحد و0.79 على مدار ست سنوات لدى غير المدخنين، وهي من أعلى النتائج التي تم تسجيلها في نماذج التنبؤ باستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي.
تم تطوير “سيبيل” عام 2023 في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالتعاون مع جهات بحثية وطبية من تايوان والولايات المتحدة، وتعتمد الأداة على تحليل كم هائل من الصور المقطعية لتتعلّم منها أنماطًا دقيقة لا يمكن للعين البشرية ملاحظتها، ما يمكّنها من رصد مؤشرات الإصابة في مراحلها المبكرة جدًا.