تنفسك في خطر: الأسباب الحقيقية وراء انسداد الأنف المستمر

كتبت سمر رضوان

انسداد الأنف المزمن: هل السبب لحمية أم انحراف بالحاجز؟

انسداد الأنف ليس عرضًا بسيطًا كما يعتقد البعض، بل قد يكون علامة على خلل تشريحي أو التهابي مزمن يؤثر على جودة الحياة والنوم والتنفس بشكل عام. وبينما يتردد البعض في زيارة الطبيب، يختلط الأمر على آخرين بين أشهر سببين لانسداد الأنف: اللحمية وانحراف الحاجز الأنفي. فكيف نميّز بينهما؟ ومتى نلجأ للجراحة؟ وكيف يمكن التعامل مع كل حالة بدقة؟ هذا ما نناقشه في التقرير التالي.


ما هو انسداد الأنف المزمن؟

انسداد الأنف المزمن هو حالة يشعر فيها الشخص بصعوبة مستمرة في التنفس من الأنف، إما في جهة واحدة أو في الجانبين، ويستمر ذلك لأكثر من 3 أشهر. وقد يصاحبه أعراض أخرى مثل:

  • الصداع
  • الشخير أثناء النوم
  • جفاف الفم
  • ضعف حاسة الشم
  • الشعور بالضغط أو الامتلاء في الوجه

يقول د. أحمد مجدي، استشاري الأنف والأذن والحنجرة:

“كثير من المرضى يأتون إلينا معتقدين أن لديهم لحمية، بينما السبب في الحقيقة يكون انحرافًا بالحاجز الأنفي، أو العكس. التشخيص الدقيق هو الخطوة الأولى للعلاج السليم.”


الأسباب الأكثر شيوعًا لانسداد الأنف

1. انحراف الحاجز الأنفي (Deviated Septum)

الحاجز الأنفي هو الجدار الذي يفصل بين فتحتي الأنف، ويتكوّن من عظم وغضروف. وعند انحرافه، يضيق مجرى الهواء في جهة واحدة أو في الجهتين، مما يسبب انسدادًا مزمنًا.

د. رشا عبد الغني، أستاذة جراحة الأنف بجامعة القاهرة:
“انحراف الحاجز الأنفي قد يكون خلقيًا منذ الولادة أو نتيجة لإصابة أو كسر في الأنف. وبعض الحالات لا تكتشف إلا بعد البلوغ أو عند تفاقم الأعراض.”

2. لحمية الأنف أو تضخم القرينات (Nasal Polyps & Turbinate Hypertrophy)

اللحمية هي نمو غير طبيعي في بطانة الأنف، وغالبًا ما ترتبط بالحساسية أو الالتهابات المزمنة. أما تضخم القرينات فهو زيادة حجم الأنسجة الداخلية التي تساعد على ترطيب الهواء الداخل للأنف.

ويضيف د. محمد عبد القادر، استشاري الأنف والحساسية التنفسية:

“اللحمية غالبًا ما تكون في الجهتين وتسبب انسدادًا مزدوجًا، بينما الانحراف يسبب ضيقًا في جهة واحدة. كما أن اللحمية قد تترافق مع إفرازات أنفية وفقدان في الشم.”


كيف نميّز بين اللحمية والانحراف؟

يؤكد الأطباء أن الاعتماد على الأعراض فقط ليس كافيًا للتشخيص، بل يجب الخضوع لفحص دقيق باستخدام منظار الأنف أو الأشعة المقطعية.

أبرز الفروق:

المعيار انحراف الحاجز الأنفي لحمية الأنف
الجهة المصابة غالبًا جهة واحدة غالبًا الجهتين
البداية منذ الطفولة أو بعد إصابة بعد حساسية مزمنة أو التهابات
الشخير شائع شائع أيضًا
فقدان الشم نادر شائع
مصاحب لأعراض تحسسية لا غالبًا نعم
العلاج غالبًا جراحي دوائي أولاً، ثم جراحي عند اللزوم

وسائل التشخيص الدقيقة

للوصول إلى التشخيص النهائي، يُنصح بإجراء ما يلي:

  • الفحص الإكلينيكي بالمنظار
  • الأشعة المقطعية للجيوب الأنفية
  • اختبار الحساسية (في حال الشك في سبب تحسسي)

يقول د. طارق البدري، أستاذ الأنف والأذن بكلية طب عين شمس:

“لا يجب البدء في أي خطة علاجية قبل التأكد التام من السبب، لأن استخدام بخاخات الكورتيزون لعلاج الانحراف مثلًا سيكون بلا جدوى.”


خيارات العلاج المتاحة

أولًا: العلاج الدوائي

يستخدم عادة في حالات اللحمية أو تضخم القرينات ويشمل:

  • بخاخات الأنف المحتوية على الكورتيزون
  • مضادات الهيستامين
  • غسول الأنف بمحلول ملحي
  • أدوية لعلاج الحساسية والربو إن وجدت

“في بعض الحالات، يستجيب المريض للعلاج الدوائي وتقل اللحمية أو الأعراض، مما يغني عن الجراحة.” – د. رشا عبد الغني

ثانيًا: العلاج الجراحي

يُفضل في الحالات التالية:

  • انحراف واضح في الحاجز يسبب انسدادًا مزمنًا
  • فشل العلاج الدوائي في تقليل حجم اللحمية
  • شخير شديد أو توقف تنفسي أثناء النوم

العمليات الجراحية تشمل:

  • تصحيح الحاجز الأنفي (Septoplasty)
  • استئصال اللحمية (Polypectomy)
  • تصغير حجم القرينات باستخدام الليزر أو التردد الحراري

ويؤكد د. محمد عبد القادر أن:

“العمليات أصبحت بسيطة وتُجرى تحت تخدير كلي أو موضعي، ويخرج المريض في نفس اليوم أحيانًا.”


مضاعفات إهمال الحالة

إهمال علاج انسداد الأنف المزمن قد يؤدي إلى:

  • التهابات مزمنة في الجيوب الأنفية
  • اضطرابات في النوم
  • ضعف الأداء الذهني بسبب نقص الأكسجين
  • تفاقم حالات الربو والحساسية
  • التأثير على النطق والصوت

هل يمكن الوقاية من انسداد الأنف المزمن؟

بينما لا يمكن الوقاية من الانحراف الخَلقي، يمكن تقليل فرص تطور اللحمية أو تضخم القرينات عن طريق:

  • تجنب مثيرات الحساسية (الغبار، العطور القوية، الدخان)
  • استخدام بخاخات ملحية بشكل منتظم
  • معالجة نزلات البرد بسرعة
  • تهوية الغرف وتقليل الرطوبة

نصائح طب توداي للوقاية والعلاج:

  • لا تتجاهل انسداد الأنف إذا استمر أكثر من أسبوعين
  • استشر طبيب أنف وأذن متخصص لتحديد السبب
  • لا تستخدم قطرات الأنف المحتوية على مضادات احتقان لأكثر من 5 أيام
  • التزم بالعلاج الموصوف، سواء دوائي أو جراحي
  • تابع الحالة بشكل دوري لتفادي عودة الأعراض

  • الفرق بين لحمية الأنف وانحراف الحاجز: التشخيص والعلاج خطوة بخطوة

حقوق النشر والطبع محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى