تحت الجلد سمّ قاتل: مراكز التجميل غير المرخصة تهدد أرواح الباحثين عن الجمال!.. نصائح طب توداي قبل إجراء أي عملية تجميلية

كتبت - إيمان صلاح

في زوايا المدن المزدحمة ووسط لافتات براقة ووعود بالجمال الفوري والأسعار المغرية، تنتشر مراكز تجميل تعمل بعيدًا عن أعين الرقابة، تفتح أبوابها دون ترخيص، وتقدم خدمات “تجميلية” بمكونات غير معروفة، وأيدي غير متخصصة، ومواد كيميائية خطيرة قد تُدخل الزبائن في دوامة من المضاعفات الصحية التي قد تصل إلى تشوهات دائمة أو الوفاة.

في هذا التحقيق الصحفي، نسلط الضوء على خطر مراكز التجميل غير المرخصة، والمواد التي تستخدمها في حقن البشرة أو نحت الجسم، وكيف تحوّلت بعض هذه المراكز إلى قنابل موقوتة تهدد صحة المواطنين، خصوصًا من الشباب والفتيات الباحثين عن مظهر مثالي بأي ثمن.

يستعرض لكم طب توداي في هذا التقرير أخطر ما يدور خلف الكواليس في هذه المراكز، والنصائح التي يجب اتباعها قبل اللجوء لأي إجراء تجميلي.


فخ التجميل السريع.. من المسؤول؟

تنتشر مراكز التجميل العشوائية في مناطق عديدة، منها الراقية ومنها الشعبية، وجميعها تشترك في أمر واحد:
لا رقابة، لا تراخيص، لا أطباء متخصصين.

في هذه المراكز، يتم:

  • إجراء حقن للفيلر والبوتوكس دون إشراف طبي.
  • استخدام أجهزة ليزر أو تردد حراري بدون ترخيص.
  • بيع منتجات تفتيح وتقشير الجلد دون رقابة صحية.
  • تنفيذ عمليات شفط دهون أو تكسيرها بوسائل غير مرخصة.

وقد أكدت مصادر في وزارة الصحة أن بعض هذه المراكز تُدار من قبل أشخاص غير مؤهلين طبيًا، وأحيانًا من قبل صيدليين أو فنيين دون شهادة جراحية أو تجميلية، وهو ما يُعد مخالفة صريحة للقانون.


المواد الكيميائية المستخدمة: من الجمال إلى السم

بحسب تقارير طبية، تقوم بعض هذه المراكز بحقن مواد مجهولة المصدر في الجلد، أبرزها:

  • فيلر صناعي يحتوي على مواد غير معتمدة طبيًا
  • بوتوكس منتهِ الصلاحية أو مقلّد
  • زيوت صناعية أو سيليكون صناعي سائل
  • كريمات ومقشرات تحتوي على الزئبق أو الهيدروكينون بنسب سامة

وتؤدي هذه المواد إلى:

  • حساسية شديدة والتهابات في الجلد
  • تسمم موضعي أو جهازي قد يؤدي للفشل الكلوي أو الكبدي
  • انسداد الأوعية الدموية، مما قد يسبب تجلطات أو جلطات في الوجه
  • تشوهات دائمة في الشفاه أو الوجنتين
  • تهتك في الجلد واحمرار مزمن أو تقرحات

د. ريم حسين، أخصائية الأمراض الجلدية، صرّحت لـ”طب توداي”:
“شاهدنا حالات كثيرة تعرضت لشلل في عضلات الوجه بسبب حقن خاطئة في مراكز غير مرخصة.. الأخطر هو أن المريض لا يعرف حتى ما تم حقنه تحت جلده!”


شهادات من الواقع: “كنت عايزة أبقى أحلى.. وجهي اتشوّه”

أمل (26 عامًا) تقول إنها رغبت في تكبير شفتيها بـ”حقنة فيلر” في مركز قريب من منزلها بسعر زهيد، لكنها عانت بعدها من ألم شديد وانتفاخ غير طبيعي. تبين لاحقًا أن المادة كانت “غير معروفة المصدر” وأدت إلى التهاب مزمن واضطرت للخضوع لعملية تصحيح باهظة الثمن.

وليد (34 عامًا) خضع لجلسة نحت بالليزر في مركز تجميل صغير. بعد الجلسة، أصيب بحروق من الدرجة الثانية، وأُدخل المستشفى بسبب استخدام جهاز غير مرخص ولا يتوافق مع معايير السلامة.


أسباب الانتشار السريع

رغم الخطورة، فإن مراكز التجميل غير المرخصة تجد أرضًا خصبة للانتشار في غياب الرقابة، ومن أهم أسباب ذلك:

  • انخفاض الأسعار مقارنة بالمراكز المرخصة
  • الإعلانات المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي
  • الطلب الكبير من الفتيات والشباب على التجميل السريع
  • غياب التوعية الكافية بمخاطر المواد السامة
  • ضعف الحملات التفتيشية المنتظمة

موقف القانون والجهات الرقابية

في مصر، يُشترط لفتح مركز تجميل تقديم أوراق ترخيص من وزارة الصحة ووجود طبيب متخصص للإشراف، لكن في الواقع كثير من المراكز تفتح “باسم صيدلية” أو “عيادة أسنان” وتُمارس أنشطة تجميلية دون تصريح.

وقد شنت وزارة الصحة حملات على مدار السنوات الماضية، وأغلقت عشرات المراكز، إلا أن الظاهرة ما تزال في ازدياد.

وفي هذا الإطار، ناشد أطباء التجميل بتغليظ العقوبات، وسنّ قوانين تُجرّم ممارسة الحقن التجميلي دون مؤهل طبي، وتحذر من استيراد المنتجات غير المسجلة رسميًا.


نصائح طب توداي قبل إجراء أي عملية تجميلية:

  1. لا تذهب إلى أي مركز إلا بعد التأكد من ترخيصه من وزارة الصحة أو نقابة الأطباء.
  2. اسأل عن الطبيب القائم بالإجراء وتأكد من كونه مختصًا في جراحة التجميل أو الجلدية.
  3. اطلب معرفة نوع المادة التي ستُحقن بها وراجع رقم تسجيلها وشركتها المصنعة.
  4. ابتعد عن الإغراءات السعرية الكبيرة، فالحقن الرخيص قد يكون أكثر كلفة على صحتك لاحقًا.
  5. تأكد من نظافة المكان وتعقيم الأدوات قبل بدء الإجراء.
  6. لا تخضع لأي إجراء في صالونات أو شقق سكنية غير مرخصة مهما كانت التبريرات.
  7. احصل على رأي طبي ثاني دائمًا قبل اتخاذ أي قرار تجميلي.

خلاصة طب توداي:

الجمال حق مشروع لكل إنسان، ولكن الصحة والسلامة أهم من أي تغيير شكلي. السعي وراء تحسين الشكل لا يجب أن يكون على حساب الجسم، ولا يجب أن نقبل بمواد مجهولة تخترق الجلد وتصل إلى الدم مقابل “عرض خاص” أو صورة مثالية.

مراكز التجميل غير المرخصة ليست مجرد مخالفات قانونية، بل مصانع محتملة لتشويه الناس وتعريض حياتهم للخطر. مطلوب من الجهات المعنية مزيد من الحزم والرقابة، لكن المسؤولية الأكبر تقع على وعي الفرد.

تذكّري دائمًا أن الجمال الحقيقي يبدأ من الوعي.. لا من حقنة مجهولة في مركز مظلم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى